دعوات نتنياهو للشعب الإيراني، وَهمٌ مُنهار... وسقوط مجدد في فخ الكذب

دعوات نتنیاهو للشعب الإیرانی، وَهمٌ مُنهار... وسقوط مجدد فی فخ الکذب

مثل عادته، يخرج بين الفينة والأخرى رئيس وزراء كيان الإحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بدعوات للشعب الإيرانيى تُقابل بالسُخرية عند الشعب الإيراني، يدعوهم للنزول الى الشوارع والتظاهر ضد النظام وهو لم يدرك بعد أن وحدة الشعب ووقوفها المشرّف الى جانب النظام هي الحصن الحصين للجمهورية، وان القيادة الإيرانية تقف مع شعبها وإلى جانبه كالسد المنيع والعظيم.

تسنيم/ أمل شبيب

 

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والضغوط السياسية، يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعوات تبدو داعمة للشعب الإيراني، لكنها في حقيقتها تحمل أهدافاً خبيثة محاولاً إضعاف إيران من الداخل. هذه الدعوات التي تستهدف إثارة الفتن وزعزعة الاستقرار ليست جديدة في سجل نتنياهو، الذي لطالما كان خصماً لا يكل لإيران وشعبها. إلا أن الشعب الإيراني، بتاريخه العريق ووحدته الوطنية الصلبة، يرفض الانجرار خلف هذه المسرحيات السياسية التي تهدف إلى تفتيت اللحمة الوطنية وإضعاف إرادة الأمة، لكن هنا في هذا السياق تحديداً، تتجلى قوة إيران الحقيقية في تلاحم شعبها، قيادتها، وجيشها، الذين يشكلون جداراً منيعاً أمام محاولات التدخل الخارجي ونشر الفوضى.

 

إيران , بنيامين نتنياهو , حرب الـ 12 يوما , الصواريخ الإيرانية , الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي ,

 

فخ مكشوف وسقوط مدوٍ

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة إلى الشعب الإيراني للنزول إلى الشوارع والتظاهر ضد نظام طهران، مدعياً أنه يقف إلى جانبهم ويساندهم في "كفاحهم من أجل الحرية"، لكن هذه الدعوة، التي قد تبدو للبعض بمثابة بادرة دعم، تحمل في طياتها عبراً واضحة عن سياسة "إسرائيل" الممنهجة لإضعاف إيران عبر إثارة الفتن الداخلية. غير أن الشعب الإيراني، بوعي تاريخي ونضالي عميق، يرى في هذه الدعوات مجرد محاولات بائسة من قبل "مجرم الحرب" نتنياهو، الذي لطالما كان عدواً لهم ولإيران، وسبق له أن ارتكب عبر سنوات طويلة سلسلة من الجرائم التي تستهدف وحدة وأمن الأمة الإيرانية.

 

إيران , بنيامين نتنياهو , حرب الـ 12 يوما , الصواريخ الإيرانية , الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي ,

 

تدخل واضح ونفاق سافر: "إسرائيل" ومحاولات تقويض وحدة إيران

بات الكل يدرك حقيقة دعوات نتنياهو للشعب الإيراني بأنه يستهدف بث الفتنة وزعزعة الاستقرار من الداخل، مستغلاً بذلك مطالب بعض الفئات ضد النظام لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب سيادة إيران، لكن الشعب الإيراني يدرك جيداً أن هذا الدعم المزعوم من كيان الاحتلال الإسرائيلي المجرم ، الذي يمارس الإبادة الجماعية في غزة، لا يحمل أي نوايا صادقة، وأنها مجرد سياسة للنيل من وحدة الأمة وخلق صراعات داخلية قد تضر بالوطن قبل النظام.

لم يكن نتنياهو وحده من تبنى هذا الخطاب، فقد استخدمت بعض الدول والمنظمات ذات المصالح المتعارضة نفس الأسلوب في محاولة التلاعب بالمشاعر الوطنية الإيرانية، لكن الشعب برهن مراراً أن وعيه السياسي وثقافته الوطنية أقوى من أن تُخدع بدعاوى الدعم الخارجي المشبوه.

 

إيران , بنيامين نتنياهو , حرب الـ 12 يوما , الصواريخ الإيرانية , الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي ,

 

إيران.. وإهتمام "نتنياهو" المفرط

لفهم دعوات نتنياهو وتأثيرها، لا بد من التعمق هنا في الأسباب التي تجعل إيران محور اهتمامه الأساسي. يرى نتنياهو في إيران تهديداً استراتيجياً وأمنياً مباشرًا لـ"إسرائيل"، خاصة بسبب برنامجها النووي السلمي، الذي قد يغير ميزان القوى في المنطقة ويهدد وجود ما تُسمى "الدولة العبرية"، كما ان إيران هي الداعمة لكل دول محور المقاومة من لبنان الى اليمن والعراق، وهي رأس حربة في وجه الكيان الذي يصول ويجول في دول المنطقة مرتكباً الحروب والمجازر أمام صمت عالمي مخزي، وهو ما يزيد من إحاطة الكيان المؤقت ببيئة تشكل تحدياً وجودياً له.

والعلاقة بين الكيان الإسرائيلي والجمهورية الإسلامية الإيرانية توقفت بعد إنتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وسقوط نظام الشاه وقيام النظام الإسلامي، لذا يعتبر نتنياهو إيران "العدو الأكبر" لكيانه، ويسعى بكل قوة إلى إضعافها داخلياً وإقليمياً، مستغلاً كل فرصة، حتى الدعوات المزيفة لدعم الشعب الإيراني، التي تهدف في الحقيقة إلى تقويض الوحدة الوطنية الإيرانية التي تمثل العقبة الأكبر أمام مخططاته.

 

 

إيران , بنيامين نتنياهو , حرب الـ 12 يوما , الصواريخ الإيرانية , الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي ,

 

العملاق الإيراني المتجدد: قوة تستحيل مواجهتها

في الحديث عن الجمهورية الإسلامية، إيران اليوم ليست دولة عادية تواجه تحديات فحسب، بل هي قوة إقليمية عظمى تتمتع بتوازنات استراتيجية متقدمة، تمتلك قوة عسكرية متطورة تشمل ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية الدقيقة، وقدرات دفاع جوي متطورة، وقوات مسلحة مدربة تستند إلى إرادة شعبية صلبة، إضافة إلى ذلك، تتمتع إيران بقدرات تكنولوجية متزايدة في مجالات الطيران والصناعات الدفاعية.

اقتصادياً، رغم العقوبات المستمرة، استطاعت إيران تنويع مصادرها وابتكار آليات للحفاظ على قوتها الاقتصادية، مستفيدة من ثرواتها الطبيعية وموقعها الجغرافي الحيوي الذي يربط بين الشرق والغرب.

أما ثقافياً، تمتلك إيران تراثاً غنياً يمتد لآلاف السنين، وهو مصدر فخر وطني يعزز الهوية الوطنية ويرسخ الانتماء للوطن.

كل هذه العوامل تجعل من إيران دولة ذات ثقل عالمي وإقليمي كبير، يعززها تماسك شعبها ووحدته الوطنية التي تمثل السد المنيع أمام محاولات الأعداء.

 

دعم القيادة والجيش: عماد القوة الوطنية

لم تكن قوة إيران فقط في مواردها أو موقعها الاستراتيجي، بل في التلاحم الوثيق بين الشعب وقيادته الحكيمة، وبين الجيش والشعب. القيادة الإيرانية تلتزم بدعم المواطنين بكل قوة، وتعمل على تعزيز اللحمة الوطنية وحماية السيادة الوطنية بكل حزم. والجيش الإيراني، بجميع فروعه، لا يمثل فقط قوة عسكرية، بل هو حامي للوطن ودرع للثورة وأمن الشعب، وهذا ما ظهر جليّاً خلال الهجوم الإسرائيلي على ايران خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي.

هذا التآزر بين الشعب والقيادة والجيش يجعل من إيران كياناً متكاملاً لا يمكن اختراقه بسهولة، بل يقف صامداً أمام كل التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدها. وهذا ما يُقلق نتنياهو ويحبط مخططاته، إذ يرى أن أي انقسام داخلي أو ضعف في الوحدة الوطنية يمكن أن يُستغل لزعزعة الأمن القومي.

