ستارمر يدعو لعدم التظاهر لأجل غزة اليوم والمنظمون يرفضون
اختار رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر توجيه رسالة إلى حراك التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة، عبر صحيفة "ذا جويش كرونيكل" الداعمة لإسرائيل، داعياً البريطانيين إلى عدم التظاهر اليوم السبت، وذلك "احتراماً لحزن اليهود البريطانيين هذا الأسبوع" بعد هجوم كنيس مانشستر.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان ستارمر، الذي زار الكنيس في مانشستر أمس الجمعة، كتب: "الاحتجاج السلمي ركن أساسي في ديمقراطيتنا، وهناك قلق مُبرر بشأن المعاناة في غزة، لكن أقلية استخدمت هذه الاحتجاجات ذريعةً لتأجيج خطابات معادية للسامية"، وأضاف: "أحث كل من يُفكر في الاحتجاج في نهاية هذا الأسبوع على إدراك حزن اليهود البريطانيين هذا الأسبوع واحترامه. هذه لحظة حداد. ليس هذا وقت تأجيج التوتر والتسبب في المزيد من الألم".
وتأتي هذه الدعوة، التي سبقتها دعوة أخرى من وزيرة الداخلية شبانة محمود بالإضافة لشرطة العاصمة، قبيل مظاهرة مُخطط لها اليوم في لندن ضد حظر حركة "بالستاين أكشن"، إذ ردّ المنظمون في حركة "الدفاع عن هيئة المحلفين" على هذه الدعوات في بيان قائلين إن إلغاء الفعالية "سيسمح للإرهاب بالانتصار".
وجاء في البيان، في وقت متأخر من مساء الجمعة: "قلوبنا مع كل من فقد أحباءه في الهجوم المروع على كنيس هيتون بارك، ونقف متضامنين مع الجالية اليهودية في جميع أنحاء المملكة المتحدة".
وأضاف البيان: "حذّر العديد من اليهود المؤيدين لحركة الدفاع عن هيئات المحلفين، من أن تأجيل إجراءات الغد قد يُخاطر بخلط أفعال دولة إسرائيل مع أفعال اليهود حول العالم، كما يسعى (بنيامين) نتنياهو، الذين لا يتحملون أي مسؤولية عن جرائم إسرائيل، ما قد يُؤجج الكراهية والتحيّز المعادي للسامية. لا شك أن إجراءات الغد (اليوم السبت)، التي ستُقام في ميدان ترافالغار وليس بالقرب من أي كنيس يهودي، تهدف إلى تحدي الحظر الحكومي الاستبدادي السخيف لحركة بالستاين أكشن، وتواطؤ الحكومة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية"، وشدد المنظمون على أنّ إلغاء الاحتجاجات السلميّة "يُمكّن الإرهاب من الانتصار"، داعين إلى "الدفاع عن ديمقراطيتنا، بما في ذلك حقوقنا الأساسية في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير، واتخاذ موقف غداً ضد القتل والقمع، ومن أجل السلام والعدالة للجميع".
ولم يطلب ستارمر أو أي وزراء آخرين من أي جهات أخرى وقف نشاطاتها بسبب حادث مانشستر إلّا من حراك التضامن مع الشعب الفلسطيني، فيما يعتبره الكثيرون خلطاً غير مبرّر.
وحاول ستارمر الربط في مقاله في صحيفة "ذا جويش كرونيكل" بين حادث الهجوم في مانشستر وبين أحداث السابع من أكتوبر قائلاً: "لقد شهدنا تخريب وتشويه متاجر يهودية في السنوات الأخيرة. لقد جعلت الإهانات والتهديدات المعادية للسامية في شوارعنا الآباء يشعرون بعدم الأمان عند إرسال أطفالهم إلى المدرسة بزيهم المدرسي. لم يبدأ هذا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن لا شك أنّ تأثير الأحداث العالمية قد أثّر سلباً على الجاليات اليهودية هنا في بريطانيا، ليس فقط في المخاوف على عائلاتهم في الخارج، بل أيضاً على عائلاتهم الأقرب إلى الوطن. ويُذكّرنا هجوم مروع كهذا بالمخاطر التي يواجهها اليهود لمجرد هويتهم".
وأكد ستارمر عملَ الحكومة على اتخاذ إجراءات لضمان أمن اليهود البريطانيين، فيما ستوفر الشرطة حضوراً أكثر وضوحاً حول أماكن العبادة ومراكز النقل والمدارس، ومواصلة العمل مع الجالية اليهودية والاستماع "إلى مخاوفهم". وقال إنّ الاحتجاجات المخطط لها خلال عطلة نهاية الأسبوع، قبل أيام قليلة من ذكرى هجمات 7 أكتوبر، وكذلك في ظل هجوم مانشستر، ستسبب ضائقة.
ويذكر أن وزير الخارجية السابق ديفيد لامي، وزير العدل الحالي ونائب رئيس الوزراء، تعرض إلى مقاطعات وصيحات استهجان خلال زيارته الجالية اليهودية في مانشستر، من بعض المشاركين قبل كلمة له، قائلين له "اذهَبْ إلى فلسطين"، وذلك بسبب اعتراف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية قبل أسبوع.
وأعلنت منظمة "الدفاع عن هيئة المحلفين" في بيان لها أن المؤيدين، بمن فيهم العديد من اليهود، يرغبون في استمرار الاحتجاج. وتوقعت المنظمة مشاركة 1500 شخص، بينهم قساوسة وقسيسات ومتقاعدون وآخرون، في الفعالية، التي ستتضمن جلوسهم بسلام حاملين لافتات كرتونية كُتب عليها "أعارض الإبادة الجماعية. أدعم العمل من أجل فلسطين".
ويذكر أنه أُلقي القبض على أكثر من 1700 شخص في سلسلة من الاحتجاجات في لندن وأماكن أخرى في بريطانيا منذ دخول حظر "بالستاين أكشن" حيّز التنفيذ في 5 يوليو/تموز الماضي.
/انتهى/