لاريجاني: يجب ألا نسمح للدول الأخرى بالتدخل في التفاهم والأمن بين إيران والعراق
أشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في حديث له حول توقيع اتفاقية أمنية بين إيران والعراق، إلى أنه لا يجب السماح للدول الثالثة بالتدخل في التفاهم والأمن بين البلدين، أو استخدام أراضي دولة ضد أخرى.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن "علي لاريجاني"، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أوضح في حديثه لبرنامج «طهران – تل أبيب» الذي عُرض على القناة الثانية للإذاعة والتلفزيون الإيراني، حول أول زيارة له في هذا المنصب إلى العراق ولبنان، وأيضًا حول الأوضاع الإقليمية، قائلاً: «بلا شك، القضايا الإقليمية من الموضوعات المهمة التي تمس مصالح وأمن إيران الوطني؛ وفي الواقع، استراتيجية الجمهورية الإسلامية في الأمن القومي تقوم على الاهتمام بالقضايا الإقليمية».
وأضاف لاريجاني، موضحًا أن هناك خطين أو رؤيتين مهمتين في قضايا الأمن القومي، قائلاً: «إحدى النظريات تقول إن أمريكا وإسرائيل تعلن اليوم بصراحة أنها تريد السلام بالقوة، وهذا يعني أنه علينا إما الاستسلام أو خوض الحرب، ونتيجة هذه الفكرة هي زعزعة استقرار المنطقة، وهو ما نراه عمليًا في سوريا».
وأوضح: «أما النظرية الثانية فهي السعي لتحقيق أمن مستدام بمشاركة جميع الدول، بحيث تكون جميعها قوية، وهذه هي النظرية التي تتبعها إيران. ووفق هذه النظرية، يصبح سلوك الجمهورية الإسلامية ذا معنى آخر، فنحن نسعى للثبات بدل زعزعة استقرار المنطقة، والمثال على ذلك هو الاتفاقية الأمنية التي وقعناها مع العراق خلال هذه الزيارة، حيث نسعى من خلالها لإنشاء بيئة أمنية مستقرة».
وعن زيارة العراق وتوقيع الاتفاقية الأمنية بين طهران وبغداد، قال: «النقطة الأساسية في الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق هي التزام كلا البلدين بعدم السماح للأفراد أو الجماعات أو الدول الثالثة بالتدخل في التفاهم والأمن بينهما، وألا يُستخدم أراضي أحدهما ضد الآخر، أو أن تتدخل دولة أخرى في شؤون الأمن الداخلية لأي منهما».
وأضاف: «خلال زيارتي للعراق، ناقشت إلى جانب القضايا الأمنية أيضًا تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية».
وفيما يخص الوضع الأمني الحالي للمنطقة مقارنة بعقدين سابقين، وكذلك الحرب التي شنّها إسرائيل وأمريكا ضد إيران، قال: «من منظور ما، هذه الأحداث تشكل سلسلة من التصرفات، فتصرفاتهم كانت دائمًا تهدف لإثارة الفوضى في المنطقة».
وأشار إلى قول هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، بأنها قد اعترفت بأنهم هم من أنشأ تنظيم داعش، متسائلًا عن السبب، وقال: «لقد فعلوا ذلك لإحداث مشاكل لإيران والعراق أو لإبراز الخلافات بين الشيعة والسنة، رغم أن كلا البلدين عاشا جنبًا إلى جنب لسنوات طويلة، لكنهم ضخموا هذه المسألة لإثارة الانقسام». وأضاف أن بعض الدول الإقليمية تدخلت أيضًا، لكن المواجهة هذه المرة كانت مختلفة، حيث كنا في مواجهة مباشرة، فلم تعد أمريكا مختبئة خلف الأحداث، بل شاركت علنًا، ووزير دفاعها أصدر أوامر القصف بشكل مباشر، وأعلن البنتاغون أنهم عملوا على هذا الهجوم لمدة عشر سنوات.
وبشأن وحدة الشعب الإيراني، قال لاريجاني: «كان جميع الناس في إيران يملكون فهمًا مشتركًا وإرادة جماعية بالوقوف ضد إسرائيل. بالنسبة لي، عندما كنت في مسار المشي الجبلي، قال لي بعض الأشخاص الذين تعرفوا عليّ إنهم شاركوا في بعض المظاهرات وكان لديهم بعض الاختلافات مع الحكومة، لكنهم وقفوا مع الجمهورية الإسلامية لأن القضية كانت مواجهة إسرائيل».
وأضاف: «أحد قادة الدول الكبرى في المنطقة قال لي إن شعوب العالم أدركت التضامن الوطني الإيراني، وهذه عبارة مهمة، لأن التضامن الوطني يمثل رأس مال ثقافي وسياسي واجتماعي كبير».
وأشار لاريجاني إلى أن أحد نتائج الأحداث الأخيرة كانت أن العدو اعتقد أن الدول الإسلامية، بسبب بعض الخلافات أو التحفظات، لن تقف مع إيران، وستصبح معزولة، لكن الدول الإسلامية والشعوب والحكومات دعمت إيران، في حين ذهب الأوروبيون إلى جانب أمريكا وإسرائيل.
وفيما يخص مواجهة القوات المسلحة الإيرانية للعدو، قال: «كان العدو يعتقد أن لديه أكبر قدرات دفاعية، لكن صواريخ إيران في منتصف الحرب أربكتهم تمامًا. أحد المسؤولين الإقليميين قال إن نتنياهو اتصل به في اليوم الأول من الحرب وقال إن إيران قد انتهت، وفي اليوم الرابع أو الخامس اتصلت أنا به وسألته عن الوضع، فأجاب أن الأمور صعبة جدًا».
وأضاف: «استراتيجية إيران وحركتها العسكرية في مواجهة إسرائيل كانت إنجازًا، رغم وجود بعض نقاط الضعف، خاصة مسألة تسلل العدو داخل إيران، لكنها قوة يجب أن نأخذ بعين الاعتبار تأثيرها».
وتابع: «قال ترامب في مكان ما إنه في الأيام الأخيرة كانت جحيمًا لنا ولناتنياهو، وأنني أنقذت نتنياهو، ومع ذلك لا يجب أن نغتر، فالعدو يدرس هذه الأمور ويجد طرقًا جديدة، ونحن أيضًا نعمل بنفس الطريقة، ولا يجب أن نكتفي بأسلوب عسكري واحد».
/انتهى/