مهاجراني: الصحفيون شركاء لنا في الحوكمة
أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في مقال نُشر بصحيفة إيران بمناسبة يوم الصحفي، أن الحكومة ترى في الصحفيين شركاء في الحوكمة، لا منتقدين يجب تجنبهم، مشددة على أن النقد المنصف والموثَّق "هدية" تساعد في توضيح مسار السياسات.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مهاجراني قالت: "17 مرداد (8 آب/أغسطس) في تقويمنا هو يوم يحمل ذكرى الشهيد محمود صارمي؛ يوم لا يذكّرنا فقط باستشهاد صحفي على خط المواجهة في نشر الوعي، بل يستحضر أيضاً المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق أهل الإعلام: نقل الحقيقة، سماع صوت الشعب، وحماية الوعي".
وأضافت: "الصحافة ليست مجرد مهنة، بل التزام أخلاقي واجتماعي ووطني. الصحفي عين المجتمع التي تبصر وأذنه التي تصغي للواقع. كثيراً ما يسهم بسؤاله في تصحيح مسار صنع القرار وفتح آفاق جديدة أمام المسؤولين. الصحافة ذراع الديمقراطية الشعبية، فهي مكملة لأهمية رأي الشعب في البنية السياسية، وضمانة لسلامتها".
وأكدت أن الصحفيين ليسوا مجرد ناقلين للأخبار، بل وسطاء شرفاء بين مطالب الشعب والمسؤولين، وأن الشفافية من دون صحفي حر ومسؤول تبقى شعاراً على الورق، مشددة على التزام الحكومة بحماية الأمن الوظيفي، والحرية، والمكانة المهنية لهم، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية والحروب الإعلامية والنفسية.
وأشارت إلى أن مواجهة التحريف والروايات الأحادية من قبل الأعداء لا تتحقق إلا بالعمل الصحفي المهني، الدقيق، والأخلاقي، موجهة الشكر للصحفيين الذين أدوا مهامهم بشجاعة حتى في أحلك الظروف، معتبرة أن يوم الصحفي ليس فقط يوماً للتقدير، بل للتجديد المتبادل للالتزام: التزام الحكومة بتأمين بيئة آمنة وحرّة للإعلام، بالرد الصريح على الأسئلة، بتوفير وصول متكافئ إلى المعلومات، والابتعاد عن أي ضغط أو تقييد غير قانوني.
وشددت مهاجراني: "هذه ليست شعارات، بل يجب أن تتحول إلى نهج دائم في الحوكمة. نحن نؤمن بأن الصحفي شريك لنا، لا خصماً، وأن النقد المنصف والمستند إلى حقائق هو هدية تنير طريق السياسة. الصحافة في إيران اليوم تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي؛ المادي يعني ظروف عمل عادلة، تأمين، ضمان وظيفي، وأجور لائقة، والمعنوي يعني احترام الاستقلال المهني والثقة في ضمير الصحفي وحسه المسؤول".
واختتمت بالتأكيد على أن الحكومة تعتبر نفسها ملتزمة بالاستماع للصحفيين، ورحبت بنقدهم حتى وإن كان قاسياً، لأن "المجتمع الذي يفتقر إلى الصحافة الحرة سيفقد رأس ماله الاجتماعي عاجلاً أم آجلاً". ودعت الصحفيين إلى المساهمة في الوحدة الوطنية عبر السرد المنصف، وتجنب إثارة الانقسامات المدمرة، وخلق فضاء للحوار يضيق الفجوات ويزيل سوء الفهم ويعزز التعاون بين الشعب والمسؤولين.
/انتهى/