إيران تتصدر العالم في أولمبياد الفلك للمرة الثانية تواليًا بإنجاز غير مسبوق
أحرز المنتخب الوطني الإيراني للأولمبياد الدولي لعلم الفلك والفيزياء الفلكية للطلاب، وللسنة الثانية على التوالي، المركز الأول في المسابقة العالمية، مضيفًا صفحة ذهبية جديدة إلى سجل الإنجازات العلمية للبلاد.
وأحرز المنتخب الوطني الإيراني للأولمبياد الدولي لعلم الفلك والفيزياء الفلكية للطلاب، وللسنة الثانية على التوالي، المركز الأول في المسابقة العالمية، مضيفًا صفحة ذهبية جديدة إلى سجل الإنجازات العلمية للبلاد. في هذا الإطار أجرت وكالة تسنيم للأنباء حوارًا مع محمد حسين قاسم بور، رئيس اللجنة العلمية للأولمبياد، للحديث عن تفاصيل هذا الإنجاز الفريد.
قاسم بور أوضح أن عملية إعداد المنتخب تمر بثلاث مراحل اختبار وطنية، يُختار في نهايتها عشرة طلاب لنيل الميدالية الذهبية على المستوى المحلي، ثم يخضعون لعام كامل من التدريب المكثف قبل اختيار خمسة منهم لتشكيل المنتخب الوطني المشارك في الأولمبياد العالمي.
وأضاف أن دورة هذا العام شهدت مشاركة 64 دولة من خمس قارات، حيث يتنافس الطلاب على مدى عشرة أيام في اختبارات متنوعة تشمل الجانب النظري وتحليل البيانات والتطبيق العملي والرصد الفلكي. في نهاية المنافسات تُحتسب الدرجات وفق معايير موحدة وتُمنح الميداليات.
وأشار قاسم بور إلى أن إعداد المنتخب الإيراني تم على أيدي أساتذة بارزين، كثير منهم خريجو جامعات مرموقة ولديهم تجارب سابقة في الأولمبياد. كما لفت إلى التحديات النفسية والعملية التي يواجهها الطلاب، من بينها العزلة في فترة "الحظر" طوال ثمانية أيام ومنع الاتصال المباشر مع ذويهم، إضافة إلى صعوبة اللغة والاختلافات الثقافية وظروف السفر.
وبيّن أن الدقة في ترجمة أسئلة المسابقة عنصر أساسي في نجاح الطلاب، حيث قد يؤدي أي خلل في الصياغة إلى إرباكهم.
وأكد رئيس اللجنة العلمية أن ما حققه المنتخب الإيراني غير مسبوق في تاريخ الأولمبياد: للعام الثاني على التوالي يحصل الفريق المكون من خمسة طلاب على خمس ميداليات ذهبية كاملة ويتصدر الترتيب العالمي، وهو إنجاز لم يسبق أن حققته أي دولة أخرى.
قاسم بور انتقد ضعف التغطية الإعلامية لهذا الحدث الكبير، مشيرًا إلى أن الجهود المضنية للأساتذة والمدربين، الذين لم تتجاوز ساعات نومهم ثلاث ساعات يوميًا خلال المنافسات، لم تلقَ الاهتمام الكافي، رغم أن الأولمبياد الطلابي ــ بحسب وصفه ــ أكثر قيمة من الأولمبياد الجامعي.
كما قارن بين الدعم الدولي الذي تتلقاه فرق بعض الدول، مثل جامعة كامبريدج في بريطانيا أو مؤسسات علمية كبرى في الهند، وبين ما يقدَّم في إيران حيث يتولى "نادي الباحثين الشباب" المسؤولية بشكل مستقل.
وعن البُعد الدولي للإنجاز، أكد قاسم بور أن الفوز منح إيران رصيدًا علميًا ومعنويًا عالميًا، إذ تلقى المنتخب الإيراني تهاني وإشادة من وفود الدول المشاركة، حتى من منافسين تقليديين كفريق بريطانيا والهند، الذين أعربوا عن إعجابهم بقدرة إيران على تحقيق هذا الإنجاز رغم الصعوبات.
وأوضح أن التحضير يتم عبر برامج تدريبية شاملة على مدار عام، تشمل دروسًا نظرية في الميكانيك، الترموديناميك، الإحصاء، تحليل البيانات، وعلم الكونيات، إضافة إلى معسكرات رصد شهريّة في مناطق صحراوية مظلمة مثل سمنان وكاشان ويزد.
قاسم بور أشار إلى الإرث التاريخي لإيران في مجال علم الفلك وارتباطها بعلماء بارزين في التراث الإسلامي، كما تطرق إلى مشاريع استراتيجية مثل المرصد الوطني الإيراني الذي يمكن أن يسهم في التعاون العلمي الدولي وتوليد عوائد اقتصادية.
وفي ختام حديثه، شدد على أن هذا الإنجاز العلمي يجب أن يحظى بتقدير رسمي يليق بالمدربين والطلاب، وأن يُستثمر كجزء من سلسلة القوة الوطنية، إلى جانب الأبعاد العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية، حتى يُترجم الاعتراف العالمي بإيران إلى مكاسب استراتيجية ملموسة.
/انتهى/