القتل والإبادة مستمرة في غزة لكن لا معنى للهزيمة والإستسلام!
في اللحظة التي سقط فيها الصاروخ على منزلهم في غزة لم يكن هناك متسعٌ للنجاة أو حتى للبكاء استشهد من استشهد، وأصيب من نجا وبقي محمود زعيتر يتلمّس الركام.
لا يبحث عن جثث فقط بل عن ذكريات.. عن صوته حين كان يضحك وعن دفء الطفلة التي كانت تلازمه كظلّه… ابنة شقيقته التي أصيبت. تهدم كل شيء من حوله… الجدران، العائلة، الحلم، والاطمئنان.
لكن شيئا واحدا لم يسقط… إرادته .... محمود، الشاب الغزيّ .. لم يشأ أن تكون الحرب خاتمة الحكاية. في قلب المأساة وبين النزوح والقصف حمل كتبه فوق كتفيه وراح يجمع ما تبقى من أوراق بحثه المتناثرة بين الخيام كتب على نور الهاتف وركض من مكان إلى آخر فقط ليبقى على اتصال بالعالم.
لا من أجل النجاة، بل ليكمل رسالته في الماجستير. .... لم ينتصر محمود لنفسه فقط… بل لشعب لا يزال يؤمن أن العلم مقاومة وأن القلم لا يقل عن أي سلاح وأن الشهادة التي نالها… قد تكون أول لبنة في بناء ما بعد الدمار كيف لا و محمود كتب بالدم وطبع بالأمل وناقش حلماً نجا من الموت ألف مرة.
من تحت الركام كتب محمود فصله الأخير ليس في بحثه الأكاديمي فقط بل في حكاية صمود لا تنكسر من غزة محمود .. وكل من يشبهه .. يقولون للعالم نُقصف لكن لا نُهزم.
***
***
/انتهى/