قاليباف: حان الوقت كي تتحلى الحكومات الإسلامية بالشجاعة وتقف بوجه الكيان الصهيوني
قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف إن مهمة القائد الحكيم للثورة الإسلامية لنا جميعاً هي أن نكون حُماة للوحدة الوطنية، وعلى الجميع أن يمتنعوا عن أي شيء يُضعف هذه الوحدة والتلاحم، وأن يواجهوا المستفيدين من الانقسام والاختلاف بصدرٍ رحب.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه في كلمته قبل بدء الجلسة العلنية لمجلس الشورى صباح اليوم، أشار قاليباف إلى أن "الجميع بات يدرك اليوم أن العدو قد تلقى ضربة قوية من الشعب الإيراني خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً"، مضيفًا أن "أهم عامل ردع حال دون تكرار العدوان على إيران العزيزة هو التماسك الوطني، وهو ما شهده العالم بأسره". وأكد أن الحفاظ على هذا التماسك هو أعظم واجب لكل إيراني، وأن هذا التماسك لا يتحقق إلا باعتبار توجيهات قائد الثورة المرجع الفاصل والركن الموثوق به.
وأضاف أن تصريحات قائد الثورة خلال لقائه مع مسؤولي السلطة القضائية كانت مرة أخرى مرشدة للنخب ومصدر طمأنينة للشعب، مشيرًا إلى تأكيد سماحته على أهمية اعتبار ما فعله الشعب من هزيمة للعدو "شأنًا وطنيًا" بالغ الأهمية.
قاليباف تابع: "العدو تلقى أعظم الهزائم من أيدي الشعب الإيراني، فقد صفعه هذا الشعب بقوة. هذا الشعب يمتلك ارتباطًا عميقًا بجذوره وأرضه، ولا يمكن للمستأجرين والعملاء والذين لا وطن لهم أن يدركوا هذه العلاقة التاريخية بين الشعب الإيراني ووطنه. إن هذا الشعب هو من يُفشل سحر مؤامرات الأعداء".
وأشار قاليباف إلى أن "قائد الثورة أوضح أن هذا التلاحم يشمل مختلف التوجهات السياسية والدينية، وأكد أن هذه التعددية لا تتعارض مع الوحدة الوطنية، بل تشكل اتحادًا وطنيًا عظيمًا"، واعتبر أن هذا يشكل مسؤولية كبرى على عاتق النخب والمسؤولين.
وأضاف أن "مهمة القائد الحكيم للثورة هي أن نكون حُماة لهذا الأمر الوطني، ويجب على الجميع أن يحذروا من كل ما يضعف هذه الوحدة، ويقفوا أمام المستفيدين من الانقسام والتفرقة بكل قوة".
وحذر رئيس البرلمان من السماح لأي جهة باستغلال اختلاف الآراء لبناء أوكارها، قائلاً: "هناك من يسعى من خلال الكراهية أو العصبية السياسية إلى ضرب رموز الوحدة الوطنية، ولكن الشعب الإيراني قد عقد العزم على التلاحم، وسيزداد هذا الأمر الوطني قوة بإذن الله".
وأشار قاليباف إلى أن "الخط الذي رسمه القائد في السلوك السياسي يجب أن يكون مرجعًا واضحًا للجميع، لا سيما القوى الثورية وذوي المنابر"، مشددًا على أن "الاحتجاجات التي تنبع من الجهل أو التسرع، والتمسك بوجهات نظر ضيقة أو لهجات خاطئة، كلها تضر بمصلحة البلاد ويجب تجنبها".
وفي سياق آخر، أشار إلى سياسة القائد في مجال الدبلوماسية والميدان، موضحًا أن "دخول إيران في أي ساحة يجب أن يكون من موقع قوة ويدٍ عليا، وهذا هو نهج السياسة الخارجية والقوات المسلحة، والهدف هو تقوية إيران في مختلف المجالات، مما يجعل العدو يتراجع عن نواياه العدوانية ويضطر للاستجابة لمطالب الشعب".
وأكد قاليباف أن "إذا ما عمل الجميع وفق توجيهات القائد واهتموا بالحفاظ على التماسك الوطني، فلن يتم فقط منع أي عدوان جديد، بل سيُجبر العدو على الاعتراف بحقوق الشعب الإيراني".
وتطرق في كلمته إلى العدوان الصهيوني على دمشق، مشيرًا إلى أن "إيران كانت وستظل إلى جانب الشعب السوري، وستدافع عن وحدته الوطنية وسلامة أراضيه"، لافتًا إلى أن "العدوان الصهيوني على دمشق وعلى عملاء النظام العالمي يحمل رسائل بالغة الخطورة".
وأكد أن "الأمة الإسلامية باتت تدرك أن دمشق لن تكون آخر عاصمة تتعرض لهجوم هذا الكيان، وعلى الدول والشعوب الإسلامية أن تتحد لوضع حد لهذا الكلب المسعور التابع لأمريكا"، محذرًا من أن "الكيان الصهيوني يسعى لزعزعة الاستقرار، ونزع السلاح، وتفكيك دول العالم الإسلامي، وتوسيع رقعته الجغرافية".
وأشار إلى أن "الحكومات التي ترى في التحالف مع هذا الكيان ضمانًا لأمنها، إنما تعيش في فقاعة وسط محيط هائج، ولن تملك وقتًا طويلاً للحفاظ على وحدة أراضيها"، مؤكدًا أن "الكيان الصهيوني عدوٌ لكل سلام واستقرار، ولا يفهم سوى لغة القوة".
وأوضح أن "قصف جميع المنشآت الدفاعية السورية في الأشهر الأخيرة، والاعتداء على دمشق، والتهديد باحتلال أراضٍ ومحاولة واضحة لتقسيم البلاد، قد كشف الحقيقة للواهمين الذين ظنوا أن الطاعة لهذا الكيان ستجلب الاستقرار".
ودعا قاليباف الدول الإسلامية إلى التحرك، قائلًا: "لقد حان الوقت كي تتحلى الحكومات الإسلامية بالشجاعة وتقف أمام هذا الكيان بدعمٍ من الأمة الإسلامية، وتدفعه إلى التراجع".
كما وصف خطوة 11 دولة في اجتماع بوغوتا بفرض حظر تسليحي على كيان الفصل العنصري الصهيوني بأنها "خطوة شجاعة"، داعيًا لتحويلها إلى نموذج عملي في مواجهة هذا الكيان، مشددًا على أن الدول الإسلامية تملك قدرات اقتصادية هائلة يجب أن تُسخر عمليًا لا مجرد إصدار بيانات، لوقف التوسع وآلة الإبادة الجماعية للكيان الصهيوني.
وختم رئيس مجلس الشورى بالقول: "في عالم اليوم، يتم فرض العقوبات على من يوثق جرائم الإبادة والانتهاكات، كما فعلت السيدة فرانشيسكا ألبانير، مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، بينما يُكافأ مجرمو الحرب. لذلك، على الدول المستقلة أن تتجرأ وتقف في وجه هؤلاء المعتدين، وإلا فإنها ستواجه موتًا بطيئًا وتفككًا تدريجيًا".
وأكد في الختام أن "اليوم، وقد اتضح للجميع مدى خبث المخططات التي تهدف لنزع السلاح وإغراق المنطقة في الفوضى، فإننا على يقين أن صفحة جديدة من المقاومة ضد الإبادة والجرائم والاحتلال الصهيوني ستبدأ في المنطقة والعالم".
/انتهى/