من يتحمّل أكثر؟ إسرائيل تحت الضغط وإيران تصمد
بدأ الكيان المجرم الحرب، لكن إيران من أدارتها... عجز الكيان عن حماية جبهته الداخلية... فشُلّت الحركة في الكيان كله... اما إيران ومجتمعها فكان متماسكاً، قوياً، قيادة وشعباً...
بين صواريخٍ تُطلق، وصفاراتِ إنذار لا تتوقف، وأعصابٍ مشدودةٍ، يظهر سؤالٌ استراتيجيٌ بات يَفرضُ نفسه على كل طاولةٍ أمنيةٍ وعسكرية: من هو الطرفُ الذي يتحمّلُ أكثر؟ ومن ينهارُ أولاً؟.
لننظر إلى المشهدِ من زواياه الثلاث: غزة، لبنان، ثم إيران.
فمنذ 21 شهراً والمجتمعُ الإسرائيليُ يعيش في قلبِ العاصفة. حربٌ تجرّ أخرى، ودمارٌ يلحق دماراً، وقلقٌ لا يهدأ.
في الماضي، كانت حروبُ الكيان الإسرائيلي تُدار بعيداً عن عمقِه الداخلي.
الجبهةُ كانت في الخارج، والداخلُ يعيش على وتيرةِ الحياة الطبيعية.
لكن هذا تغير... ومع تغيّرِ المعادلة، سقط وهمُ "الجبهةُ الآمنة"، ودخلت "تل أبيب" وحيفا وبئر السبع دائرةَ الخطر.
الحربُ مع إيران كانت نقطةَ التحوّلِ الكبرى. فالصواريخُ الإيرانيةُ لم تكن مجردَ ردعٍ، بل كانت استهدافاً مباشراً للعمق الاستراتيجي.
صواريخٌ دقيقةٌ، ثقيلةٌ برؤوس تزن مئاتِ الكيلوغرامات، أصابت قلبَ الكيانِ المجرم.
لأول مرة، عجزت ما تسمى "إسرائيل" عن حماية جبهتها الداخلية رغم وجودِ عشرِ طبقاتٍ دفاعية جوية، ورغم كل تكنولوجيا الاعتراض التي تفخر بها.
النتيجة؟
حالةُ من الشلل الكامل
خسائرٌ لم يُعلن عنها بالكامل
ومجتمعٌ يحاول الهربَ من مواجهةِ لا يتحمّلها...
أما على الطرف الآخر، فالمجتمعُ الإيرانيُ كان أكثرَ تماسكاً.
لم نشهد إنهياراً في الأسواق، ولا نزوحاً جماعياً، ولا تحرّكاً شعبياً ضد القيادة.
إيران، التي وُوجِهَت مباشرةً، أثبتت أنها تتحمّل.
لا بل أن ردَّها الصاروخي جاء متسلسلاً، دقيقاً، متماسكاً، وكأنه مخططٌ مسبقاً للحربِ طويلة الأمد.
أين الفارق؟
الفارقُ في البنية النفسية والسياسية للمجتمع.
المجتمعُ الإسرائيلي، كما قال الخبراء، يتعامل مع الحرب كاستثناءٍ لا يجب أن يدوم.
أما إيران، فتُدير المواجهةَ وكأنها جزءٌ من هويةٍ وطنية، ومن مشروعٍ استراتيجيٍ طويل النفس.
ولهذا، يطرحُ الإسرائيليون اليوم سؤالًا مريرًا: هل نحن قادرون على خوض حرب طويلة أخرى؟ الجواب لدى خبرائهم: لا.
بينما تُثبت إيران أن الحربَ بالنسبة لها ليست مغامرة، بل خيارٌ محسوب، مدعومٌ بإرادةٍ شعبيةٍ، وبنيةٍ تحتيةٍ صلبة، واستعدادٍ نفسيٍ ووطنيٍ للذهاب حتى النهاية.
إذاَ، من يتحمّل أكثر؟ الإجابة باتت واضحة: إيران صامدة… و"إسرائيل" على الحافة.
إنتهى/