الكيان الصهيوني والجولاني وتقسيم سوريا

الکیان الصهیونی والجولانی وتقسیم سوریا

تتسارع الأحداث في سوريا ويتفاقم الوضع بين الأطراف المتصارعة للإستيلاء على أراضيها وإحتلالها، بين الجولاني، أحمد الشرع رئيس السلطة الإنتقالية الجديدة وبين تركيا والكيان الإسرائيلي، كيف يبدو المشهد في سوريا بين الاطراف المتنازعة؟

 

.

"إسرائيل تريدُ تقسيمَ سوريا"… عنوانٌ تصدّر الصحافةَ التركية، لكنه ليس مجرّد تحليل، بل اتهامٌ مباشرٌ يعبّر عن مخاوفَ إقليميةٍ تتقاطع فيها الطموحات، والخيبات، والانفجارات القادمة

في أنقرة، المعلّقون والمحلّلون مقتنعون: تل أبيب لا تستهدفُ فقط مواقعَ عسكريةٍ في دمشق، بل تسعى لرسم خريطةٍ جديدةٍ للمنطقة، تُفصّل فيها سوريا على مقاسات الطوائف والمصالح – درزية، علوية، كردية، وسنّية ، بقرارٍ إسرائيليٍ-أميركيٍ-خليجيٍ مشترك

أحمد الشرع، الملقّب بالجولاني، هو العنوانُ الجديدُ لنظامٍ ترعاه تركيا في دمشق.

لكن هذا الحليفَ التركي الناشئ بات الآن هدفًا لهجمات إسرائيلية متواصلة، تضع أنقرة أمام مفترقٍ حرج: هل تحمي مشروعها السياسي في سوريا؟ أم تصمت خشية الصدام مع واشنطن؟

الصِحافة التركية حذّرت: "استقرارُ سوريا خطٌ أحمر" – هذا ما كتبته صحيفة حرييت، فيما ذهب إبراهيم قره غول أبعد من ذلك: "طالما أن إسرائيل على الخريطة، فإن الحروبَ لن تنتهي"، مضيفًا: "غدًا ستقصف إسطنبول"

وها هو عبد القادر سيلفي يرسم السيناريو الأخطر: تقسيمُ سوريا لكسر تركيا، وتحويلُها إلى لاعبٍ هامشيٍ في "الشرق الأوسط الجديد"

في المقابل، يقول المحورُ الآخرُ كلمتَه. هادي محمدي، الكاتب الإيراني، يرسم لوحةَ موازيةَ للمخطط الصهيوني، ويكشف: الجبهة الصهيونية – الأميركية دعمت الإرهاب، أسقطت النظامَ في كفر، دفعت بالجولاني، ثم حاصرته، ثم قصفته… والهدف؟ تحطيم سوريا من الداخل

ما بين الجولاني وأنقرة، تلعب تل أبيب وواشنطن لعبةَ مزدوجةَ: تقوّي المشروعَ ثم تهدمه، تمنحُ الوعودَ ثم تقصفُ المراكز، تغازل وتخون

أما على الأرض، فالحرب امتدت إلى السويداء… ثم أدلب… ثم شرق الفرات...والنتيجة؟ مشهدٌ يقترب من الفوضى الكاملة

وزير الخارجية الأميركي يحذّر: إذا أرادت دمشق توحيد سوريا، فعليها إنهاء داعش والتمرد في الجنوب

ماركو روبيو، في شهادته أمام مجلس الشيوخ، كان أوضح: "السلطة الانتقالية السورية على حافة الانهيار. نحن نتحدث عن أسابيع، وليس أشهر، قبل أن نشهد حربًا أهلية شاملة وتقسيمًا نهائياً".

لكن، ماذا بعد؟

هل ستخوض تركيا حربًا لحمايةِ مشروعها؟

وهل تنجح "إسرائيل" في انتزاع انتصار جغرافي، بعدما غرقت في غزة، وفشلت في لبنان، وارتبكت في العراق، وهّزمت في ايران؟

في سوريا اليوم… المعركة ليست فقط على الأرض، بل على هويةِ الدولة ومصيرِ المنطقة بأكملها

وهذا السؤال يعود ليُطرح في أنقرة، في طهران، وفي بيروت: هل المعركةُ القادمةُ هي معركةُ الجولاني… أم معركةُ تقسيمُ الشرق الأوسط؟

إنتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة