تقرير/ تسنيم.. استشهاد خميس عبداللطيف عياد بعد عدوان المستوطنين على بلدة سلواد
في مشهد مأساوي مؤلم، استشهد الشاب خميس عبداللطيف عياد نتيجة الاختناق جراء استنشاق كميات كبيرة من الدخان والغاز السام خلال محاولته إنقاذ جيرانه والمشاركة في إخماد الحرائق التي أشعلها المستوطنون في بلدة سلواد شرق رام الله.
فقد اقتحم مستوطنون مسلحون منازل المواطنين وأحرقوا المركبات والممتلكات، ضمن هجوم منظم طال عدة قرى فلسطينية في التوقيت ذاته. وما إن بدأت النيران تلتهم البيوت، حتى استنجد الأهالي بطواقم الدفاع المدني، لكن بدلاً من وصول الإطفائية، جاءت قوات الاحتلال، وأطلقت قنابل الغاز والصوت لتأمين انسحاب المستوطنين، تاركة الفلسطينيين في مهب النيران والدخان.
كان الشهيد خميس يشارك في إطفاء الحريق بجانب الدفاع المدني، لكنه استنشق كميات كبيرة من الدخان السام، مما أدى إلى تلف حاد في الرئتين حسب التقارير الطبية الأولية، ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعات من المجزرة.
وعندما وصلت سيارة الإسعاف، تجمهر العشرات حولها. وُضع خميس مكفّناً بالأبيض، فيما كان صوت القرآن يتردد من مكبرات الصوت، يمهّد لوداع مؤلم لشاب ارتقى وهو يحاول إنقاذ من حوله.
شيّع أهالي سلواد جثمان الشهيد وسط أجواء من الحزن والغضب، ورددوا هتافات منددة باعتداءات المستوطنين وحماية قوات الاحتلال لهم. وقد حمّله المشيّعون على الأكتاف، ليودّع بلدته التي أحبها، وقدّم حياته فداءً لأهلها.
ومنذ بداية العام، وثّقت المؤسسات الحقوقية أكثر من 2150 اعتداء نفذه المستوطنون ضد قرى فلسطينية، أدت إلى استشهاد ثمانية مواطنين، وتنوعت هذه الاعتداءات بين إحراق منازل ومركبات، وقطع الأشجار، والاستيلاء على أراضٍ، وإقامة بؤر استيطانية جديدة.
ساعات من الرعب عاشتها سلواد وثلاث بلدات فلسطينية أخرى تلك الليلة، ضمن سياسة تطهير عرقي وتهجير قسري ينفذها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال.
/انتهى/