قاليباف يعرب عن تعاطفه مع باكستان إثر الفيضانات المدمّرة
أعرب رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، في رسالة وجّهها إلى رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية سردار إياز صادق، عن مواساته وتعاطفه مع الشعب الباكستاني إثر الفيضانات المدمّرة التي ضربت عدداً من مناطق هذا البلد.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن قاليباف قال في رسالته يوم السبت 16 آب/أغسطس 2025: إن الحادث المؤسف المتمثل في الفيضانات التي اجتاحت بعض مناطق باكستان الصديقة والشقيقة، ولا سيما منطقة بونير، وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المواطنين، أثار بالغ الأسى والحزن لدى إخوانهم في إيران.
وأضاف: بالنيابة عن نفسي وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي والشعب الإيراني، أعبّر عن تضامننا مع الشعب الباكستاني في هذا المصاب الأليم، ونعلن استعدادنا لتقديم المساعدات الإغاثية والطبية، سائلاً الله سبحانه أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل.
ولقي 300 شخص حتفهم في باكستان جراء الأمطار الغزيرة والسيول المستمرة على مدى يومين، في حين تحدث الأهالي لوسائل الإعلام عن حزنهم لرحيل أحبائهم وانهيار منازلهم ومزارعهم.
وقال مسؤولون إن جهود الإنقاذ وفتح الطرق المغلقة مستمرة مع صرف أموال مخصصة للطوارئ، وأوضحوا أن الأمطار الغزيرة ستستمر حتى 21 أغسطس/آب.
وتسببت الأمطار والسيول المفاجئة وصواعق البرق والانهيارات الأرضية وانهيار المباني في موجة هي الأكثر إزهاقا للأرواح خلال موسم الأمطار هذا العام.
وبحلول صباح السبت، تأكدت وفاة 340 شخصا مع وجود المزيد في عداد المفقودين في تلال وجبال إقليم خيبر بختونخوا، وفقا لهيئة إدارة الكوارث الإقليمية.
وأكد إسحاق دار وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الباكستاني أن فرقا مدنية وعسكرية تنفذ عمليات إنقاذ وإغاثة، بينما ترأس رئيس الوزراء اجتماعا طارئا.
وتحطمت طائرة هليكوبتر في مهمة إنقاذ الجمعة بسبب سوء الأحوال الجوية مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 5.
ووقع أكبر عدد من الضحايا في ولاية خيبر بختونخوا الجبلية المحاذية لأفغانستان والتي سجلت وحدها 307 وفيات، وفق هيئة إدارة الكوارث المحلية.
ولقي معظم الضحايا حتفهم جراء الفيضانات المفاجئة وانهيار منازل أو تعرضوا لصعق كهربائي أو صاعقة رعدية.
وقالت هيئة إدارة الكوارث في خيبر بختونخوا إن العديد من المناطق أُعلنت "منكوبة".
وأشارت إلى نشر أكثر من ألفي عنصر إنقاذ للمشاركة في انتشال الجثث من تحت الركام وتنفيذ عمليات الإغاثة بينما لا تزال الأمطار تعيق جهود الإنقاذ.
وأفاد المتحدث باسم الوكالة في ولاية خيبر بختونخوا بلال أحمد فائزي بأن "هطول الأمطار الغزيرة وانزلاقات التربة والطرق المقطوعة تعيق وصول سيارات الإسعاف ويضطر عناصر الإنقاذ إلى التنقل سيرا على الأقدام".
وقال فائزي إن "فرق الإنقاذ تريد إجلاء الناجين، لكن عددا قليلا منهم على استعداد للمغادرة لأن أقاربهم ما زالوا محاصرين تحت الركام".
مشهد من نهر سوات في سوات بإقليم خيبر بختونخوا (الأوروبية)
وقال محمد خان -أحد سكان مقاطعة بونر التي قتل فيها 91 شخصا- "عندما استيقظت هذا الصباح، كانت الأرض التي تزرعها عائلتنا منذ أجيال، والحقل الصغير حيث كنا نلعب الكريكت على مدى سنوات، قد اختفيا".
وأضاف الرجل البالغ 48 عاما "يبدو كأن الجبل انهار، المنطقة مغطاة بالطين والصخور الضخمة"، مشيرا إلى أنه انتشل "19 جثة من تحت الركام".
وتابع "نواصل البحث عن أقارب مفقودين، وفي كل مرة نعثر على جثة نشعر بحزن عميق لكن أيضا بارتياح لمعرفة أن العائلة ستتمكن من استعادة الجثة".
وأوضح سيف الله خان (32 عاما) أن "السكان يقومون بجمع الجثث ويقيمون صلاة الجنازة عليها… لكن ما زلنا لا نعرف من على قيد الحياة ومن فارقها".
وفي منطقة سوات، غمرت السيول الطينية الطرق والعديد من المركبات، كما كانت أعمدة الكهرباء ملقاة على الأرض.
وقُتل 11 شخصا في الشطر الباكستاني من كشمير، بينما قُتل ما لا يقل عن 60 شخصا في قرية بجبال هملايا في الشطر الهندي من كشمير، حيث لا يزال 80 شخصا في عداد المفقودين.
كذلك، قتل 5 أشخاص في منطقة غلغت بالتيستان السياحية الواقعة في أقصى شمال باكستان والتي تحظى بشعبية خاصة في الصيف إذ يقصدها متسلقو الجبال من كل أنحاء العالم، وتوصي السلطات الآن بتجنبها.
وفي المجموع، قُتل منذ بداية موسم الأمطار "غير الاعتيادي" في يونيو/حزيران 657 شخصا بينهم مئات الأطفال، كما أُصيب 888 شخصا بجروح، بحسب السلطات.
/انتهى/