لبنان... بين محنتين ومجد لا يُسرق
اجتاح الكيان الإسرائيلي لبنان عام 1982، ودخلت الدبابات وارتكب المجازر وحاول إسكات صوت المقاومة، لكن الشعب... الشعب في لبنان صمد وقاوم وأسس لمقاومة حررت وإنتصرت...فهل سيسرق الكيان مجد لبنان مرة أخرى؟.
هل تغيّر شيء؟
هل تغيّرت الوجوه... أم أن الأقنعة فقط تبدّلت؟
في عام 1982، كانت الخناجر واضحة، وكان الاحتلال يطرق أبواب بيروت بجنازير دباباته، وكان الهدف واضحاً: إسكات المقاومة، وترويض لبنان…
وجعله محمية "إسرائيلية"، تابعة، مكسورة، بلا قرار، بلا كرامة
لكن الشعب... صمد
المقاومة... اشتعلت من تحت الرماد
والأرض... رفضت أن تُستباح
واليوم؟
نفس السيناريو يعود...
بأسماء جديدة، وأدوات محدّثة، ولكن الهدف... لم يتغير...
أميركا تضغط
"إسرائيل" تتربّص
وأصوات في الداخل، بكل وقاحة، تروّج لِلبنان بلا مقاومة
لكن... من قال إننا نسينا؟
من يظن أن ذاكرتنا مثقوبة، فليراجع حساباته جيداً
نحن لم ننسَ صبرا وشاتيلا،
لم ننسَ المجازر، والدماء، والخيانة،
لم ننسَ كيف باع البعض الوطن على مذبح الطائفية، وكيف دفعنا جميعاً ثمن خيانة من خان الوطن
المقاومة؟
ليست بندقية عابرة، ولا فصيل سياسي عابر...
المقاومة هي نبض هذا الوطن
هي كرامة الجنوب، وصمود الضاحية، ووجع الشهداء، ودمعة الأمهات
هي صوت الناس، صدى الرفض، وروح الأرض التي تأبى الذل
تقولون إنكم تريدون لبنان "سيداً حرّاً مستقلاً
لكنكم تنزعون سلاحه، وتربطونه بأوامر السفارات، وتُقسمونه طوائف ومذاهب وولاءات
لبنان لا يُبنى بهذه الطريقة
لبنان لا ينهض بالارتهان، ولا بالحياد الكاذب، ولا بمسايرة العدو
نحن اليوم أمام مفترق طرق:
إما أن نصمد، ونحمي ما تبقى من استقلالنا
وإما أن نُسلّم مفاتيحنا للعدو، ونوقّع بأيدينا على نهاية وطن
وهنا، لا مكان للحياد، ولا وقت للمجاملات
المقاومة ليست عبئاً، المقاومة هي الحياة...
لبنان بلا مقاومة؟
هو لبنان العاجز، المُفرَّغ، القابل للانكسار...
أما لبنان المقاومة؟
فهو لبنان الشامخ، الحر، السيد، الذي لا يخضع ولا يركع...
لهذا... نحن على العهد باقون
لن ننسى، ولن نغفر، ولن نسمح للتاريخ أن يعيد نفسه
لبنان سيبقى...
لا محمية لأحد، ولا تابعًا لأحد
سيبقى وطنًا يرفع رأسه، لا يُطأطئها
فليكتب التاريخ من جديد:
في لبنان... شعب لا يموت
في لبنان... مقاومة لا تنكسر
/إنتهى/