الحكومة الإيرانية: شكراً لشعبٍ موحّد صنع الانتصار وأجبر العدو على التراجع
أصدرت الحكومة الإيرانية بياناً موجهاً إلى الشعب الإيراني، ثمّنت فيه وقوفه الموحد ومقاومته الوطنية في وجه العدوان الصهيوني الأخير، معتبرة أن هذا الصمود الشعبي كان عاملاً حاسماً في إفشال أهداف العدو وإجباره على القبول بوقف إطلاق النار.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الحكومة الإيرانية قالت في بيانها، أيها الشعب الإيراني الباسل، إن دفاعكم الوطني المتماسك عن حياض الوطن في مواجهة العدوان الصهيوني، بعد 12 يوماً من الصمود والقتال، وبفضل عناية الله تعالى، وحكمة القيادة العليا للقوات المسلحة، وبسالة قواتنا المسلحة الشجاعة، ويقظة أجهزتنا الاستخباراتية، وتفاني قوى الأمن الداخلي، وجهود السلك الدبلوماسي، وخصوصاً بدعمكم الشعبي المتين، أثمر هذا التكاتف عن انتصار مشرف أرغم الكيان الصهيوني وحلفاءه على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.
يعلم الجميع أن حكومة الوفاق الوطني كانت تسير في طريق مفاوضات غير مباشرة مع أمريكا، لكن العدوان الوحشي الذي ارتكبه العدو الصهيوني ضد تراب وطننا، وما أسفر عنه من استشهاد عدد من النساء والأطفال والمدنيين والعلماء والقادة العسكريين الأبطال، فرض واقعاً لا يمكن التغاضي عنه. وقد كانت سياسة الجمهورية الإسلامية واضحة: لسنا البادئين بالعدوان، لكننا من يُنهي المغامرات والاعتداءات بكل حزم.
هذا النصر العظيم والتاريخي مدين بالدرجة الأولى لصبركم وثباتكم، أنتم أبناء هذا الوطن، الذين ألهمتم العالم معنى التلاحم الوطني، ومرغتم أنف العدو بالتراب، وجعلتموه يندم على طمعه.
لقد أثبتم من جديد أنكم شعب واحد، وفيٌّ، متماسك تحت راية إيران العزيزة، لا تثنيه المحن عن الدفاع عن أرضه وكرامته.
واليوم، نرى من واجبنا، بكل فخر وتواضع، أن نُحيي ملحمتكم البطولية التي نسجتموها بالتضامن والوحدة، وصنعتم بها سداً منيعاً أمام العدو، وأفشلتم أهدافه، ونُجدّد عهدنا على أن نخدمكم بكل إخلاص.
إنّ صون هذه الوحدة الوطنية، التي تمثل فسيفساء رائعة من مختلف التوجهات والتيارات، سيظل أولوية قصوى لدى الحكومة. كما نعرب عن تقديرنا العميق للجهات التنفيذية والإدارية، وللكوادر الصحية، ولمؤسسات الخدمات العامة، التي لعبت دوراً محورياً في تلبية الحاجات الأساسية، وصون البنى التحتية، وتأمين حركة النقل والخدمات في أحلك الظروف.
ولا يفوتنا أن نُثني على الدور الحيوي والفعّال لوزارة الخارجية، التي كانت أحد مفاتيح هذا الانتصار، وعلى حكمتكم ودعمكم المستمر.
كما نتقدم بجزيل الشكر والعرفان للقيادة الحكيمة لسماحة قائد الثورة الإسلامية، آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله)، على ثقته ودعمه. ونُثمن عالياً تلاحم الأكاديميين، ومنظمات المجتمع المدني، والساسة، والمفكرين، والفنانين، والإعلاميين، والأحزاب السياسية بكل أطيافها، الذين وقفوا صفاً واحداً في وجه العدوان.
لقد أكدت هذه المواجهة أن الدفاع عن الوطن يجمع كل الإيرانيين، وأن لا كيان مصطنع أو عميل قادر على المساس بوحدة هذا الشعب أو تقويض هويته وقدرته الرادعة.
لقد كنا وما زلنا وسنبقى شعباً واحداً، وشعب لا يتجزأ.
/انتهى/