بزشكيان يؤكد على تعزيز التبادلات التجارية بين إيران وأذربيجان
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال لقائه مع التجار ورجال الأعمال الإيرانيين والأذربيجانيين، أن تعزيز التجارة والاستثمار بين الجيران من شأنه أن يُسهم في بناء منطقة يسودها الأمن والثقة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن بزشكيان، صرّح بعد ظهر الاثنين، خلال زيارته الرسمية إلى أذربيجان، أن إيران وأذربيجان "كأسرتين على جانبي جدار واحد" يرتبطان بروابط تاريخية وثقافية وجغرافية عميقة.
وأعرب الرئيس الإيراني عن شكره للحفاوة البالغة التي قوبل بها من نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، مؤكداً أن هذه الروح الإيجابية تمهد لتوسيع آفاق التعاون المشترك بين البلدين.
وأشار بزشكيان إلى القدرات العلمية والاقتصادية والثقافية التي يتمتع بها البلدان، مؤكداً أن تبادل الخبرات والمعارف سيفتح المجال أمام تحقيق منافع واسعة لشعبي البلدين ويمهد الطريق للتنمية المشتركة.
وأضاف أن هناك مجالات متنوعة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران وأذربيجان، قادرة على تعزيز رفاه الشعوب وترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي.
وتطرق الرئيس الإيراني إلى أهمية الممرات الإقليمية، مشيراً إلى أن إيران وأذربيجان تمثلان ملتقى حيوياً بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، ما يتيح فرصاً مهمة لنقل البضائع والمعرفة والتكنولوجيا.
وكشف بزشكيان عن فكرة كانت تراوده منذ أيام دراسته الجامعية، قائلاً: "كنت أتمنى أن يتمكن قطار من التحرك من باكستان مروراً بإيران وأذربيجان، وصولاً إلى تركيا والعراق والسعودية، فما الذي يمنع تحقيق مثل هذه الرؤية؟"
كما شدد على القواسم الثقافية والحضارية المشتركة بين دول المنطقة، معتبراً أن الدول الإسلامية، التي تمتلك إرثاً حضارياً يمتد لآلاف السنين، قادرة على بناء تعاون اقتصادي وعلمي واسع النطاق.
وأكد بزشكيان أن تحقيق هذا الطموح يبدأ بتعزيز التبادلات التجارية والعلمية والثقافية، وهو ما يساهم في انتقال المعرفة والتكنولوجيا، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف أن سوق المنطقة يمتلك إمكانيات هائلة تلبي احتياجات الشعوب المسلمة، ويوفر فرصاً اقتصادية كبيرة لدول مثل إيران وأذربيجان وباكستان وأفغانستان.
كما شدد على أن تحقيق هذه الأهداف مرهون بإرادة الشعوب ونشاط التجار والمستثمرين الذين يمكنهم عبر مشاريع استثمارية مشتركة تمهيد الطريق نحو تعاون إقليمي مثمر.
ودعا بزشكيان إلى تعزيز الترابط الاقتصادي بين دول المنطقة، مشيراً إلى ضرورة فتح قنوات لتبادل الخبرات والعلم والتكنولوجيا.
وأكد أن التعاون الإقليمي يمكن أن يصنع مستقبلاً مشرقاً قائماً على السلام والاستقرار والتنمية، مشدداً على أن شعوب المنطقة قادرة على تأمين أمنها بذاتها دون الحاجة لتدخلات خارجية.
وفي معرض حديثه عن التدخلات الخارجية، حذر بزشكيان من بعض الجهات الساعية لإثارة الفتن بين الجيران، داعياً إلى عدم السماح لهذه المحاولات بإفساد الروابط التاريخية المتينة بين الدول.
وأشار أيضاً إلى وجود بعض الأصوات الداخلية في بعض الدول التي قد تعرقل مسار التقارب، مؤكداً أن الإرادة الشعبية يجب أن تتغلب على هذه العراقيل.
وأكد الرئيس الإيراني أهمية تأسيس شبكة متينة من العلاقات الاقتصادية والثقافية بين دول المنطقة، قائلاً: "إذا تمكنّا من تعزيز التجارة والاستثمار والتواصل العلمي والثقافي، فسنبني منطقة تنعم بالثقة والأمن".
كما أشار إلى لقائه مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، موضحاً أن إيران أكدت استعدادها الكامل للتعاون مع أذربيجان في جميع المجالات، مبرزاً إمكانية أن تصبح إيران وأذربيجان محور ربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران وأذربيجان اليوم في موقع يؤهلهما لتعزيز الاتصالات الإقليمية، مشيراً إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تطوير الطرق والسكك الحديدية والموانئ وتوسيع التواصل التجاري، بالإضافة إلى تفعيل المعابر الحدودية وتسهيل حركة التنقل.
وشدد بزشكيان على أهمية تطوير البنى التحتية البرمجية الخاصة بالاتصالات، معتبراً أن التعاون المشترك بين البلدين يمكن أن يؤدي إلى تصميم أنظمة اتصال حديثة تدفع مسيرة التنمية بثقة وأمان.
كما أكد الرئيس الإيراني ضرورة احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي للدول، داعياً إلى الامتناع عن أي تدخل أو مداخلة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وأعرب بزشكيان عن مشاعر الألفة والقرب التي أحس بها خلال زيارته إلى أذربيجان، قائلاً: "أشعر هنا أنني بين أبناء ثقافتي ولغتي وشعبي، وأنني أعرف طعامهم وعاداتهم، وهو ما يعكس عمق الروابط الوجدانية بين شعبينا، ويجب أن يتجلى هذا التقارب أيضاً في القوانين والأنظمة والعلاقات الثنائية."
وأشار الرئيس الإيراني إلى لقائه صباح اليوم مع سماحة قائد الثورة الإسلامية، ناقلاً تحياته الحارة، ومؤكداً أن قائد الثورة شدد على ضرورة توثيق وتعميق العلاقات بين أبناء الشعبين الإيراني والأذربيجاني.
وأكد بزشكيان إيمانه العميق بضرورة التضامن الإقليمي، قائلاً: "إذا توحدنا، سنتمكن من حل مشكلاتنا والوصول إلى قوى وإنجازات لم يكن خصومنا يتصورونها."
وأضاف الرئيس الإيراني: "يكفينا أن نثق ببعضنا البعض، وأن نتبادل العلم والخبرات والمهارات، لنصنع مجتمعاً موحداً قوياً ومتماسكاً."
وفي ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، شدد بزشكيان على أن الشراكات بين المنتجين والمستثمرين الإيرانيين والأذربيجانيين، ضمن إطار القوانين والأنظمة، ستغني المنطقة عن الحاجة لأي تدخل أجنبي.
وأوضح الرئيس الإيراني أن تحريك عجلة التجارة يعني بالضرورة تراجع الحاجة إلى السلاح والقوى العسكرية، مضيفاً: "التجارة تعني الأمن، التجارة تعني السلام، التجارة تعني الأخوة."
وأعرب بزشكيان عن أمله في مستقبل واعد للعلاقات الثنائية، قائلاً: "يمكننا أن نمضي قدماً في هذا الطريق في إطار القوانين الداخلية للدول وباحترام متبادل، ونعمل معاً على تجاوز القيود والمعوقات."
وفي ختام كلمته، أعرب الرئيس الإيراني عن شكره للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ولجميع من استقبلوه بحفاوة، معرباً عن أمله أن تكون هذه الزيارة بداية لمزيد من التعاون والصداقة بين البلدين.
واختتم بزشكيان خطابه بقراءة أبيات شعرية باللغة التركية من ديوان الشاعر الإيراني الكبير "شهريار"، تعبيراً عن عمق الروابط الثقافية بين الشعبين.
/انتهى/