"معهد وايزمن... عقل إسرائيل العلمي"... تحت مرمى الصواريخ الإيرانية
النواة الأولى الأهم للبحث العلمي في الكيان الإسرائيلي، أسقطت عليه إيران صواريخها المتطورة، فجعلته رماداً كما بقيت الأهداف...
في واحدةٍ من أكثر الضربات دقّةٍ وذكاءٍ في تاريخ الصراع غير التقليدي بين إيران والكيان الإسرائيلي، وجّهت الجمهوريةُ الإسلاميةُ صفعةَ مدويّةَ لما يُعرف بـــ«عقل إسرائيل العلمي»…
معهد وايزمن... ليس مبنىَ عادياً
معهد وايزمن في مدينة رحوفوت، هو النواةُ الأهمُ للبحث العلمي في الكيان الإسرائيلي، ومنذ تأسيسه ارتبط بالبرنامج النووي العسكري الإسرائيلي، عبر علمائِه وخبراتِه وتقنياتِه.
ومن هذا المعهد انطلقت أولى الدراساتِ التي مهّدت لبناءِ مفاعلَ ديمونا، وتطويرِ المواد الانشطارية، وتقنياتِ الدفع النووي.
وفي الخامس عشر من حزيران، اجتازت صواريخُ إيران الحواجزَ والمضاداتِ والقِبب، واخترقت عمقَ "تل أبيب العلمية"، لتُسقط قنبلةَ على رأس المشروع الاستراتيجي الإسرائيلي.
صاروخ واحد فقط – وربما أكثر – أصاب مباني الأبحاثِ الحيوية داخل المعهد، وألحق دماراً واسعاً في 45 مختبراً، بما فيها مختبراتِ فيزياء حيوية وأخرى في الهندسةِ الوراثية والذكاء الاصطناعي.
الكيانُ الإسرائيلي إعترف... نعم، اعترف بخسائرَ قاربت نصف مليار دولار، واعترف بتوقّف 44 فريقاً بحثياً عن العمل، واعترفَ بتدمير آلاف السُلالات الجينية النادرة، وخطوطٍ خلويةٍ كان يُراد استخدامها في أبحاثٍ دفاعية.
لكن الأهم من ذلك… أن الكيانَ الإسرائيلي اعترف أن إيران نجحت حيث لا يجب أن تنجح.
ضربت العصبَ، لا العضلات
وأعادت عجلةَ البحثَ النووي الإسرائيلي سنواتٍ إلى الوراء.
لم تكن هذه الضربةُ انتقاماً. كانت رسالة... تقول فيها طهران: إذا امتدت أيديكم إلى علمنا، فنحن نملك القدرة والعزيمة على ضرب علمكم في قلب "تل أبيب".
إيران أثبتت اليوم، أنها ليست فقط تردّ… بل تبادر.
وأنها لا تملك فقط اليدَ العسكرية، بل اليدَ الاستراتيجية، التي تعرف متى وأين وكيف تضرب… وتوجِع...
ربما لم يخسر الكيانُ الإسرائيليُ عالماً اليوم… لكنه خسر سنواتٍ من التراكم العلمي، وخسر وهم الحصانة. وهذا، في ميزان الردع، أكثر إيلاماً من أي صاروخ....
إنتهى/
