تقرير تسنيم.. الجفاف في العراق: دجلة والفرات ورقة ضغط بيد أنقرة ضد بغداد

الكاتب والصحفي رحيم المندلاوي تحدث لوكالة تسنيم قائلاً: "كل أسباب الأزمة سياسية وعسكرية، فتركيا عندما تختلف مع العراق في موقفٍ ما، تستخدم ورقة المياه سلاحاً لمعاقبته. كما كان النفط في السابق سلاحاً، أصبح الماء اليوم سلاحاً أقوى، لأن النفط يمكن تعويضه بالغاز أو الكهرباء، أما الماء فلا بديل عنه."

.

وأضاف أن السياسات المائية التركية تجاه العراق، ولا سيما بناء عشرات السدود عند منابِع نهري دجلة والفرات، أسهمت في تقليص حصة العراق المائية، مشيراً إلى أن ذلك ترافق مع حملات إعلامية مضللة تحاول إلقاء اللوم على إيران لصرف الأنظار عن السبب الحقيقي.

الشيخ عبد الصمد الزركوشي، مستشار النائب الأول لرئيس مجلس النواب، قال في حديثه لتسنيم: "مسألة المياه بالنسبة للعراق مسألة شائكة للغاية، لأن أغلب مصادر المياه تأتي من تركيا، التي ضربت بالمعاهدات الدستورية والمواثيق الدولية عرض الحائط، ولا تعترف بها. بينما تقتضي العدالة أن تُوزَّع الموارد المائية بين الدول وفق اتفاقيات دولية ومعاهدات كميثاق الأمم المتحدة."

وأكد الزركوشي أن الأزمة تتطلب إجراءات فعلية وحلولاً واقعية لتغيير هذا الواقع المؤلم وتجنب أضرار قطع المياه عن الشعب العراقي.

من جانبه، قال صباح زنغنه، رئيس مركز خبراء الدراسات الاستراتيجية، لتسنيم: "العراق يعتمد بدرجة كبيرة على مياه دجلة والفرات، وهذا يجعله عرضة لضغوط دبلوماسية متزايدة، خصوصاً ونحن مقبلون على موجات جفاف وتطرف مناخي ومشكلات بيئية كبيرة. للأسف، بقيت الأمور معلقة حتى الآن دون حلول حقيقية."

ودعا زنغنه إلى ضرورة إبرام اتفاقيات طويلة الأمد ذات ضوابط قانونية واضحة، وبمشاركة أممية، للحيلولة دون تكرار مأساة الجفاف التي ضربت العراق في سبعينيات القرن الماضي، محذراً من أن دجلة والفرات قد يتحولان في المستقبل إلى جدولين صغيرين إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

وفي ظل تصاعد الأزمة، يطالب المواطنون الحكومة بحلول جذرية ومحاسبة المسؤولين عن تفاقم شح المياه، في وقتٍ باتت فيه أصوات العطش أشدّ من حرارة صيف العراق وسخونة الأوضاع السياسية في المنطقة.

أحمد الساعدي – وكالة تسنيم الدولية – بغداد

/انتهى/