إيران , بنيامين نتنياهو , حرب الـ 12 يوما , الصواريخ الإيرانية , الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي ,

 

تلاحم الشعب الإيراني: الكابوس الحقيقي لنتنياهو

  إن تلاحم الشعب الإيراني ليست مجرد شعور وطني داخلي، بل هو أيضاً مصدر قلق حقيقي لنتنياهو ودوائر صنع القرار داخل الكيان. هذه الوحدة الوطنية الصلبة تمثل جداراً منيعاً أمام محاولات تفكيك الدولة من الداخل، وتعرقل كل الخطط التي تستهدف زعزعة استقرار إيران وتفتيت نسيجها الاجتماعي والسياسي.

نتنياهو يعلم جيداً أن قوة إيران الحقيقية تكمن في تماسك شعبها وتلاحمه، ولذلك يكرر دعواته الفارغة التي تستهدف بث الفرقة وإثارة النزاعات الداخلية. لكن هذه المحاولات تصطدم دوماً بحائط صلب من الوحدة الوطنية والإرادة الشعبية التي لا تهاب التهديدات الخارجية.

 

وحدة الشعب الإيراني: فوق كل الاعتبارات

الشعب الإيراني، على اختلاف توجهاته السياسية والاجتماعية، يظل موحداً في حبه لوطنه إيران، التي تمثل له رمز العزة والكرامة والتاريخ العريق، لذلك،  لم ولن يسمح الإيرانيون لأي قوة خارجية أن تعبث بوحدتهم الوطنية، لأنهم يعرفون أن الوطن لا يمكن المساومة عليه أو التفريط فيه مهما كانت الظروف.

الوحدة الوطنية الإيرانية تمثل حصناً حصيناً أمام كل المحاولات الرامية إلى إثارة الانقسامات، والاختلافات الداخلية، إن وُجدت، لا تعني في أي حال من الأحوال التفريط بالمصالح الوطنية العليا. الشعب الإيراني يرفض أن يكون أداة بيد قوى خارجية تحاول استغلاله لخدمة أجنداتها الخاصة، ويؤكد دائماً أن مصيره مرتبط بسيادته.

 

إيران , بنيامين نتنياهو , حرب الـ 12 يوما , الصواريخ الإيرانية , الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي ,

 

الشعب الإيراني وحكاية صمود لا تعرف الاستسلام

لو عدنا الى التاريخ، لوجدنا أن إيران شهدت العديد من التحديات التي حاولت القوى الخارجية استغلالها لضرب استقرارها، لكن الشعب الإيراني كان دائماً في الموعد، متكاتفاً متماسكاً في وجه كل المخاطرمنذ لحظة إنتصار الثورة الإسلامية عام 1979، إلى الحروب والصراعات الإقليمية، وحتى العقوبات الاقتصادية والضغوط الدولية، ظل الإيرانيون صامدين، مؤمنين بأن الحفاظ على الوحدة الوطنية هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل أفضل.

هذا الصمود أزعج أعداء إيران، منهم نتنياهو، الذي يسعى عبر دعواته الفارغة إلى إحداث شرخ في اللحمة الوطنية. لكن رسالة الشعب الإيراني واضحة: "الوطن لنا ونحن أبناءه، ولن نسمح لأحد أن يعبث به".

إيران , بنيامين نتنياهو , حرب الـ 12 يوما , الصواريخ الإيرانية , الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي ,

 

ختاماً...

دعوة نتنياهو إلى الشعب الإيراني ليست سوى محاولة بائسة لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن الوطني، لكنها تصطدم دوماً بحصانة الوحدة الوطنية الإيرانية التي يتخطى فيها حب الوطن كل الاعتبارات السياسية والعرقية والاجتماعية، والشعب الإيراني لا يثق أبداً بمجرم حرب يتستر وراء شعارات الدعم، ويعلم أن الإرادة الوطنية الحرة في ايران أكبر وأعظم من تدخلاته السافرة، فقلب إيران ينبض بحب لا يموت، وشعبها متوحد لا يُساوم، وفي إيران الإرادة تصنع التاريخ.

 

/إنتهى/

 

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة