كاتب عراقي لـ "تسنيم ": الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس جسدان في روح واحدة
اكد الكاتب والسياسي العراقي سليمان الفهد في مقال خص به وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس جسدان في روح واحدة.
وفيما يلي اليكم نص المقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا تَحْسَبَنّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْد رَبّهمْ يُرْزَقُونَ"
(آل عمران/169)
كان الحاج الشهيد قاسم سليماني دور القلب النابض والعقل المفكر للحركات المقاومة في المنطقة ولا ابالغ ان قلت في العالم وكان للشهيد البطل ابو مهدي المهندس دور الإنسان المحب للحرية والعشق للشهادة بمعناها الحقيقي وأبعادها العرفانية والإنسانية، فكل ما وضع الشهيدان السعيدان قدميهما في بلد او منطقة ما في هذه الارض كان هدفهما الحرية للشعوب. فكانت الانتصارات بركة وثمرة من وجودهما الإنساني وروح مقاومتهما حيث صنعا العشق لكل الأمم والشعوب بتضحياتهما في سبيل حياة الآخرين وسعادتهم. قد طهروا سوريا والعراق من داعش بعزيمة واصرار رجال الله المؤمنين وحطما احلام امريكا وبني صهيون وبريطانيا واذنابهم وكل دول الغرب لذلك تم استهدافهما بطريفة بربرية همجية.
إن امتزاج دماء الشهيدين الحاج قاسم والحاج أبي مهدي تأكيد على حقيقة التلاحم الإنساني في مواجهة الظلم والظالمين على هذه الارض ... في مثل هذا اليوم تحققت أمنية اللواء قاسم سليماني فحمل لواء الشهادة كما كان يريد.. فالشهيد الذي شارف على الثانية والستين من العمر قضى اربعين عاماً منه في العمل العسكري وهو ينتقل من جبهة حرب الى اخرى عاش مع ازيز الرصاص وصوت القذائف لم يُغمض له جفن وكان يحلم أن يتقاعد على طريقة زملائه الشهداء وكان له ما اراد.
عام ثمانية وتسعين شكّل تحولاً في حياة "الشهيد الحاج قاسم سليماني" فقد عُيّن قائداً على قوة القدس في الحرس الثوري خلفاً للجنرال احمد وحيدي، ليضع بصماته في اهم التحولات التي شهدتها المنطقة حيث وصفته مجلة نيوزويك الاميركية بأنه قاتل أميركا وهذا وسام شرف له من عدوة الشعوب امريكا.
اما الشهيد القائد الحاج ابو مهدي المهندس كان مطلوبا لدى واشنطن وذلك لاتهامه بقيادة عمليات عسكرية ضد القوات الامريكية، حينها اضطر للتخلي عن منصبه داخل البرلمان، لحين خروج القوات الأميركية من العراق.
وبعد تشكل الحشد الشعبي تم اختيار المهندس كنائب لقائد الهيئة حيث دأب على المشاركة الميدانية في المعارك على كل الجبهات، وكان له الدور البارز في التخطيط والتنفيذ لضرب تنظيم داعش ودحره عن العراق.
اغتيال سليماني والمهندس، ليس حدثاً عابراً. هو قرار اتخذته الإدارة الأميركية بإشعال المنطقة، وفي أقل تقدير، ومحاولة لإعادة الزمن إلى الوراء، ومحو النتائج التي أفرزها صمود محور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن والعراق وفلسطين...
ولكن هيهات لأمريكا ما تحب وتتمنى.
لقد حلقت أرواحهم في سماء واحدة وهما رفيقا الدرب في سبيل الله وكما تعانقت أرواحهم بالدنيا وبسبيل واحد كذالك في إستشهادهم صعدت أرواحهم ومع رفاقهم وهذا إصطفاء من الله بأن جعل إستشهادهم تحمل روح وحدة الأمة الأسلامية عامة وروح المقاومة خاصة.
أن "استمرار النهج الثوري المقاوم للمشروع الأميركي هو أصدق عناوين الوفاء لدماء هؤلاء الشهداء، وأن لا مكان بعد اليوم لأنصاف الحلول أو تدوير للزوايا مع هذا المشروع وإفرازاته في المنطقة، وعلى الأميركي أن يعلم أنه إذا اعتقد واهما أن زمام المبادرة قد أمسى بيده فهو خاطئ حتما، وأن ما أقدم عليه هو إسقاط غبي لقواعد الإشتباك معه، لن يكون في مقدوره، على المدى المنظور، تبيان معالمه الكارثية على استراتيجياته الإستعمارية في المنطقة والعالم.
ان إعصار ما بعد الحدث الاليم لن يكون أقلّ من إزاحة رؤوس الجريمة، والمتسببين بهتك الحرمات... الثأر قادم لا محال ... السلام على ارواح الشهداء يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يعودوا احياء.
كاتب وسياسي عراقي
انتهى/