زيارة الرئيس الإيراني إلى بيلاروسيا.. من توسيع العلاقات حتى رفض الأحادية


زیارة الرئیس الإیرانی إلى بیلاروسیا.. من توسیع العلاقات حتى رفض الأحادیة

في إطار جولته الإقليمية الثانية، زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأسبوع الماضي العاصمة البيلاروسية مينسك، حيث التقى بنظيره ألكسندر لوكاشنكو، وشارك في مراسم توقيع اتفاقيات تعاون وبيان مشترك، كما اجتمع برؤساء برلمان بيلاروسيا، والتقى الجالية الإيرانية هناك.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه قبل توجهه إلى مينسك، أكد الرئيس الإيراني أنّ العلاقات بين طهران ومينسك شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، مشيراً إلى أنّ بيلاروسيا تبنّت دوماً مواقف صريحة في دعم الجمهورية الإسلامية، سواء في إدانة الهجمات الإسرائيلية أو في المواقف المتعلقة بغزة. واعتبر أنّ هذه الزيارة تمهّد لتوسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، الصناعة، والاستثمار.

مساء الثلاثاء 19 أغسطس، وصل بزشكيان إلى مينسك بدعوة رسمية من الرئيس لوكاشنكو، ليكون أول رئيس إيراني يزور بيلاروسيا منذ 18 عاماً. وفي مراسم الاستقبال الرسمي في القصر الرئاسي، وقّع الجانبان 12 وثيقة تعاون في مجالات السياسة، القانون الدولي، السياحة، الثقافة والفنون، الإعلام، الصحة والدواء، الصناعة، البيئة، المناطق الحرة والاستثمار، إضافة إلى بيان مشترك حول نتائج الزيارة.

العلاقات مع بيلاروسيا تُتابع على أعلى مستوى وستشهد نقلة نوعية

أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البيلاروسي، أن العلاقات مع مينسك تُتابع على أعلى مستوى ممكن، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تمثل محطة بارزة في مسار العلاقات الثنائية وستنعكس نتائجها في المستقبل على نمو التعاون بين الجانبين.

وأوضح الدكتور مسعود بزشكيان أن بيلاروس تمثل بلداً مهماً في المنطقة الاستراتيجية لأوراسيا وشريكاً موثوقاً لإيران، مضيفاً أن "خريطة الطريق الشاملة للتعاون بين البلدين (2026-2023) قد حددت مسار العلاقات بوضوح، ونعمل على تنفيذها بالكامل"، مؤكداً أن طهران تولي أولوية خاصة لتطوير علاقاتها مع بيلاروس.

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الجانبين تبادلا الرأي بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، وقال: "نحن نتقاطع في وجهات نظرنا حول العديد من القضايا، وأؤكد أن إيران لا ترى أي قيود أمام تعزيز علاقاتها مع بيلاروسيا، وندعم التنفيذ الكامل لخريطة الطريق التي وُقعت خلال الزيارة السابقة لرئيس بيلاروسيا إلى طهران".

وأضاف: "توصلنا أيضاً إلى قناعة بأن تعزيز وتثبيت دور الهياكل الاقتصادية والمنظمات المستقلة والناشئة مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بريكس، ومنظمة شنغهاي، من شأنه أن يخلق فرصاً جديدة للأعضاء في مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي".

شكر لمواقف بيلاروسيا الداعمة لإيران

وخلال اجتماع رفيع المستوى في مينسك، أعرب الرئيس الإيراني عن تقديره لمواقف الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الواضحة في إدانة الاعتداءات العدوانية من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على الأراضي الإيرانية ومنشآتها النووية السلمية.

وأكد أن طهران ومينسك لطالما تعاونتا بشكل وثيق في المنظمات والمحافل الدولية، مشيراً إلى استعداد إيران لتعزيز هذا التعاون أكثر، وأضاف: "كما وقعنا معاهدة تعاون استراتيجي مع روسيا، فإننا مستعدون لاعتماد نموذج مشابه في إطار العلاقات الأخوية مع بيلاروسيا".

تعزيز الروابط الشعبية والتجارية

وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة أن تكون العلاقات الشعبية بمستوى العلاقات الرسمية، مؤكداً أنه سيتابع شخصياً تنفيذ الاتفاقات الموقعة. واعتبر أن حجم التبادل التجاري الحالي ضئيل قياساً إلى الإمكانات المتاحة ويجب رفعه، قائلاً: "العلاقات بين الشعبين يجب أن تُبنى على أسس أعمق وأكثر استقراراً".

وفي إطار برنامج الزيارة، التقى الرئيس الإيراني مع رئيسة مجلس الجمهورية في الجمعية الوطنية "ناتاليا كاتسانوفا" ورئيس مجلس النواب "إيغور سرغينكو".

وقال خلال اللقاء: "أعتقد أن هذه الزيارة بداية طريق طويل بين بلدينا. البرلمانات تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً في تسهيل ودعم أهداف الحكومات، بل وحتى في تطوير العلاقات الدولية". وأكد أن إيران تعمل داخلياً على خلق رؤية مشتركة بين الحكومة والبرلمان من أجل تحقيق الأهداف الوطنية.

كما شدد الرئيس الإيراني على أن بلاده عازمة بجدية على متابعة التعاون مع بيلاروسيا في الأطر الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الأوراسي، بريكس ومنظمة شنغهاي، مضيفاً: "إيران وبيلاروسيا تتقاسمان القناعة بأن الأحادية لم يعد بإمكانها الاستمرار، وأن دولاً مثلنا قادرة عبر التعددية على الدفاع عن مصالحها المشتركة".

لقاء الجالية الإيرانية

في لقائه بالإيرانيين المقيمين في بيلاروسيا، شدد بزشكيان على أنّ أبناء الجالية يمثلون "سفراء للثقافة والحضارة الإيرانية"، مؤكداً أن التاريخ العريق لإيران مصدر فخر لشعبها. وتطرق إلى التهديدات الإسرائيلية قائلاً: "لو لم تكن لدينا قوة دفاعية وصواريخ رادعة، لكان مصيرنا مثل غزة تحت القصف اليومي"، مشدداً على أن "القوة وحدها تحمي الاستقلال".

كما أشاد بصمود الشعب الإيراني في مواجهة العقوبات والضغوط، معتبراً أنّ "وحدة الداخل" أفشلت رهانات الأعداء على تفكك إيران بعد الهجمات الأخيرة. وأكد أن المنافسة الحرة والشفافة شرط أساسي لتقدم البلاد واستثمار طاقات الكفاءات.

واختتم الرئيس الإيراني جولته التي شملت أرمينيا وبيلاروسيا مساء الأربعاء، حيث عاد إلى طهران بعد توقيع حزم من الاتفاقيات الثنائية. وأكدت مصادر حكومية أن الخطوة المقبلة تكمن في تنفيذ هذه الاتفاقيات من أجل تحقيق أهداف الزيارة المتمثلة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة