طائرات اليمن المسيرة منخفضة التكلفة، نقمة على ميزانية إسرائيل
تشير صحيفة كالكاليست إلى أن تكلفة اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية واليمنية قد وصلت إلى مئات الملايين من الدولارات لإسرائيل، وهو مبلغ يفرض ضغطًا اقتصاديًا شديدًا على تل أبيب.
ووفقًا لصحيفة "غلوبز" الاقتصادية الاسرائيلية ايضا انه وعلى الرغم من أن إسرائيل تعلن في كل جولة من المواجهات مع إيران أنها قد صدت معظم الهجمات المسيرة الإيرانية، بما في ذلك أكثر من 99% من الطائرات المسيرة التي أطلقت من طهران، إلا أن الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على مطار رامون ومنطقة إيلات السياحية في جنوب إسرائيل تظهر أن الوضع ليس تحت السيطرة بالكامل، وأن الأضرار الاقتصادية التي وقعت كانت كبيرة.
تواجه الاقتصاد الإسرائيلي أزمة عميقة جراء حرب غزة التي استمرت عامين، وقد رفع الكنيست لهذا النظام يوم الاثنين الماضي سقف عجز الميزانية لعام 2025 من 4.9% إلى 5.2% من الناتج المحلي الإجمالي. تم اتخاذ هذا القرار بسبب الحاجة إلى توفير ميزانية إضافية قدرها 31 مليار شيكل (حوالي 9.35 مليار دولار) للنفقات العسكرية.
القدرات اليمنية والإيرانية منخفضة التكلفة لكنها فعالة
ووفقًا للتقرير، يمتلك الحوثيون القدرة على إنتاج طائرات مسيرة محليًا، لكن معرفتهم الفنية مبنية على النماذج الإيرانية. هذه الوضعية تتيح لهم استخدام وسائل نسبيًا منخفضة التكلفة لتحدي إسرائيل بتكاليف قليلة.
على سبيل المثال، يبلغ سعر الطائرة المسيرة طراز "شاهد 136" حوالي 30 ألف دولار؛ بينما تبلغ تكلفة ساعة طيران لمروحية "أباتشي" لإسرائيل حوالي 7 آلاف دولار، وتكلفة طائرة F-16 المقاتلة حوالي 25 ألف دولار (دون احتساب الذخيرة التي يمكن تقديرها بنصف مليون دولار).
تكاليف باهظة أكثر لإسرائيل؛ دفاع مكلف
في غضون ذلك، فإن نظام "القبة الحديدية" له أيضًا تكاليف باهظة. تبلغ تكلفة اعتراض كل طائرة مسيرة أو صاروخ بهذا النظام حوالي 30 ألف دولار لإسرائيل. هذا النظام غير فعال ضد الطائرات المسيرة منخفضة التحليق، لأن تصميمه مخصص للاعتراض من الأسفل إلى الأعلى.
طائرات "شاهد 136" المسيرة، التي تطير على ارتفاعات منخفضة، وبسرعات بطيئة، وبمقطع راداري صغير، وبدون اتصال مباشر بالمشغل، يجعل مواجهتها أكثر صعوبة لإسرائيل، خاصة عند استهداف أهداف ثابتة مثل المطارات أو الفنادق.
ووفقًا لما كتبه الخبير الاقتصادي في "غلوبز"، بالإضافة إلى "القبة الحديدية"، تستخدم إسرائيل أربعة أنظمة دفاعية أخرى لمواجهة الطائرات المسيرة؛ بما في ذلك المروحيات، ومقاتلات F-16، والحرب الإلكترونية، والبحرية التي تضم سفنًا مجهزة بنظام "C-Dome" (نسخة بحرية من القبة الحديدية) والصواريخ بعيدة المدى "باراك".
وبالتالي، فإن هجمات الطائرات المسيرة اليمنية وحدها خلال الأشهر الماضية كلفت إسرائيل مئات الملايين من الدولارات كتكاليف مباشرة وغير مباشرة؛ لأنه لاعتراض كل طائرة مسيرة، اضطرت إسرائيل لاستخدام أنظمة مثل "القبة الحديدية" بتكلفة حوالي 30 ألف دولار لكل صاروخ، ومقاتلات F-16 بتكلفة طيران تصل إلى 25 ألف دولار في الساعة، وحتى أنظمة "باراك" و"C-Dome" البحرية.
ميزة اليمن وإيران في الحرب الاقتصادية بالطائرات المسيرة
يقول ليئور سيغال، الرئيس التنفيذي لشركة نشطة في تكنولوجيا مراقبة الطائرات المسيرة والأدوات الكهروبصرية، في مقابلة مع "غلوبز"، إن انخفاض تكلفة الطائرات المسيرة ومرونتها التشغيلية ليستا ميزتهما الوحيدة؛ بل إن عدم استعداد إسرائيل لهذه التهديدات الجديدة هو أيضًا ما جعلها تتحمل تكاليف باهظة.
إن تهديد الطائرات المسيرة أحدث نسبيًا قياسا مع تهديد الصواريخ الباليستية التي استعدت إسرائيل لمواجهتها لسنوات، خاصة في المجال البحري حيث لم تتمكن الرادارات وأنظمة الاعتراض بعد من التكيف كاملا مع هذا النوع من التهديدات. هجمات الطائرات المسيرة الحوثية على إيلات وتل أبيب هي أمثلة واضحة على هذا الضعف الدفاعي البحري.
وأوردت "غلوبز" أن الاقتصاد الإسرائيلي، رغم كل قوته العسكرية ومعداته المتطورة، يتحمل الآن خسائر جسيمة أمام تهديدات منخفضة تكلفة الإنتاج والتنفيذ بالنسبة لليمن وإيران. كل إطلاق لطائرة مسيرة، وكل أمر اعتراض بـ"القبة الحديدية"، وكل طيران لمقاتلة، هو تكلفة فلكية تثقل كاهل اقتصاد تل أبيب مرارًا.
هذه الوضعية تظهر أنه في الحرب الحديثة، يمكن لاستخدام معدات هجومية منخفضة التكلفة واستراتيجية "المقاومة" (بدعم من المعرفة الإيرانية والقدرات اليمنية) أن يكونا فعالين للغاية، خاصة في مواجهة اقتصاد يزداد اعتماده يومًا بعد يوم على النفقات الدفاعية.
/انتهى/