السماء المفتوحة: "العمق مقابل العمق"... إيران تُمطر الكيان الإسرائيلي بموجات صاروخية وجولات
تشهده سماء الكيان مع تواصل المواجهة العسكرية وإدعاءات وزير حكومة الكيان "بنيامين نتنياهو" المستمرة ووزير حربه بسيطرتهم على سماء طهران وزعمهم أن طائراتهم الحربية نجحت في فرض سيطرة جوية على الأجواء الإيرانية عبر تنفيذ غارات متتالية.
تصعيد كبير بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الإسرائيلي تشهده سماء الكيان مع تواصل المواجهة العسكرية وإدعاءات وزير حكومة الكيان "بنيامين نتنياهو" المستمرة ووزير حربه بسيطرتهم على سماء طهران وزعمهم أن طائراتهم الحربية نجحت في فرض سيطرة جوية على الأجواء الإيرانية عبر تنفيذ غارات متتالية، غير أن ما تؤكده طهران بأن أجواءها ما تزال مفتوحة أمام موجاتها الصاروخية الثقيلة التي تواصل إصابة أهداف استراتيجية في العمق الإسرائيلي.
ورغم إعلان الكيان تنفيذه ضربات جوية متتابعة داخل الأراضي الإيرانية، إلا أن هذا الإعلان يصطدم مع استمرار انطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية بعيدة المدى حيث بدأت ايران في اليومين الأخيرين إطلاق صواريخها الجديدة مستهدفة مراكز القيادة والقواعد الأمنية الإسرائيلية في قلب المدن الكبرى مثل "تل أبيب"، "هرتسيليا"، حيفا وبئر السبع ومطار "بن غوريون". وتطرح هذه الوقائع الميدانية علامات استفهام حادة حول صحة المزاعم الإسرائيلية بشأن السيطرة الجوية الفعلية.
ففي صلب الهجمات الإيرانية، شكّلت صواريخ «سجيل» الباليستية العمود الفقري للحملة الصاروخية، ذلك بفضل قدرتها على المناورة خلال المراحل النهائية من الهبوط، وكثافة رؤوسها التفجيرية، تمكنت من خرق الدرع الدفاعي الإسرائيلي وضرب مواقع شديدة الحساسية رغم تشغيل منظومات الاعتراض الإسرائيلية بكامل طاقتها، كما ونجحت طهران بتنسيق موجات إطلاق متزامنة من اتجاهات ومسافات مختلفة، ما أربك أنظمة الإنذار المبكر، وأجبر ملايين المستوطنين على الاحتماء في الملاجئ ساعات طويلة يومياً، بل وحتى أن الصواريخ الإيرانية باتت تصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وتصيب أهدافها دون معرفة من "دفاعات الكيان الجوية".
أمام هذا، تواجه منظومات "الدفاع الجوي" الإسرائيلية، وعلى رأسها منظومة "آرو 3"، استنزافاً سريعاً في مخزون الذخائر الاعتراضية، إذ تشير تقارير مراكز الأبحاث العسكرية الغربية إلى أن بعض بطاريات "آرو" باتت على وشك النفاد، مما سمح للصواريخ الإيرانية باختراق الدفاعات والوصول إلى أهدافها في العمق بشكل متكرر. وتفاقمت الأزمة مع محدودية فعالية منظومة "القبة الحديدية" في التعامل مع الهجمات الباليستية الثقيلة، الأمر الذي كشف هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحت الضغط المتصاعد.
إذاً، في خضم هذا المشهد المعقد الذي رسمته إيران في مواجهتها مع الكيان المجرم، يتبدد مفهوم "التفوق الجوي" التقليدي الذي كان يتفاخر به الكيان لعقود، فالمعيار الحاسم لأي تفوق جوي يفترض قدرته على تعطيل قدرات العدو الصاروخية ومنعها من تنفيذ هجمات متواصلة، وهو ما أخفقت "تل أبيب" حتى الآن في تحقيقه، ما يشير إلى خلل عميق في القدرة الاستخبارية والعملياتية على تحييد مراكز الإطلاق الإيرانية داخل عمق الأراضي الإيرانية.
وتسعى إيران من خلال هذا النمط الجديد من المواجهة إلى فرض معادلة ردع جديدة تقوم على مبدأ "العمق مقابل العمق"، بحيث تصبح الجبهة الداخلية الإسرائيلية نفسها معرضة لما تتعرض له طهران. وهذه المعادلة الاستراتيجية قد تعيد رسم توازن الردع في المنطقة بشكل جذري.
/انتهى/