مقدم فر: دلائل انتصار إيران في الحرب الأخيرة تتكشف تدريجياً للعالم
قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية حميد رضا مقدم فر إن دلائل انتصار إيران في الحرب الأخيرة تتكشف تدريجيًا للعالم، مشيرًا إلى أن مؤسسة يهودية مختصة بالأمن أقرت بأن ما لا يقل عن 65% من الصواريخ الإيرانية نجحت في اختراق منظومات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية وأصابت أهدافها.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مقدم فر، الأستاذ الجامعي، أكد خلال ندوة "دراسة وضع حرب الـ12 يوماً وما بعدها"، التي نظمتها "منظمة تثبيت الوحدة" في جامعة علامه طباطبائي في طهران، أن "إيران هي بلا شك الطرف المنتصر في الحرب مع الكيان الصهيوني، ومع مرور الوقت تتضح مؤشرات ودلائل هذا النصر بشكل أكبر أمام أنظار العالم"، مضيفًا: "مؤسسة جينسا (JINSA) اليهودية في مجال الأمن صرّحت بأن 65٪ من الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها داخل الأراضي المحتلة بعد أن اجتازت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية".
وأضاف أن شبكة CNN اعترفت كذلك بأن الحرب أسفرت عن تدمير حوالي ربع مخزون صواريخ "ثاد" الدفاعية الأمريكية.
كما أشار إلى الرقابة الصارمة على عدد القتلى في الكيان الصهيوني، مؤكدًا وجود معلومات دقيقة تفيد بأن عدد القتلى بلغ عدة مئات، بينهم عدد من كبار الضباط الإسرائيليين.
وفي سياق آخر، تطرق مقدم فر إلى الهجوم الإيراني على مصفاة "بازان" في اليوم الثالث من الحرب، واصفًا العملية بأنها واحدة من الإنجازات الصاروخية الإيرانية البارزة. وأوضح أن: "الإسرائيليين، بعد استهدافهم للمرحلة 14 من حقل بارس الجنوبي ومخزن نفطي في طهران، سعوا لتدمير البنية التحتية للطاقة في إيران، لكن إيران ردت بحزم عبر استهداف مصفاة بازان مرتين، وهي المصفاة الوحيدة النشطة للكيان في تلك الفترة، ما أدى إلى توقفها الكامل، ولا تزال معطلة تقريبًا حتى اليوم. ولولا المخزون السابق من الوقود لدى الكيان، لكان غارقًا في الظلام. وقد صرح الكيان نفسه بأنه لن يتمكن من إصلاح الأضرار قبل أكتوبر المقبل".
وشدد مقدم فر على أن القيادة العليا للقائد العام للقوات المسلحة كانت حاضرة ومباشرة في جميع مراحل الدفاع الإيراني، وقال: "إيران لم تحارب إسرائيل وحدها، بل واجهت تقريبًا حلف الناتو بأكمله، وانتصرَت، وفي اليوم الأخير من الحرب أصابت قاعدة "العديد" الجوية، وعطلت راداراتها، مما أفقد أمريكا بصرها في المنطقة".
وأوضح أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة يحاولان التغطية على فشلهما العسكري عبر التلاعب الإعلامي والسياسي، مستشهدًا بثلاثة محاور إعلامية رئيسية: اختلاق رواية انتصار لصالح الكيان، الإيحاء باستمرار "ظل الحرب" على إيران لزعزعة اقتصادها وسياساتها، تضخيم مزاعم "الاختراق" الأمني داخل إيران، في حين أن الحديث عن "اختراق واسع" ليس إلا عملية نفسية إسرائيلية تهدف إلى زعزعة ثقة الشعب في المسؤولين وإضعاف التماسك الوطني.
كما عدّ مقدم فر الهوية الإيرانية ركيزة أساسية في تماسك الشعب، محذرًا من محاولات إضعاف الروح الوطنية والتاريخ والجغرافيا الإيرانية، وقال: "إيران بمثابة الحرم الذي يحتضن جوهرة الإسلام، وإذا ما تعرضت إيران للخطر، فإن الإسلام سيتعرض للتهديد كذلك".
وأشار كذلك إلى الإسلام كأحد العوامل الأساسية في صمود وانتصار إيران: "التاريخ أثبت أن إيران بلا روح الإسلام لا تستطيع الدفاع عن نفسها؛ فالإسلام هو ما يمنح التضحيات والدافع والقوة الوطنية".
وعن ركن المقاومة، أوضح أن الشعب الإيراني بات يدرك أن ما يحفظ البلاد هو المقاومة لا التفاوض، رغم أهمية التفاوض كأداة ومجال، مؤكدًا أن: "في وقت كانت المفاوضات جارية، هاجمت إسرائيل وأمريكا إيران، وما حمى البلاد هو المقاومة، لا المفاوضات".
وفي الختام، قال إن شهداء الأمن والعلم يجسدون اندماج الدين بالعلم، ومنهم: الشهيد طهراني مقدم والشهيد حاجي زاده والشهيد سلامي والشهيد باقري والشهيد رشيد والشهيد طهرانجي والشهيد عباسي.
وأضاف: "كانوا نموذجًا للعلم والدين معًا، وكان هذا الإكسير سرًّا في قوتهم وشجاعتهم في الدفاع عن إيران وتعزيز قدراتها".
/انتهى/