مشروع "المليون مستوطن": خطة إسرائيلية متسارعة للضم النهائي تحت غطاء العدوان والتطبيع

مشروع "الملیون مستوطن": خطة إسرائیلیة متسارعة للضم النهائی تحت غطاء العدوان والتطبیع

بينما تتعرض غزة لحرب إبادة ممنهجة تحصد أرواح الآلاف تحت قصف لا يهدأ، تتحرك إسرائيل بوتيرة متسارعة لترسيخ مشروع استيطاني استراتيجي في الضفة الغربية، يهدف إلى تثبيت واقع ديمغرافي جديد يجعل من أي حديث عن دولة فلسطينية أمرًا أقرب إلى الوهم.

 

.

 

فمشروع "المليون مستوطن" الذي يتبناه مجلس "يشع" – الممثل الأعلى لمجالس المستوطنات في الضفة الغربية – لم يعد مجرد طرح سياسي أو أمنية يمينية، بل تحوّل إلى خطة عملية مدعومة بالبنية التحتية، والموازنات، والمواقف السياسية، والأهم: الدعم الأمريكي اللامحدود والتطبيع العربي المتزايد.

 

الضفة الغربية , فلسطين , الكيان الصهيوني , التطبيع , الاستيطان ,

 

إحكام السيطرة وتقطيع الجغرافيا

يرتكز المشروع على توسيع الكتل الاستيطانية وربطها ببنية تحتية متكاملة تشمل شوارع التفافية وخدمات مدنية تجعل المستوطن قادرًا على التنقل من عمق الضفة إلى تل أبيب خلال نصف ساعة. هذه الرؤية لا تهدف فقط إلى تشجيع الاستيطان، بل إلى فرض واقع يجعل تفكيك هذه المستوطنات مستقبلاً شبه مستحيل.

 

الضفة الغربية , فلسطين , الكيان الصهيوني , التطبيع , الاستيطان ,

 

التصور الإسرائيلي يقوم على تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة، بحيث يتم حشر الفلسطينيين في المدن والبلدات الرئيسية، وحرمانهم من الامتداد الجغرافي في الريف والأغوار، في خطوة استراتيجية تمهّد لإنهاء الحلم الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة على حدود 1967.

دعم أمريكي علني وزيارات رمزية

في هذا السياق، جاءت زيارة السفير الأمريكي السابق مايك هكابي إلى مستوطنة "شيلو" في شمال الضفة، كرسالة دعم رمزية لمشروع الضم الفعلي، ومؤشر واضح على الانحياز الأمريكي الذي تجاوز مرحلة الغطاء السياسي إلى المشاركة الفعلية في تثبيت المشروع الاستيطاني.

 

الضفة الغربية , فلسطين , الكيان الصهيوني , التطبيع , الاستيطان ,

 

تزامن الزيارة مع جولة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عدد من الدول العربية، فتح الباب مجددًا أمام استحضار شبح "صفقة القرن" التي روّجت لفكرة التطبيع مقابل التنمية، بينما الواقع الميداني يؤكد أن الصفقة الحقيقية هي توسعة المشروع الصهيوني مقابل الدم الفلسطيني.

التطبيع كغطاء والتواطؤ كواقع

ما يجري في الضفة الغربية لا يمكن فصله عن المناخ الإقليمي المتغير، إذ أن موجات التطبيع العربي مع إسرائيل لم تكن فقط سياسية أو اقتصادية، بل تحولت إلى مظلة إقليمية تسمح للاحتلال بالمضي قدمًا في مشروعه الاستيطاني دون أي رادع.

 

الضفة الغربية , فلسطين , الكيان الصهيوني , التطبيع , الاستيطان ,

 

وفي المقابل، يعيش الفلسطينيون تحت نير قصف متواصل في غزة وعمليات قمع واستيلاء في الضفة، في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ أمريكي مستمر. ما يُعزز الشعور الفلسطيني العميق بأن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية على أجندة العالم، بل تُختصر في مساعدات إنسانية وإدانات شكلية.

مستقبل الضفة تحت التهديد

مشروع "المليون مستوطن" ليس فقط توسعة عددية، بل إعلان واضح عن نية إسرائيلية لإغلاق ملف الضفة الغربية كأرض محتلة قابلة للتحرر. المشروع يقضي على أي إمكانية لحل الدولتين، ويحوّل الضفة إلى ملحق أمني واستيطاني لدولة الاحتلال.

 

الضفة الغربية , فلسطين , الكيان الصهيوني , التطبيع , الاستيطان ,

 

إنه مشروع ضم فعلي يُنفذ على الأرض بالتدريج، ويُغلف بقرارات تخطيطية وعناوين تنموية، لكنه في جوهره خطة إحكام سيطرة وتحويل الفلسطينيين إلى أقلية محاصرة في أرضهم.

وفي ظل الدعم الأمريكي والتقارب العربي الإسرائيلي، بات من الواضح أن معركة الضفة ليست مؤجلة، بل قائمة بصمت، وتحسم عبر الجرافات لا البيانات.

/انتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة