زيارة الرئيس الإيراني إلى باكستان/ من التأكيد على أمن الحدود إلى التصدي الحازم لإسرائيل

زیارة الرئیس الإیرانی إلى باکستان/ من التأکید على أمن الحدود إلى التصدی الحازم لإسرائیل

قام الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في مطلع هذا الأسبوع، بزيارة رسمية إلى باكستان استغرقت يومين، التقى خلالها كبار المسؤولين الباكستانيين، وجرى التوقيع على 12 وثيقة تعاون بين البلدين. فيما يلي تقرير مفصل عن برنامج الزيارة ومضامينها السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قام في مطلع هذا الأسبوع، بزيارة رسمية إلى باكستان استغرقت يومين، التقى خلالها كبار المسؤولين الباكستانيين، وجرى التوقيع على 12 وثيقة تعاون بين البلدين. فيما يلي تقرير مفصل عن برنامج الزيارة ومضامينها السياسية والاقتصادية والأمنية.

بداية الزيارة من مهرآباد: رسم أهداف الزيارة

في صباح يوم السبت (3 أغسطس 2025م)، غادر الرئيس الإيراني العاصمة طهران متوجهًا إلى لاهور، وكان في وداعه نائب مكتب قائد الثورة الإسلامية وعدد من وزراء الحكومة. وأكد بزشكيان قبل مغادرته أن العلاقات بين إيران وباكستان تمتد منذ تأسيس الدولة الباكستانية، وتشهد اليوم توسعًا في مجالات الاقتصاد، والعلم، والثقافة، والصناعة، وأمن الحدود، مشددًا على الروابط الإيمانية العميقة بين الشعبين.

كما نوّه بموقف باكستان الداعم لإيران عقب العدوان الأمريكي والصهيوني الأخير، واعتبر إدانة إسلام‌آباد للعدوان خطوة تستحق التقدير، لا سيما أنها رافقتها عروض للمساعدة وزيارات تضامنية.

وأكد أن علاقات إيران وباكستان إيجابية وبنّاءة، وأن التعاون الثنائي يمكن أن يرتقي إلى مستوى الطموحات، مع إمكانية رفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار.

لاهور وأول محطة: زيارة ضريح محمد إقبال

وصل رئيس الجمهورية إلى لاهور ظهر السبت، حيث استقبلته رئيسة وزراء إقليم البنجاب السيدة نوازشريف، ووالي الإقليم سردار سليم حيدر خان. واستهل زيارته بزيارة ضريح الشاعر والمفكر الإسلامي محمد إقبال، تقديرًا لإسهاماته الفكرية.

ثم توجّه إلى العاصمة إسلام‌آباد، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء شهباز شريف.

الاستقبال الرسمي ومراسم الغرس في قصر رئاسة الوزراء

في صباح الأحد، أُقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس الإيراني في قصر رئاسة الوزراء بإسلام‌آباد، وغرس بزشكيان شتلة تذكارية في محيط القصر، تأكيدًا على رمزية السلام والصداقة.

تصريحات مشتركة من "البيت الثاني"

في مؤتمر صحفي مشترك، وصف بزشكيان باكستان بأنها "البيت الثاني"، مشيدًا بالمواقف السياسية والدينية في باكستان التي دعمت إيران في مواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي.

وأضاف: "اتفقنا على رفع مستوى التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، ووقعنا وثائق مهمة ستسهم في تسهيل هذه العلاقات"، مشددًا على أهمية التعاون الأمني في مواجهة التحديات الإقليمية.

ودعا بزشكيان المؤسسات الدولية، ومنها مجلس الأمن، إلى الابتعاد عن المعايير المزدوجة، والتحرك الجاد لمنع الحروب والاعتداءات والانتهاكات ضد المدنيين.

