إيرواني: هجمات الكيان الإسرائيلي على سوريا مدانة


إیروانی: هجمات الکیان الإسرائیلی على سوریا مدانة

قال سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة إن الكيان الإسرائيلي لم يواجه قط أي تبعات على انتهاكاته المتكررة والمنهجية للقانون الدولي، ويواصل اعتداءاته في ظل حصانة تامة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أمير سعيد إيرواني، سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، شدد خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن "الأوضاع في الشرق الأوسط (سوريا)"، على أن الهجمات التي تُشن على سوريا هي نتيجة مباشرة لصمت مجلس الأمن وعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات رادعة.

وأضاف: الكيان الإسرائيلي لم يُحاسب قط على انتهاكاته المتكررة والمنهجية للقانون الدولي، بل يواصل أعماله العدوانية في ظل حصانة كاملة.

نص الكلمة كما ورد:

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر السيد الرئيس على عقد هذه الجلسة الطارئة والمهمة للنظر في الاعتداءات المتواصلة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الجمهورية العربية السورية. وفي مستهل كلمتي، أود أن أهنئ باكستان لتوليها رئاسة مجلس الأمن في شهر تموز/يوليو، ونحن واثقون من إدارتكم الحكيمة. كما أشكر دولة غيانا على إدارتها الناجحة للمجلس خلال شهر حزيران/يونيو، وأتقدم بالشكر للسيد خالد الخياري، مساعد الأمين العام، على تقريره.

السيد الرئيس،
إننا ندين بشدة الهجمات العسكرية الواسعة الأخيرة التي شنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على الجمهورية العربية السورية، والتي استهدفت بشكل متعمد العاصمة دمشق، والبنى التحتية، والمرافق العامة والحكومية. وتُظهر هذه الاعتداءات تصعيداً خطيراً للتوترات من قبل كيان لا يزال يحتل أجزاء من الأراضي السورية بشكل غير قانوني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأود أن أؤكد على النقاط التالية:

1. هذه الهجمات تأتي في وقت لا تزال فيه الجولان السورية تحت الاحتلال، حيث يواصل الكيان الإسرائيلي منذ عقود سياسة الضم غير المشروع والتوسع الاستيطاني، في تحدٍ سافر لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن العديدة ذات الصلة.

2. لقد تحول الكيان الإسرائيلي إلى التهديد الأخطر والأشد للسلام والأمن الإقليميين، بسبب مواصلته للأعمال العدوانية، والدعم السياسي والعسكري اللامحدود الذي يتلقاه من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. ويجب على هذه الدول تحمّل مسؤولياتها الكاملة إزاء تسهيل الأفعال غير القانونية والجرائم الفظيعة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، والتي تهدد ليس فقط الأمن الإقليمي، بل السلم والأمن الدوليين أيضاً.

3. إن هذه الهجمات على سوريا تمثل النتيجة المباشرة لصمت مجلس الأمن وعجز المجتمع الدولي عن ردع المعتدي. لم يواجه الكيان الإسرائيلي أية محاسبة على انتهاكاته المتكررة والمنهجية للقانون الدولي، بل يواصل عدوانه بحصانة مطلقة. ويأتي هذا العدوان الأخير في أعقاب العدوان العسكري الذي استمر 12 يومًا ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وقد استهدف الكيان، بدعم أميركي غير مشروط، المنشآت النووية السلمية الإيرانية الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى البنى التحتية المدنية مثل المستشفيات والمناطق السكنية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1100 مدني، بينهم 41 طفلًا و126 امرأة. كما دُمر بالكامل سبعة مستشفيات، وأُعطبت 11 سيارة إسعاف، وهُدمت أكثر من 3500 وحدة سكنية. وتُظهر هذه الحقائق بجلاء الطبيعة الإجرامية والعدوانية للكيان الإسرائيلي.

4. إن جذور انعدام الاستقرار واضحة: الاحتلال غير الشرعي، والاعتداءات المتكررة، والانتهاكات الواسعة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والدعم غير المشروط من إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن. لقد حان الوقت لأن يتحرك مجلس الأمن ويتحمل مسؤولياته وفقًا للميثاق، لوضع حد لحصانة الكيان الإسرائيلي، ومساءلته عن انتهاكاته المتكررة والجسيمة.

إن استمرار تقاعس مجلس الأمن لا يؤدي إلا إلى المزيد من الوقاحة من جانب المعتدين. وهذا الصمت، لا سيما في ظل ارتكاب الكيان الإسرائيلي في غزة لجرائم جماعية تشمل استخدام التجويع كسلاح، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، وتدمير ممنهج للبنى التحتية الحيوية، أمر مقلق وغير مقبول إطلاقاً. ولا يمكن للمنطقة أن تحقق سلامًا حقيقيًا واستقرارًا دائمًا وأمنًا جماعيًا إلا من خلال تحقيق العدالة، وضمان المساءلة، وإنهاء الاحتلال والعدوان.

5. نؤكد مجددًا دعمنا الكامل لسيادة الجمهورية العربية السورية، ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها. كما ندعو الحكومة السورية المؤقتة إلى احترام حقوق جميع الأقليات، وتسوية الخلافات الداخلية عبر الحوار الشامل والوسائل السلمية. ويجب الالتزام الصارم بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما حظر استخدام القوة، واحترام السيادة وسلامة الأراضي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ولا يمتلك الكيان الإسرائيلي أي مبرر قانوني أو أخلاقي لانتهاك سيادة سوريا أو التدخل في شؤونها الداخلية، تحت ذريعة زائفة تتمثل في "الدفاع عن حقوق الأقليات". وتُعد هذه التصرفات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويجب على هذا المجلس إدانتها بشكل واضح لا لبس فيه.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة