وزير الدفاع الإيراني: السلام بالقوة يعني الاستسلام لأمريكا.. دعايات العدو حول بدء حرب جديدة هي عمليات نفسية


وزیر الدفاع الإیرانی: السلام بالقوة یعنی الاستسلام لأمریکا.. دعایات العدو حول بدء حرب جدیدة هی عملیات نفسیة

صرح وزير الدفاع الإيراني قائلاً: "القول المستمر بأن الهجوم سيحدث هو محاولة لإحداث مشكلة في المجتمع، وزيادة التضخم، وزعزعة الاستقرار الاقتصادي."

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة، اللواء عزيز نصيرزاده، زار تركيا يوم الأربعاء الماضي برفقة وفد رفيع المستوى. وأوضح نصيرزاده أن هذه الزيارة جاءت بعد فترة طويلة، وباستجابة لدعوة رسمية من وزير الدفاع التركي، يشار غولر.

لقد أبرزت التغيرات المتسارعة في المنطقة، لا سيما في الأشهر الأخيرة، أهمية زيارة اللواء نصيرزاده لأنقرة، ولقاءاته مع المسؤولين العسكريين، بما في ذلك رئيس الأركان العامة للجيش التركي، خاصة وأن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى تركيا، وفقاً له، لم تُجرَ منذ فترة طويلة على هذا المستوى.

وخلال لقاء وزيري الدفاع، أكد الطرفان على توسيع العلاقات الدفاعية بين البلدين واستعدادهما للتعاون المشترك لمكافحة الإرهاب وتعزيز أمن الحدود المشتركة.

وفي هذا السياق، جاء الحوار مع الفريق العزيز نصيرزاده، وزير الدفاع ودعم القوات المسلحة، مع الإذاعة والتلفزيون الإيراني في أنقرة، كما يلي:

سؤال: بعد انتهاء زيارتك التي استمرت يومين لتركيا ولقائك المسؤولين العسكريين هناك، كيف تقيم هذه الزيارة؟

وزير الدفاع: لم تُجرَ زيارة على هذا المستوى بين البلدين منذ فترة طويلة. هذه المرة دعانا وزير الدفاع التركي. على هامش اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون، التقى الرئيسان وتبادلوا الحديث حول مسائل متعددة، وكان من الضروري مناقشة الاحتياجات الدفاعية والعسكرية والأمنية. كل هذه الأمور دفعتنا للقيام بهذه الزيارة وتبادل وجهات النظر حول مواضيع متعددة في المنطقة والعالم الإسلامي والدولي.

تركيا واحدة من أهم الدول المجاورة لنا، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتل أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا. نحن جميعاً مؤثرون في المعادلات الدولية والإقليمية وعالم الإسلام، وتعاوننا وتنسيقنا له تأثير كبير على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة. وقد بدأت هذه الزيارة في هذا الإطار. أجرينا لقاءات ممتازة مع الجهات الدفاعية والأمنية والعسكرية في تركيا.

إيران وتركيا تمتلكان حدوداً طويلة مشتركة تواجه تهديدات متعددة. ناقشنا أيضاً القضايا الإقليمية، بما فيها سوريا وقفقاز. برأيي كانت زيارة ناجحة جداً.

إيران وتركيا اقتربتا كثيراً من بعضهما البعض

جزء من حواراتنا مع الجانب التركي تناول التهديدات والهجمات الإسرائيلية على جميع دول المنطقة، حيث أن هذا الكيان لا يعترف بأي خطوط حمراء، ولا يلتزم بالقوانين الدولية. هذا السلوك الإسرائيلي ساعد على خلق فهم مشترك بين دول المنطقة بأن الصهاينة يمثلون تهديداً حقيقياً، ويجب على الجميع التعاون لمواجهة هذا التهديد. هذا إنجاز مهم تحقق نتيجة مغامرات إسرائيلية.

وأشعر بسعادة لأنني أرى تزايد التقارب بين دول المنطقة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية. وقد هددوا تركيا أيضاً بشكل مباشر، أي أنهم لا يلتزمون بأي حدود.

