إسلامي: لم يحدث أي تسرّب إشعاعي نووي ولا داعي لقلق المواطنين
نفى نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، وقوع أي تسرب إشعاعي، مؤكداً أن جميع المنشآت النووية تعمل وفقاً للمعايير والضوابط الأمنية، ولا يوجد ما يدعو لقلق المواطنين.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إسلامي قال في تصريح له: "جميع المواقع التي استهدفها الكيان الصهيوني المجرم، هي مواقع مسجّلة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتخضع لإشرافها المباشر. وبحسب القوانين والقرارات الدولية، فإن مهاجمة هذه المنشآت محظور، وهذا الحظر يُعدّ قاعدة قانونية مقبولة ومعترفاً بها دولياً. ومع ذلك، انتهك هذا الكيان البغيض كل تلك القوانين، ومن خلال مهاجمته لمنشآتنا النووية، كشف عمّا كنا نقوله دائماً: أن الحديث عن "قنبلة نووية" ما هو إلا ذريعة لضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأضاف: "منذ سنوات وهم يختلقون ملفات ضد بلادنا بادعاءات كاذبة ومزاعم عن قدرات خفية. وبذريعة تلك المزاعم، فرضوا عقوبات ظالمة وغير قانونية، وشدّدوا الضغوط، وفرضوا رقابة صارمة وعمليات تفتيش موسّعة، حتى وصل الأمر اليوم إلى مراقبة شبه دائمة على مدار الساعة. ومع ذلك، لا يزالون ينشرون الأكاذيب ويثيرون الشكوك حول البرنامج النووي الإيراني، وكأن إيران تسعى إلى تصنيع أسلحة نووية".
وتساءل نائب رئيس الجمهورية: "الآن وقد تعرّضت منشآتنا النووية لهجوم، لماذا لا نسمع صوت اعتراض من الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ أليست قوانينها وأنظمتها الأساسية تحظر مثل هذه الاعتداءات؟ أين هو المدير العام للوكالة الذي قدّم خدمات كبيرة لصالح الكيان الصهيوني والأجانب من خلال تقاريره المغلوطة وساهم في خلق أجواء معادية ضد إيران؟ لم تُظهر أي من تقارير المفتشين ارتكابنا لمخالفة، ومع ذلك ما زالوا يواصلون سعيهم لمنع إيران من الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة".
وقال إسلامي إنهم "يعادون تطور ورفاه الشعب الإيراني"، وأضاف: "لقد اتضح الآن أن المنظمات والقوانين الدولية ليست سوى أدوات بيد نظام الهيمنة، ولا تعير أي اهتمام للحقوق الحقيقية للدول. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اعتماداً على قدراتها الذاتية وجهود علمائها، تمكنت من تحقيق هذه الإنجازات. وأنتم الذين تغتالون علمائنا أثناء نومهم، لا تظنوا أن استشهاد بعضهم سيوقف مسيرة هذا الشعب. شعب إيران شعب عزيز وقوي، وقد وصل إلى هذه المكانة بالكفاح والعمل الجاد. أنتم لا تستطيعون تحمّل التقدّم العلمي والتكنولوجي لإيران، وهذه هي الحقيقة التي تؤلمكم".
وأشار إلى استهداف الكيان الصهيوني لمفاعل "خنداب" قائلاً: "منتجات منشأة الماء الثقيل في أراك تُستخدم في المجالات الصحية والطبية. على سبيل المثال، يحتاج جهاز التصوير الطبي PET Scan الذي يستخدمه المواطنون إلى نظير الأوكسجين-18، الذي يُستخدم في التصوير الطبي. الآن أنتم تهاجمون مركزاً يعمل في مجال الأبحاث الدوائية الإشعاعية الطبية. هذا الهجوم يدل بوضوح على أن نيتكم ليست خدمة البشرية بل معاداتها".
وشدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قائلاً: "عزيمة وشجاعة وجهود قواتنا المسلحة ستمنع، بكل فخر وحزم، أن تنجح اعتداءات الكيان الصهيوني على هذا البلد. شعب إيران مستعد للتضحية بروحه من أجل وطنه، وشعار (إيران، جسدي، وطني) هو تعبير صادق عن قناعة الشعب".
وفيما يخص موقف إيران من الوكالة الدولية، قال: "لم نعد نثق بالوكالة ولا بعمليات التفتيش التي تقوم بها. لقد وجهت رسالتين إلى السيد غروسي، بدعم من وزير الخارجية، أوضحت فيهما أننا، بالنظر إلى الظروف الحالية، وانحيازه الواضح، وتأخيره في اتخاذ المواقف، سنقوم بمتابعة الملف قانونياً. وقد أُشير في الرسالة إلى أن عليه إدانة هذه الهجمات، وإذا لم يفعل، فإن عواقب قراراتنا ستكون من مسؤوليته هو والوكالة".
وأضاف: "ما هي تلك العواقب؟ الأمر الأهم هو أننا لم نعد نثق بالوكالة وعملياتها، لأن كل تلك الأدوات كانت تخدم التجسس لصالح الكيان الصهيوني. وهناك ملاحظات أخرى سأذكرها في وقت لاحق".
وفي ما يخص احتمال حدوث تسرّب إشعاعي، أوضح نائب الرئيس: "لقد أصدرنا عدة بيانات، وسنواصل التوضيح أن هذه الحوادث، بحمد الله، لم تؤدّ بأي شكل إلى تسرب إشعاعي. منشآتنا محمية بالكامل، وتعمل وفق المعايير والنظم الأمنية. لم يحدث أي تسرّب، ولا داعي لقلق المواطنين. تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين البيئة، وتُجرى حالياً التقييمات في المناطق المتضررة. وقد تم منذ البداية التخطيط المسبق لاستعادة الأمور سريعاً، حتى لا يتوقف سير الإنتاج والخدمات. وكل شيء يسير بشكل جيد، ولا داعي للقلق".
وأردف: "رغم كل ما حدث، فإن عجلة الإنتاج والخدمات لا تزال مستمرة، ويتم إرسال المنتجات إلى المستشفيات. بينما تقوم بعض وسائل الإعلام الأجنبية، بأموال الأعداء، ببث الدعاية السلبية. هؤلاء مرتزقة يخدمون العدو بأقلامهم ومنابرهم. باعوا ترابهم وشعبهم مقابل ثمن بخس. لكن شعب إيران واعٍ وبصير. قد يشعرون بالألم والضيق، وهذا أمر طبيعي، لكنهم لن يسمحوا للعدو أن يعتدي على وطنهم. إنهم واقفون بثبات، وأنا أفتخر بهم. لقد دافعوا دائماً عن بلدهم بصبر وعشق، وكما رأينا في الأيام الماضية، تعاونوا بشكل فعّال مع القوات الأمنية التي تمكنت من كشف شحنات العدو وتوجيه ضربة قوية له".
/انتهى/