عراقجي: استمرار جرائم الصهاينة يعني استمرار انعدام الأمن والتوتر في المنطقة
قال وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي إنّه "ما لم يُحلّ موضوع فلسطين بشكل عادل، ويُمنح الفلسطينيون حق تقرير مصيرهم، وتُوَقَف الجرائم الصهيونية بحقهم، فلن تنعم منطقتنا بالأمن والاستقرار، ولن يتحقق السلام".
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مأدبة الغداء التي جمعت قادة دول "بريكس" على هامش القمة السابعة عشرة، حيث تناول فيها تطورات القضية الفلسطينية، مضيفًا: "نعلم جميعًا أنه ما لم يُحلّ موضوع فلسطين حلاً عادلاً، وما لم يُمنح الفلسطينيون حقهم الطبيعي في تقرير المصير، وما لم تتوقف الجرائم الصهيونية بحقهم، فإن التوتر وانعدام الأمن سيستمران في منطقتنا، ولن يتحقق السلام والاستقرار".
وأضاف عراقجي أنّ "حلّ الدولتين الذي تكرّر الحديث عنه منذ سنوات لم يفضِ إلى نتيجة، والجميع بات يعلم أن الكيان الإسرائيلي هو العائق الأكبر أمام تحقيقه".
وتابع: "لكن الأهم من ذلك أن ما يُقترح اليوم كـ'دولة فلسطينية' لا يتعدى كونه بلدية، دولة بلا حدود محترمة، بلا سيادة، بلا سلطة حقيقية أو إرادة مستقلة... دعونا نكون واقعيين وننظر إلى الحقائق كما هي".
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى موقف بلاده التاريخي من القضية الفلسطينية، قائلاً: "منذ أكثر من 8 عقود، كانت إيران ترى أن حل الدولتين ليس حلاً حقيقيًا. ففي عام 1948، صوّت ممثل إيران ضد قرار تقسيم فلسطين، محذرًا من أنكم تخفون النار تحت الرماد".
وطرح عراقجي الرؤية البديلة التي تتبناها إيران، موضحًا: "الحل العادل من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو إجراء استفتاء يشارك فيه جميع السكان الأصليين لفلسطين – من مسلمين ومسيحيين ويهود – لتحديد مستقبلهم. وهذا ليس حلًا خياليًا، فجنوب أفريقيا خرجت من نظام الفصل العنصري ليس بالتقسيم إلى دولتين، بل عبر الديمقراطية والتعايش في دولة واحدة. الآن، يعيش البيض والسود بسلام تحت نظام ديمقراطي يرضي الجميع".
وأكد عراقجي أن: "هذا النموذج يجب أن يُطبق في فلسطين كذلك. حلّ الدولتين لم ينجح ولن ينجح، كما فشل في الماضي. الحل الحقيقي هو تشكيل دولة ديمقراطية واحدة يعيش فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون بسلام، ويُضمن فيها العدل، لأن من دون عدالة، لن تُحلّ قضية فلسطين، ومن دون حلّ هذه القضية، لن تُحلّ مشاكل منطقتنا".
وختم بالقول: "لهذا السبب، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُبدي تحفظها رسميًا على ذكر حلّ الدولتين في البيان الختامي لقمة قادة بريكس، وستقوم بتسجيل هذا التحفّظ رسميًا من خلال مذكرة رسمية".
/انتهى/