علاقات أبعد من المجاملات الدبلوماسية

في لقائه مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق‌دار، قال بزشكيان: "الشدائد تكشف جوهر الصداقة"، مؤكدًا أن وقوف باكستان إلى جانب إيران تجاوز حدود المجاملات الرسمية وأظهر عمق الأخوة بين الشعبين.

وأشار إلى أن وحدة الأمة الإسلامية قادرة على ردع الكيان الصهيوني ومنعه من ارتكاب المزيد من العدوان.

الرد على الإرهاب في المناطق الحدودية

طالب رئيس الجمهورية خلال اجتماع مع وفود رفيعة المستوى من الجانبين، باتخاذ إجراءات حازمة ضد الجماعات الإرهابية الناشطة في المناطق الحدودية بين البلدين. كما شدد على مسؤولية العلماء والدعاة في التصدي للفكر المتطرف وتبيين مخاطره.

وقال: "السلام والأمن الحقيقيان لا يتحققان إلا من خلال تعزيز العلاقات العلمية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية بين الشعوب".

قضية غزة: صوت مشترك لطهران وإسلام‌آباد

في اجتماع مع رجال الأعمال، أكد بزشكيان على أهمية التكاتف الإسلامي لمواجهة التحديات وتحقيق العزة والكرامة للعالم الإسلامي، معتبرًا القواسم المشتركة بين إيران وباكستان منطلقًا هامًا للتعاون.

وأشار إلى جرائم الكيان الصهيوني، وضرورة وحدة الموقف الإسلامي دفاعًا عن غزة وكشمير وسائر قضايا المسلمين. وأكد أن "الصمت أمام الظلم هو نوع من التواطؤ"، مندّدًا بالجرائم ضد الأطفال والمرضى في غزة.

تشديد إضافي على مكافحة الإرهاب الحدودي

في سياق حديثه عن العدوان الأخير، أشار الرئيس الإيراني إلى أن أعداء إيران كانوا يأملون باندلاع فوضى داخلية عبر تحريك جماعات مسلحة، إلا أن وعي الدول الصديقة أحبط هذا المخطط. وأكد أن على البلدين التصدي بجدية لأي نشاط إرهابي على حدودهما المشتركة.

لقاء علماء الشيعة والسنة: دعوة للوحدة والعدالة

في اجتماع آخر، التقى الرئيس الإيراني عددًا من علماء الشيعة والسنة الباكستانيين، حيث دعاهم إلى أن يكونوا طليعةً في تحقيق العدالة والإنصاف التي بُعث من أجلها الأنبياء. وقال: "إذا نجحنا في ترسيخ العدالة داخل مجتمعاتنا، فإن الوحدة ستتحقق تلقائيًا".

وأضاف أن مسؤولية العلماء لا تقتصر على الشجب، بل تستلزم الوقوف العملي ضد الجرائم والمظالم.

دور البرلمانات في تطوير العلاقات

كما التقى الرئيس الإيراني برئيسي مجلس الشيوخ والمجلس الوطني في باكستان، وأثنى على مواقفهما الداعمة لإيران، واصفًا ذلك بأنه تجلٍّ للأخوّة التاريخية بين الشعبين.

وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، مؤكدًا أهمية دور البرلمانات في سنّ القوانين الداعمة للعلاقات الاقتصادية والسياسية، ومساعدتها في تذليل العقبات أمام التعاون المشترك.

العودة إلى طهران

اختتمت الزيارة مساء الأحد، حيث غادر الرئيس الإيراني العاصمة الباكستانية عائدًا إلى طهران بعد يومين حافلين باللقاءات والمشاورات.

وبحسب وكالة تسنيم، فإن نجاح هذه الزيارة رهن بمتابعة الاتفاقيات المبرمة من قبل الجهات المعنية في البلدين، خاصة في ظل التوافق على رفع حجم التبادل التجاري من 3 إلى 10 مليارات دولار، وهو هدف طموح يتطلب توفير التسهيلات للتجار والمستثمرين من الجانبين.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة