المستوطنون يجددون اقتحامات الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
اقتحمت مليشيات المستوطنين، صباح اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوسا تلمودية بحماية جنود الاحتلال الاسرائيلي.
وأفادت مصادر مقدسية أن مجموعات من المستوطنين اقتحمت باحات المسجد الأقصى وأدوا طقوسا تلمودية استفزازية، وتركزت في المنطقة الشرقية من المسجد.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها على بوابات المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة، وضيقوا على المصلين والمواطنين.
وفي تصعيد خطير وغير مسبوق، اقتحم أمس الأحد أكثر من 4039 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك، تزامنًا مع ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، وسط أداء طقوس تلمودية علنية، وانتهاكات فاضحة لقدسية المكان، في ظل حماية كاملة من قوات الاحتلال.
الاقتحام الذي وصف بالأوسع خلال السنوات الأخيرة، جرى على فترتين؛ حيث اقتحم الأقصى في الفترة الصباحية 3023 مستوطنًا، فيما شهدت فترة ما بعد الظهر اقتحام 1016 مستوطنًا، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضها الاحتلال على أبواب المسجد، شملت منع دخول المصلين المسلمين واعتقال ثلاثة من الحراس داخل ساحاته.
وخلال ساعات الاقتحام، نفّذ المستوطنون طقوسًا توراتية غير مسبوقة داخل باحات المسجد، أبرزها وضع “شال الطاليت” على الأكتاف، وإدخال لفائف “التفلّين”، وهي أدوات دينية تُستخدم عادة داخل الكنس اليهودية، وتُعد من أقدس الرموز الدينية لديهم.
وقد وثّق المستوطنون مشاهد أدائهم لتلك الطقوس، معتبرين ما حدث “إنجازًا تاريخيًا” في مسار فرض السيطرة الدينية على الأقصى، خاصة بعد أن سمحت قوات الاحتلال بإدخال هذه الرموز إلى المسجد، في سابقة خطيرة تُنذر بتكريس واقع تهويدي جديد.
مظاهر استفزازية
الاقتحامات لم تقتصر على أداء الطقوس الدينية فحسب، بل تخللتها قراءة “مخطوطة المراثي” بصوت جماعي، ورفع الأعلام الإسرائيلية داخل ساحات المسجد، والتقاط صور جماعية إلى جانبها، في مشهد استفزازي يُعبّر عن استهتار واضح بحرمة المكان ومشاعر المسلمين.
كما شهدت الساحات هتافات وغناء وتصفيق جماعي، وانبطاح جماعي أرضًا في طقوس تُعد تعديًا صريحًا على حرمة الحرم القدسي، إلى جانب مشاركة مجموعة “نساء من أجل الهيكل” اللواتي أقدمن على أداء صلوات علنية في قلب المسجد.
دعم رسمي
وكان لافتًا في هذا التصعيد مشاركة عدد من الشخصيات الرسمية لدى الاحتلال، يتقدمهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، إلى جانب عدد من أعضاء الكنيست، الذين جالوا في باحات المسجد وسط حراسة مشددة، في محاولة لتأكيد دعمهم لفرض السيادة اليهودية على المكان.
هذا الاقتحام الكبير وما رافقه من طقوس دينية خطيرة تمّ بموافقة وتسهيل مباشر من شرطة الاحتلال، ما يؤشر إلى تبني الاحتلال حكومة الاحتلال لسياسة ونهج واضح في فرض واقع تهويدي تدريجي على المسجد الأقصى.
وفي سياق متصل؛ انطلقت دعوات مقدسية للحشد والنفير والرباط في المسجد الأقصى المبارك، ودعت: “أبناء القدس والداخل الفلسطيني المحتل وكل من يستطيع الوصول للمسجد، حراس المسجد الأقصى، رابطوا ودافعوا عن مسرى الحبيب ، أمام مخططاتهم الواهية، لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاقتحامات الصارخة والطقوس الاستفزازية”.
/انتهى/