الربط الغازي المباشر لإيران مع روسيا والهند .. مشروع رئيسي في التعاون مع أعضاء شانغهاي
يعتبر الاتصال الغازي المباشر لإيران مع روسيا والهند أحد أهم مشاريع التعاون مع أعضاء معاهدة شانغهاي ؛ هذا المشروع لا ينشط فقط طاقات اقتصادية غير مسبوقة، بل هو على المستوى الأمني والجيوسياسي رد قوي على تدخلات والسياسات الامريكية التخريبية.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان "رامين رستميان" خبير اقتصاد التنمية، اشار الى أهمية الاتصال الغازي المباشر لإيران مع الهند وروسيا: قائلا "عبر التاريخ كانت إيران دائمًا في مركز اهتمام القوى العالمية بسبب موقعها الجيوسياسي. وقوعها عند تقاطع الشرق والغرب، الشمال والجنوب، وجوارها لمصادر الطاقة الهائلة والأسواق العالمية المستهلك، جعل مكانة إيران في النظامين الإقليمي والدولي لا تضاهى.
ويمكن لإيران من خلال المبادرة أن ترفع دورها الجيوسياسي من مجرد دور جيواستراتيجي إلى دور جيواقتصادي وصانع للأمن. أحد أهم المشاريع التي يمكن تحقيقها في هذا الاتجاه هو الاتصال الغازي المباشر لإيران مع روسيا والهند؛ مشروع لا ينشط فقط طاقات اقتصادية غير مسبوقة، بل سيكون على المستوى الأمني والجيوسياسي ردًا قويًا على تدخلات وسياسات الولايات المتحدة التخريبية في منطقة القوقاز وحرب الـ 12 يومًا الصهيوامريكية.
وأضاف: "موضوع الاتصال الغازي للهند وروسيا موضوع شديد الأهمية. فروسيا في منعطف استراتيجي آخر لن تضع غازها الرخيص في متناول الدول الأوروبية، وهذا الأمر تسبب في فرض تكاليف باهظة على أوروبا وروسيا، لكن روسيا تتجه نحو أسواق شرق وجنوب شرق آسيا. النفط الروسي هو موضوع تسبب مؤخرًا في شرخ بين الهند والولايات المتحدة، وفي هذا المجال فإن اتصال الغاز الروسي بالهند عبر إيران هو أكبر رد على الولايات المتحدة في هذا المجال."
وأشار رستميان إلى تعزيز التعاون بين إيران وروسيا والهند وزيادة الردع لهذا الإجراء لإيران في مواجهة الهجمات الخارجية، مشددًا على أن: "تنفيذ هذا المشروع ليس مجرد إجراء اقتصادي، بل يغير أيضًا المعادلات الجيوسياسية العالمية.
الاتصال بين إيران-روسيا-الهند، عمليًا يُشكل كتلة طاقة في قلب آسيا يمكن أن تكون وزنًا موازنًا ضد نفوذ الولايات المتحدة وأوروبا. هذه الكتلة الطاقة يمكن أن تتعاون مع الصين والدول الأخرى الأعضاء في مجموعة بريكس وتُمهد لتشكيل سوق طاقة موازية ومستقلة عن الغرب. من المنظور الأمني أيضًا، فإن وجود إيران كجسر للطاقة بين روسيا والهند يُحدث مستوى من الردع يتجاوز القدرة العسكرية لأن أي تهديد ضد إيران سيعتبر أيضًا تهديدًا ضد أمن الطاقة لروسيا والهند. هذا التداخل في المصالح يجعل أمن إيران متعدد الطبقات."
وقال في الختام: "الغاز كسلعة استراتيجية في القرن الحالي وفر لإيران فرصة نادرة لربط الموارد الهائلة لروسيا بالسوق الهندية ذات الطلب الكبير، ليس فقط لتحويل اقتصادها بل للوصول على المستوى الجيوسياسي إلى مكانة لا تستطيع أي قوة تجاهلها. تحقيق هذه الرؤية يتطلب إرادة وطنية، ودبلوماسية نشطة، واستثمار ذكي، وإدارة متكاملة؛ وهو امر إذا تحول إلى حقيقة، سيجعل إيران أحد اللاعبين الرئيسيين في نظام الطاقة العالمي الجديد."
/انتهى/