توصلنا إلى اتفاقيات لمواصلة الزيارات وتبادل الوفود على مستويات مختلفة للوصول إلى نقاط مشتركة في القضايا المختلفة.

سؤال: هل تتقارب وجهات النظر؟

وزير الدفاع: نقاط الاشتراك أكثر بكثير من نقاط الاختلاف. يجب أن نركز على الاشتراكات ونتفاعل مع بعضها البعض. وجود بعض الخلافات أمر طبيعي، لكنه بالتأكيد ليس مؤثراً. اقتربنا كثيراً من بعضنا البعض، وتم الاتفاق على زيارة الوفود على مستويات مختلفة.

سؤال: هل دعوتم وزير الدفاع التركي لزيارة إيران؟

وزير الدفاع: نعم، دعوت وزير الدفاع التركي لزيارة طهران، والتقينا معه ومع رئيس أركان بلاده.

الدول الأخرى لم تعد تقبل "السلام بالقوة"

سؤال: في الأيام الأخيرة شهدت المنطقة تحركات لنقل معدات عسكرية، معظمها من الولايات المتحدة. هل هذا يثير القلق؟

وزير الدفاع: الحكومة الأمريكية الحالية تتبنى مفهوم "السلام بالقوة". هذا ليس سلاماً، بل خضوعاً، حيث يفرض الأقوياء إرادتهم على الآخرين. الدول الحرة والدول النامية والعالم ككل لم ولن يقبلوا بهذا النهج.

هذا ليس أمراً جديداً، فقد بدأ منذ خطاب الرئيس الأمريكي السابق بوش الأب في الكويت وإعلان النظام الأحادي القطبية بقيادة أمريكا. العالم رفض هذا النهج على مر السنوات، ولا يقبله الآن، وما نراه اليوم هو طريقة صريحة دون استخدام الدبلوماسية.

نقل المعدات العسكرية إلى المنطقة ليس جديداً. نقل السفن والعتاد تم على مر عقود. بالطبع، يجب علينا كجهة عسكرية أن نكون مستعدين للدفاع، وهذا أمر أساسي ولا علاقة له بالنقل العسكري نفسه.

سؤال: هل نحن مستعدون؟

وزير الدفاع: نعم، نحن مستعدون بالتأكيد. يجب أن يكون باقي القطاعات في البلاد غير متأثرة بالحرب النفسية المرتبطة بهذه التحركات. يجب أن نواصل حياتنا الطبيعية ونطور الاقتصاد والمجتمع.

الحرب الحالية حرب ذكية تجمع بين الحرب التقليدية والناعمة، والجزء الناعم أكثر وضوحاً اليوم وهو ما يعرف بالحرب المعرفية. تكرار الحديث عن "الهجوم قادم" هو محاولة لزعزعة استقرار المجتمع وزيادة التضخم وتشويش الاستقرار الاقتصادي. هذا جزء من الحرب المعرفية، ويجب أن يكون الشعب واعياً لها. وإذا فُرضت حرب علينا، فدورنا العسكري هو الدفاع عنها، كما فعلنا في الحرب التي استمرت 12 يوماً وأجبرنا الخصم على قبول وقف إطلاق النار.

نوصي الناس بمواصلة حياتهم الطبيعية دون الانخداع بالدعاية النفسية للعدو.

التحركات العالمية ضد الصهاينة ستستمر

سؤال: ماذا عن أسطول "الصمود العالمي" الذي هاجمه الكيان الإسرائيلي واحتجز المشاركين؟

وزير الدفاع: بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة، تم وضع قوانين ومواثيق دولية، وتم إنشاء مكاتب لتطبيقها في البلدان. لكن إسرائيل في العامين الماضيين انتهكت كل هذه القوانين، بدعم من الولايات المتحدة، وحتى المحكمة الدولية في لاهاي لم تكن محمية من العقوبات الأمريكية.

هذا الأسطول يمثل إرادة المجتمع الدولي ضد الإبادة الجماعية والحصار الغذائي في غزة، لكن إسرائيل تصرفت بشكل مخالف لكل القوانين، دون أي خطوط حمراء لنفسها. العالم أصبح مدركاً تماماً لهذا التهديد الكبير، وستستمر التحركات ضد الصهاينة بلا شك.

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة