"#من_مكة_لغزة".. نداء النصرة وإعلاء الكلمة من أرض الحرمين
مع بدء موسم الحج وتدفق المسلمين من كافة بقاع الأرض، أطلق ناشطون وصحفيون وعلماء نداءً مفتوحًا يدعو حجاج بيت الله الحرام لتحويل هذا الموسم العظيم إلى منبر لنصرة غزة التي تئن تحت وطأة الجراح والحصار والجوع، والقصف المتواصل منذ ما يقارب 20 شهرًا، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
النداء، الذي حمل وسم #من_مكة_لغزة، انتشر كرسالة مفتوحة موجهة إلى الحجاج والعلماء، يناشدهم فيها أصحاب المبادرة بتحويل موسم الحج إلى منصة تضامن عالمي مع الشعب الفلسطيني في غزة، وخصوصًا في ظل التعتيم الإعلامي والتقاعس السياسي الرسمي في العالمين العربي والإسلامي.
كما طالب النداء الحجاج والعلماء وأحرار الكلمة والموقف بأن لا يكتفوا بالدعاء الصامت، بل أن يتحركوا بمواقف واضحة وهتافات ومطالبات علنية بوقف المجازر، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة.
تحويل المشاعر إلى مواقف"لا يكفي الدعاء بصمت"، هكذا جاء في مقدمة الرسالة التي دعت الحجاج إلى التعبير العلني عن تضامنهم من داخل مكة المكرمة، من خلال الدعاء الجماعي الموثق، ورفع الشعارات، والتقاط الصور والفيديوهات التي توصل صوت الأمة إلى العالم، وتُذكّر الحكومات والأنظمة بواجبها الأخلاقي والديني والإنساني تجاه غزة.
وكتب القائمون على المبادرة: "اجعلوا من مكة منبرًا لغزة، ومن الحج موسمًا للضغط ووقف المجازر. نريدها أكبر حركة تضامن من الحجاج مع غزة. نريد أن يسمع الحُكام صوت الحجيج، لا أن يظنوا أن الحج صمت ومراسم فقط".
الرسالة المفتوحة لم تكتف بمخاطبة الحجاج، بل وجّهت نداءً واضحًا إلى علماء الأمة الإسلامية ودعاتها، داعية إياهم للخروج عن صمتهم، واعتبار ما يحدث في غزة فريضة زمنية لا تحتمل التأجيل.
وأكدت الرسالة أن "الصمت في زمن الإبادة يُعد خيانة"، ودعت إلى مواقف شرعية واضحة تُسمي المعتدي والمجرم، وتُناصر المظلوم من دون مواربة، مشددة على أن واجب العلماء لا ينحصر في الوعظ، بل يمتد إلى الانتصار للحق في وجه القتل والظلم والجوع والحصار.
ويأمل القائمون على هذا النداء أن تسهم التحركات الرمزية والشعبية من مكة المكرمة في تحريك المياه الراكدة، والضغط على الحكومات الخليجية والعربية لاتخاذ مواقف عملية تجاه ما يحدث في قطاع غزة.
النداء تزامن مع تصاعد التحذيرات الأممية من خطر المجاعة الشاملة التي تهدد أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل استمرار الحصار الكامل على القطاع، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية والدوائية، واستهداف المؤسسات الطبية والتعليمية والبنية التحتية.
وحثّ منظمو المبادرة الحجاج على الانخراط الإيجابي في هذه الحملة الرمزية، داعين إلى توثيق المشاهد التضامنية داخل الحرم أو في محيطه، ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين والجهات الفاعلة.
وقالوا أصحاب المبادرة في ندائهم: "افتحوا الكاميرات من أمام الكعبة، وارفعوا لافتة، أو اكتبوا على الرمل، أو حتى همسوا بكلمة دعم. فكل لحظة في مكة ثمينة، وكل وقفة هناك تساوي الكثير أمام شعب يُباد على مرأى من العالم".
صرخة تهز الضمير وتأتي هذه الدعوات في وقت يزداد فيه الضغط الشعبي على الأنظمة العربية والإسلامية، وسط صمت رسمي واسع النطاق، حيث وجه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عدة رسائل للحجاج والعلماء، دعتهم فيه إلى تجاوز لغة الإنشاء إلى الموقف الصريح لنصرة غزة وأهلها.
وفي هذا السياق، دعا الشيخ عصام البشير، وزير الأوقاف السوداني الأسبق، في تصريح سابق: "على من يصعد المنبر أن يُسمّي الظالم باسمه، وأن يدعو الأمة للتحرك بالوسائل السلمية الممكنة نصرة لأهل غزة. هذا أقل ما يُطلب من عالم أو خطيب".
ونشر نشطاء رسمة كاريكاتير تظهر للفنان علاء اللقطة تظهر موسم الحج الذي يرتدي المسلمون فيه لباس الإحرام، بينما يرتدي أهل غزة بالآلاف الأكفان.
ودعا الناشط الفلسطيني محمد غنيم دعا عبر حسابه إلى استثمار موسم الحج، وقال: "للحج رمزيته، وهو موسم تُسمع فيه الأصوات وتُستجاب الدعوات.
إن رفع لافتة من أمام الكعبة، أو توثيق دعاء جماعي لغزة، يمكن أن يُحدث صدى لا يمكن تجاهله."
وأضاف: "في زمن الحرب، لا تُقاس الأمور بالكلمات فقط، بل بالأثر. نحن نريد من الحجاج أن يكونوا صوتًا للمحاصرين، ورسلاً من مكة إلى غزة".
محمد نوفل الهزاع كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (ْX) قائلاً: "أفضل وقت لتعزيز الوحدة الإسلامية وتوحيد الصف هو موسم الحج، لأننا نقدر نوظف اللحظة في دعم فلسطين وأهل غزة بكل قوة وإخلاص".
كما علق السعودي يوسف السهلي بالقول: "في موسم الحج، ملايين الناس يركضون لأداء الفريضة، وأهل غزة يعانوا من الحصار اللي يمنعهم حتى من التفكير في الوصول للكعبة وحنا في السعودية نعيش نعمة ما نستغلها".
وبالإشارة إلى أن غزة لا تطلب من الحجيج سوى دعاء صادق، ووقفة حقّ، ورسالة إلى من لا يزال يملك قرار الحياة والموت فيها، لا تتركوها وحدها في موسم اجتمعت فيه الأمة على كلمة التوحيد، ولتكن من مكة هذه المرة، صرخة تهزّ الضمير وتوقظ الغافلين.
/انتهى/
المصدر : وكالة شهاب