في غزة.. حيث لا يشرق الصباح إلا على ركام، ولا يهبط الليل إلا مثقلًا بالحزن

فی غزة.. حیث لا یشرق الصباح إلا على رکام، ولا یهبط اللیل إلا مثقلًا بالحزن

تتوالى القصص التي لا تنتهي، عن أمهات ينتظرن معجزة في زمن الخذلان، في أحد زوايا فندق الريتنو بمدينة رام الله، الذي أصبح ملاذًا مؤقتًا لمئات العالقين من قطاع غزة، تجلس السيدة هناء غباين، أم فلسطينية تحمل على كتفيها ثقلًا لا يطيقه الجبل.

 

.

 

 

لا تملك من الدنيا شيئًا سوى وجعها، وذاكرة تعج بالدمار، ونداء صغير من طفلتها العالقة خلف الحصار: "كيف حالك يا ماما؟" تقول هناء وهي تحبس دموعها: "طلعت قبل الحرب على رام الله لعلاج ابني من السرطان سنة 2023، وبعدها اندلعت الحرب… صرنا عالقين، مش قادرين نرجع، وأنا هون، وقلبي في غزة. "لكن المأساة لم تقف عند حد العجز والانتظار. 
 

أطفال غزة , مستشفيات غزة , الجرحى والمرضى في غزة , الإبادة الجماعية في غزة , نساء غزة , تجويع غزة , غزة , فلسطين ,


ففي الغارة التي استهدفت منزل عائلتها في الزوايدة، قُتلَت والدتها، واستشهدت ابنتاها لمى ويسرى، وأبناء إخوتها، وعدد كبير من أقربائها. 
 

أطفال غزة , مستشفيات غزة , الجرحى والمرضى في غزة , الإبادة الجماعية في غزة , نساء غزة , تجويع غزة , غزة , فلسطين ,


بناتي راحوا… زوجي راح… أمي كمان… ما ضل غير غيداء، بنتي الصغيرة… وهي كمان اليوم بين الحياة والموت. "غيداء، الطفلة التي لم تتجاوز أعوامها القليلة، نجت من الغارة لكن بجراح بالغة: كسر في العمود الفقري، نزيف داخلي في البطن، تهتك بالكبد، وكسور في الفخذ والساق. 
 

أطفال غزة , مستشفيات غزة , الجرحى والمرضى في غزة , الإبادة الجماعية في غزة , نساء غزة , تجويع غزة , غزة , فلسطين ,


وهي الآن في أحد مستشفيات قطاع غزة، محاصرة كغيرها، بلا دواء، بلا علاج، بلا أمل. "أنا ما بدي شيء، بس بدي بنتي تتعالج. ما بدي أخسرها كمان. هي آخر حدا ضل إلي. هناك ما فيش علاج، ما فيش أدوية، وما فيش أكل حتى. هي لوحدها جوّا، وأنا أمها برّا… مش قادرة أعمل شيء".
 

أطفال غزة , مستشفيات غزة , الجرحى والمرضى في غزة , الإبادة الجماعية في غزة , نساء غزة , تجويع غزة , غزة , فلسطين ,


وفي مناشدة لا تخلو من ألم، تضيف هناء: "أنا بناشد أي حدا عنده ضمير حي، أي إنسان… يطلع بنتي من غزة. أنا مش طالبة إشي غير إنها تتعالج. حالتها خطيرة، وبدها رعاية، بدها أكل، بدها فرصة تعيش".
 

أطفال غزة , مستشفيات غزة , الجرحى والمرضى في غزة , الإبادة الجماعية في غزة , نساء غزة , تجويع غزة , غزة , فلسطين ,


غيداء اليوم ليست حالة فردية، بل واحدة من آلاف القصص التي تنتظر من ينتشلها من ظلمة الحرب والحصار. آلاف الأمهات في غزة يدفنّ أحلامهن تحت الأنقاض، لكن هناء، كما كثيرات، لا تزال تتشبث بخيط أمل، أن تعود ابنتها إلى حضنها، قبل أن يتبدد الصوت الأخير في صمت العالم.
 

أطفال غزة , مستشفيات غزة , الجرحى والمرضى في غزة , الإبادة الجماعية في غزة , نساء غزة , تجويع غزة , غزة , فلسطين ,

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة