خطيب جمعة طهران: لو لم تُؤدِّب طهران تل أبيب لما كنا اليوم في موقع القوة هذا
قال خطيب صلاة الجمعة المؤقت في طهران، حجّة الإسلام السيد محمد حسن أبوترابي فرد، إنه في الوقت الذي توصّل فيه العالم إلى قناعة بأن تأديب الكيان الصهيوني أمر لا مفرّ منه، لو أن طهران لم تتخذ موقفاً حاسماً في مواجهة تل أبيب، لما وصلت اليوم إلى هذا المستوى من القوة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أبوترابي فرد ألقى خطبته في صلاة الجمعة السياسية – العبادية لهذا الأسبوع في مصلى الإمام الخميني (رض) في العاصمة، حيث أشار إلى نهضة الإمام الحسين (ع) ودورها في هداية الأمة الإسلامية ومقارعة الكفر والنفاق، قائلاً إن القادة الشهداء من أمثال الشهيد رشيد، سلامي، حاجي زاده، باقري وغيرهم، تخرّجوا من مدرسة عاشوراء، والعالم يجب أن يدرك أن أبناء هذه المدرسة المنتشرين في أرجاء الأمة الإسلامية هم من يقفون بوجه الاستكبار.
وأضاف أن الشهيد رشيد كتب قبل أيام من استشهاده: "لم أكن أظن أنني سأعيش كل هذا العمر، وأنا على أعتاب الثانية والسبعين. كنت أظن أنني سأستشهد قبل الثلاثين، لكن ذلك لم يحدث. على مدى 37 عاماً بعد الحرب، لم تتركنا المهام القيادية والاستراتيجية يوماً واحداً". وأكد أن هؤلاء الرجال ظلّوا في ميدان الدفاع حتى النهاية، وأن الشعب الإيراني تمكّن في "الدفاع المقدس" الأخير من إنتاج القوة والصمود.
وتطرق خطيب الجمعة إلى المسيرة المليونية لأربعينية الإمام الحسين (ع)، واصفاً إياها بأنها عرض جديد لعظمة عاشوراء وإرادة أهلها، وبمثابة مناورة لظهور الإمام المهدي (عج)، مشيداً باستضافة الشعب والحكومة في العراق لهذا الحدث العالمي – العابر للحدود، مؤكداً أن عشاق الحسين يرددون اليوم مجدداً شعار: "إيران والعراق لا يمكن أن يفترقا".
وفي جانب آخر من خطبته، شدد أبوترابي فرد على أن حرب الثماني سنوات، والحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، صنعت قوة اسمها الوحدة والانسجام الوطني، وهو ما أجبر العدو على التراجع. واعتبر أن الحفاظ على رأس المال الاجتماعي، والنقد البنّاء، والتخطيط القريب والبعيد المدى، وزيادة التنسيق بين الدولة والشعب، والوحدة الوطنية، واليقظة، والرؤية المستقبلية، هي من أهم أدوات تطوير مكانة إيران.
وقال إن الأمل والثقة الوطنية هما الركيزة الأساسية لبناء إيران قوية، مؤكداً أن الأمن الحقيقي لا يتحقق إلا بالقوة. وأضاف: "لو أننا في تلك اللحظة الحاسمة، عندما اتفق العالم على أن تأديب إسرائيل أمر حتمي، لم نقم نحن بتأديب تل أبيب، لما كنا اليوم في هذا الموقع من القوة". وبيّن أن الحفاظ على مكانة إيران في الميدان رهين بتطوير التكنولوجيا، وتعزيز القدرات الدفاعية، وزيادة رأس المال الاجتماعي، وأن إيران استمدت قوتها من تلاحمها الوطني وقدراتها الدفاعية.
وأشار إلى أن الحضور الذكي لإيران في الساحة الدبلوماسية هو ثمرة عمل الساسة وفق ثلاثة مبادئ: الحكمة، العزة، والمصلحة، داعياً إلى التمسك بها وإظهار عزّة واقتدار الشعب في كل المجالات.
وختم بالتأكيد على ما جاء في تصريحات قائد الثورة الإسلامية حول أن "العلم، والعقلانية، والدين" هي مفاتيح زيادة القوة، داعياً إلى تنميتها. كما شدد على أن السياسة الخارجية، في هذه المرحلة الحساسة، يجب أن تكون بعيدة عن الخلافات والمجادلات السياسية غير المجدية، وأن على الكُتّاب والإعلاميين أن يتجنبوا أي خطاب قد يضر بالاقتدار الوطني، لأن ذلك ـ بلا شك ـ أمر محرّم، وهو ما أكد عليه قائد الثورة في دعوته للحفاظ على هذه القوة.
/انتهى/