إيرواني: أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني قُتلوا أو أُصيبوا على يد إسرائيل
قال أمير سعيد إيرواني، سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة، إن تكرار نفس النمط والسياسات المعتادة للكيان الإسرائيلي في قتل الأطفال، الذي طال هذه المرة أطفالًا في إيران، يضع هذا الكيان أمام مسؤولية كاملة عن جرائمه، خصوصًا سياساته ونهجه في استهداف الأطفال.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إيرواني، أضاف خلال كلمته يوم الخميس (بالتوقيت المحلي) في الجلسة العلنية لمجلس الأمن الدولي التي عُقدت تحت عنوان: "الأطفال والنزاعات المسلحة"، أن العالم شهد في الأسابيع الأخيرة، بحزن وغضب، تكرارًا لنفس النموذج المعتاد من سياسات القتل التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي، وهذه المرة في إيران. فقد استهدف هذا الكيان، ضمن عدوانه الوحشي على بلدي، منذ 13 يونيو، المدنيين بشكل متعمّد، وقتل عشرات الأطفال، بمن فيهم رُضَّع لا تتجاوز أعمارهم الشهرين.
وأشار سفير إيران لدى الأمم المتحدة إلى أن الجرائم المروّعة والهجمات الواسعة والمنظمة التي ينفذها هذا الكيان المحتلّ في المنطقة آخذة في التزايد، وهذه تمثّل إنذارًا عاجلًا جدًا للمجتمع الدولي، وتُظهر بوضوح الخطر والتهديد الجدي الذي يشكّله الكيان الإسرائيلي على حياة الأطفال وسلامتهم ورفاههم وأمنهم. ومع ذلك، فإن هذا الكيان سيتحمّل كامل المسؤولية عن جرائمه، لا سيما السياسات والممارسات التي تستهدف الأطفال.
النص الكامل لكلمة السفير والمندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة الرئيسة، أشكركم على عقد هذه الجلسة العلنية السنوية المهمة، كما أعبّر عن امتناني للمقرّرين على مساهماتهم.
يؤسفني القول إن القانون الدولي الإنساني ما يزال يُنتهك بشكل منظم وواسع، ويواصل الأطفال تحمّل العبء الأكبر من الحروب التي لم يكونوا طرفًا في إشعالها ولا أرادوها يومًا.
فالنزاعات المسلحة تُعرّض حياة الأطفال وسلامتهم للخطر، وتترك تأثيرات واسعة، قصيرة وطويلة الأمد، على صحتهم وتعليمهم ونموّهم ومستقبلهم. إن الالتزام بالقانون الدولي الإنساني من أهم الواجبات التي يجب على الجميع التقيد بها لضمان الحماية الفاعلة للأطفال.
السيدة الرئيسة،
استنادًا إلى تقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من خمسين ألف طفل فلسطيني قد قُتلوا أو جُرحوا منذ عام 2023 على يد الكيان الإسرائيلي.
لقد بلغ حجم الوحشية لدى هذا الكيان درجةً دفعت إلى ظهور مصطلح جديد هو: "الطفل الجريح الذي لا أسرة له"؛ وهو يشير إلى الأطفال الفلسطينيين الذين أصيبوا بجروح، بينما قُتل جميع أفراد أسرهم.
وإلى جانب الهجمات المتعمدة على الأطفال وعلى أهداف مدنية أساسية مثل المدارس والمستشفيات، حُرم مئات الآلاف من الأطفال عمدًا من الحصول على الغذاء والماء والدواء وغيرها من الخدمات الأساسية.
وحاليًا، يعاني عدد كبير من هؤلاء الأطفال من الجوع المتعمّد، الذي يستخدمه الكيان الإسرائيلي كأداة حرب، ويواجهون خطر الاستهداف حتى أثناء وقوفهم في طوابير الحصول على المساعدات الإنسانية.
السيدة الرئيسة،
في الأسابيع الأخيرة، شهد العالم مجددًا، بحزن وغضب، تكرار السياسات الممنهجة المعتادة للكيان الإسرائيلي في قتل الأطفال، وهذه المرة في إيران.
ففي عدوانه الوحشي ضد بلدي، استهدف الكيان الإسرائيلي، منذ 13 يونيو، المدنيين عمدًا، وقتل عشرات الأطفال، بمن فيهم رُضَّع لا تتجاوز أعمارهم الشهرين.
إن جرائم هذا الكيان المحتلّ المروّعة وهجماته الواسعة والمنظمة في المنطقة آخذة في التصعيد، وهذه تمثل تحذيرًا عاجلًا جدًا للمجتمع الدولي، وتظهر بوضوح الخطر والتهديد الذي يشكّله الكيان الإسرائيلي على حياة الأطفال وسلامتهم ورفاههم وأمنهم.
ومع ذلك، فإن هذا الكيان سيتحمّل كامل المسؤولية عن جرائمه، لا سيما سياساته وممارساته في استهداف الأطفال.
السيدة الرئيسة،
في الأسبوع الماضي، تم إدراج الكيان الإسرائيلي مجددًا في "القائمة السوداء" للأطراف التن ترتكب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة، وهي قائمة تندرج ضمن أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ورغم أن هذا الإجراء يُعد خطوة أولية وضرورية، إلا أنه غير كافٍ أبدًا ولا يتناسب مع حجم الجرائم لوقف سياسة استهداف الأطفال من قبل هذا الكيان.
وعلى هذا المجلس الرفيع أن يتحمل مسؤولياته لإنقاذ حياة الأطفال دون تأخير، وأن يتخذ على الفور إجراءات تنفيذية وحازمة ضد الكيان الإسرائيلي قاتل الأطفال.
ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية أعاقت كافة الجهود التي بذلها مجلس الأمن لحماية الأطفال الفلسطينيين، فإن الاستسلام لهذه المعايير المزدوجة والمنافقة أمر مرفوض. ويجب استخدام جميع الطرق القانونية لحماية الشعب الفلسطيني، ولا سيما أطفاله.
وفي الختام، السيدة الرئيسة، أرفض بشكل قاطع الادعاءات التي لا أساس لها، والكاذبة، والمصطنعة، التي أطلقها أمس ممثل الكيان الإسرائيلي قاتل الأطفال ضد بلدي في هذه الجلسة. لم يكن أمام هذا الكيان إلا اللجوء إلى الأكاذيب ونشر المعلومات المضللة أمام هذا المجلس، لكن هذه الادعاءات لا تستحق حتى الرد؛ فالحقيقة تتحدث عن نفسها.
شكرًا لكم.
/انتهى/