"إسرائيل تقتل الإعلاميين"...الأصوات الحرة تلتقي في بيروت تضامناً مع الإعلام الإيراني
تحت شعار "إسرائيل تقتل الإعلاميين" شهدت العاصمة اللبنانية بيروت يوم أمس لقاءاً تضامنياً موسّعاً مع الإعلام الإيراني، شارك فيه عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية والنقابية اللبنانية والعربية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات إعلامية، وهيئات حقوقية، ونقابات دفاع عن الصحفيين، وشخصيات برلمانية ودينية.
عكس اللقاء، الذي انعقد في منطقة بئر حسن في بيروت، حجم الغضب المتراكم في الأوساط الإعلامية والحقوقية جراء التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد الإعلاميين في ساحات المواجهة، لا سيما في فلسطين ولبنان وإيران.
الافتتاح: وقفة رمزية أمام العدوان على الإعلام
بداية هذا اللقاء كانت مع النشيد الوطني اللبناني، ثم جرى عرض وثائقي مؤثر يرصد بالصورة والشهادات الحيّة الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الإعلام الإيراني، حيث قُصفت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في طهران، ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من الإعلاميين.
ممثل وزارة الإعلام اللبنانية: الإعلام والصوت والكلمة معركة مستمرة بوجه الاحتلال
الكلمة الأولى كانت لممثل وزارة الإعلام اللبنانية الأستاذ خضر ماجد كلمة الوزارة، حيث عبّر عن تضامن لبنان الكامل مع الإعلام الإيراني وسائر المؤسسات الإعلامية الحرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً " ما يعانيه الإعلام اللبناني من استهداف وقمع وتشويه، هو ذاته ما تعانيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووسائل إعلامها التي تقوم بدور محوري في نقل الحقيقة، خاصة في غزة، حيث يسقط الإعلاميون شهداء الكلمة والصورة".وشدد ماجد على أن الهجمة الإسرائيلية ليست موجّهة ضد مؤسسة بعينها، بل ضد كل صوت حر ينقل الحقيقة ويواجه المشروع الصهيوني بالحق والكلمة والصورة، مؤكداً التزام لبنان الأخلاقي والمهني بدعم الإعلام المقاوم.
إبراهيم الموسوي: الإعلام المقاوم يصنع الوعي، وصوت المقاومة في قلب المعركة
رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب إبراهيم الموسوي، اعتبر أن المعركة اليوم تتعدى الطابع العسكري الميداني إلى معركة إعلامية بامتياز، حيث أصبحت الكلمة الحرة هدفاً مباشراً، شأنها شأن أي موقع عسكري، قائلاً الإعلام المقاوم لا ينقل الحدث فقط، بل يصنع الوعي ويؤسس للرأي العام المقاوم، ولذلك يُستهدف ويُلاحق ويُغتال"، ووصف ما يتعرض له الإعلام الإيراني من اغتيالات وقصف ومضايقات بأنه جريمة مركبة بحق الحقيقة والإنسانية، داعياً إلى تحرك قانوني دولي واسع لكشف هذه الجرائم وتوثيقها وملاحقة مرتكبيها أمام العدالة الدولية.
الشيخ ناصر أخضر: إيران تخوض معركة شاملة ضد منظومة الظلم والعدوان نيابة عن كل أحرار العالم
وكيل الأمين العام لإتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الشيخ ناصر أخضر شدّد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تخوض معركة شاملة ضد منظومة الظلم والعدوان نيابة عن كل الأحرار في هذا العالم، قائلاً: "الإعلام الإيراني يقف في وجه أعتى أنظمة التزوير والتضليل، علينا جميعاً دعمه لأنه يقاتل من أجل الكرامة الإنسانية، وينتصر للمستضعفين". كما أكد أن الإعلام المقاوم رغم الاستهداف، يواصل الصمود بوجه التشويه والمنع والحصار الرقمي الذي تمارسه المنصات العالمية، لأن رسالته لا تقوم على الكراهية بل على كشف الحقيقة.
إبراهيم فرحات: الإعلام الإيراني نموذج أخلاقي وإنساني لدولة القيم
أما رئيس المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية ومدير عام قناة المنار إبراهيم فرحات، فقد إعتبر أن استهداف هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يشكل حلقة في مسلسل طويل من استهداف الإعلام المقاوم الممتد من لبنان إلى فلسطين وسوريا واليمن.وقال: "نقف اليوم مع الإعلام الإيراني ومع الإعلاميين الثابتين في مواقعهم الذين يواجهون جبهة الباطل لإعلاء كلمة الحق"، مضيفاً "إيران اليوم تمثل نموذجاً أخلاقياً وإنسانياً لدولة القيم، ولهذا تتعرض لهذا الاستهداف المتواصل".
ناصر قنديل: فلسطين كلمة السر في كل العدوان
بعدها كانت الكلمة لرئيس تحرير صحيفة البناء الإعلامي ناصر قنديل حيث وصف فيها فلسطين بأنها "كلمة السر" وراء كل الاستهدافات التي تطال قوى المقاومة، وقال:"دمّروا ضاحيتنا وجنوبنا وبقاعنا وقتلوا قادتنا وكلمة السر هي فلسطين. واليوم يقصفون طهران ويغتالون العلماء ويستهدفون الإعلاميين… وكلمة السر لا تزال فلسطين".وخصّ قنديل الإعلامية سحر إمامي بتحية خاصة معتبراً إياها شاهدة حية على التحدي الإعلامي في وجه آلة البطش الإسرائيلية.
غسان ريفي: الإعلام المقاوم جبهة كاملة المواجهة
بدوره، رأى ممثل نقابة محرري الصحافة اللبنانية الإعلامي غسان ريفي أن استهداف الإعلاميين يأتي ضمن سياسة صهيونية قديمة لمحاربة الحقيقة وإخفاء جرائم الاحتلال، قائلاً: "بالمقاومة الإعلامية نفضحهم، وبالصوت نُضعفهم، وبالصورة نكسر كبرياءهم. ولهذا السبب أصبح الإعلام المقاوم هدفاً لإسرائيل". وأكد أن كل من يحمل الهاتف ويوثق العدوان هو جندي في معركة الكلمة.
غسان جواد: إيران الحصن الداعم للبنان وفلسطين واليمن وسوريا والعراق
اللقاء الإعلامي الوطني قدّم كلمة ألقاها الإعلامي غسان جواد مؤكداً أن ما تتعرض له إيران هو استهداف مباشر لكرامة كل شعوب المنطقة الحرة، مشدداً على أن إيران تقاتل دفاعاً عن لبنان وفلسطين واليمن وسوريا والعراق، لأنها دولة تقف في وجه مشاريع الهيمنة والنهب الغربي.
محمد الزبيدي: الإعلام المقاوم الصوت الناطق للجبهة العسكرية
من اليمن ألقى الإعلامي اليمني محمد الزبيدي من شبكة المسيرة كلمته معتبراً أن استهداف الإعلام الإيراني دليل عجز الاحتلال أمام الكلمة الحرة التي تعزز وعي الأمة وتكشف حملات التضليل الإعلامي الغربي، مؤكداً أن معركة الإعلام جزء لا يتجزأ من المعركة العسكرية، داعياً إلى دعم الإعلام المقاوم في وجه الهجمة الشاملة التي يتعرض لها.
هلا حداد: معاً لتشكيل تحالف إعلامي دولي لكسر الحصار والتعتيم على الجرائم
بدورها دعت الإعلامية هلا حداد بإسم نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع في لبنان إلى تشكيل تحالف إعلامي دولي أوسع لكسر التعتيم على جرائم الاحتلال بحق الإعلاميين، مؤكدة أن اللحظة تتطلب تضامناً عملياً يتجاوز البيانات التقليدية إلى فعل ميداني يحمي الكلمة الحرة من سلاح التصفية الجسدية.
مريم نسر: استهداف الإعلاميين جريمة حرب واستمرار الصمت تواطؤ مع القتلة
من جانبها وصفت ممثلة لجنة دعم الصحفيين مريم نسر الجرائم المرتكبة بحق الإعلاميين بأنها جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وشددت على وجوب إحالة المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدة أن استمرار الصمت الدولي تواطؤ صريح مع القتلة.
رسالة الإعلام الإيراني: لن نتراجع… والكلمة الحرة أقوى من القصف
في رسالة مباشرة من طهران، نقلتها الإعلامية بثينة عليق، أكد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني بيمان جبلي أن الاعتداء الإسرائيلي على الهيئة واستشهاد ثلاثة من الإعلاميين لن يوقف مسيرة الإعلام المقاوم، بل سيزيدها إصراراً على فضح جرائم الاحتلال وتعريته أمام العالم.وقال جبلي: "سنواصل أداء رسالتنا بكشف الحقيقة رغم القصف، وسنبقى صوت المقاومة مهما كانت التضحيات".
جرائم ممنهجة ومستمرة بلا محاسبة… ومتى ستكسر "سياسة الإفلات من العقاب"؟
يأتي هذا اللقاء في ظل استمرار تصاعد استهداف الصحفيين في غزة ولبنان وإيران، حيث وثّقت منظمات حقوقية استشهاد مئات الإعلاميين في السنوات الأخيرة في جرائم استهداف مباشر، دون أي تحرك جدي من المجتمع الدولي لكسر سياسة الإفلات من العقاب التي تتيح للاحتلال مواصلة حربه المفتوحة على الكلمة الحرة.
/انتهى/