الشيخ ماهر السنوسي لـ تسنيم: إسرائيل هي أصل المشكلة و المعركة معها هي معركة وجود وهُويّة
أكد الشيخ ماهر السنوسي أن غطرسة "إسرائيل" وجرائمها كشفت صورتها في العالم وأصبح الوعي العالمي يزداد يومًا بعد يوم بأن إسرائيل هي أصل المشكلة وأنها كيان عدواني مغتصب وان المعركة معها ليست معركة حدود، وإنما هي معركة وجود وهُويّة ومعركة بين الحق والباطل.
وخلال حوار له مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء بمناسبة اسبوع الوحدة الإسلامية التي انطلقت نشاطاته في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الاسبوع الماضي بمناسبة المولد النبوي الشريف (ص)، وتركيز مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران على القضية الفلسطينية، قال الشيخ ماهر السنوسي: إنّ ما يقوم به الكيان الصهيوني اليوم من عربدة وغطرسة في فلسطين وكامل المنطقة العربية ليس إلا علامةً على ذروة الاستعلاء والظلم، وإذا بلغ الطغيان قمّته فإن سنة الله فيه أن يبدأ انحداره وزواله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ [إبراهيم: 42].
مضيفا أن "تغوّل الصهيونية وتوحّشها اليوم ليس إلا ابتلاءً وزلزلةً للمؤمنين، ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 142]. وفي النهاية لا يكون العاقبة إلا للمتقين: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف: 128]".
ونوه فضيلة الشيخ ماهر السنوسي الى أن: وها نحن نرى بأعيننا أن غطرسة إسرائيل وجرائمها جعلت صورتها في العالم تنكشف، فتحولت تدريجيًا إلى دولة مارقة منبوذة، لا صديق لها ولا ظهير. يزداد الوعي العالمي يومًا بعد يوم بأن إسرائيل هي أصل المشكلة، وأنها كيان عدواني مغتصب، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا، يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ...﴾ [القصص: 4]، ولكن نهايته كانت الغرق والهلاك.
وحول الوعد الإلهي بنصرة المستضعفين الذين يناضلون ضد الظلم والطغيان ومن ضمنهم الشعب الفلسطيني الذي يناضل تجاه الاحتلال الصهيوني ونهاية كيان الاحتلال، قال فضيلته: وعندما يأذن الله بزوال هذا الكيان اللقيط فلن يجد من يدافع عنه، قال تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 45].
واوضح فضيلة الشيخ السنوسي أن المعركة مع الكيان الصهيوني من قبل العالم الإسلامي هي "ليست معركة حدود، وإنما هي معركة وجود وهُويّة، معركة بين الحق والباطل، وقد وعد الله تعالى بالنصر لعباده المستضعفين: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ، وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً، وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 5]".
وأنهى حديثه مع تسنيم بقوله: وهكذا فالتاريخ يثبت أن الطغيان مهما تجبّر لا بد أن يسقط، وأن الأمة إذا صبرت وثبتت وتسلحت بالوعي والإيمان، فإن النصر حليفها، لأن "الحق يعلو ولا يُعلى عليه".
وتجدر الإشارة الى أن فعاليات المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية، أنطلقت يوم الاثنين الماضي في العاصمة الإيرانية طهران تحت شعار "نبي الرحمة والأمة الإسلامية" واستمرت انشطته حتى يوم الأربعاء (10 ايلول/سبتمبر 2025)، بمشاركة أكثر من 80 عالماً بارزاً على مستوى مستشاري الرؤساء والمفتين الكبار ونواب الرؤساء ورؤساء المنظمات الإسلامية الكبرى ورؤساء الأحزاب الإسلامية ورؤساء الوزراء السابقين للدول الإسلامية.
وتعود فكرة انعقاد أسبوع الوحدة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى المبادرة التي أطلقها الإمام الخميني الراحل (رض) في بداية انتصار الثورة الإسلامية في إيران (عام 1979)، ويبدأ كل عام في الثاني عشر من ربيع الأول، ذكرى مولد الرسول الأعظم (ص) حسب المذهب السني ويستمر حتى السابع عشر من ربيع الأول، ذكرى مولد رسول الله (ص) حسب المذهب الشيعي والذي صادف هذا العام من 5 إلى 10 سبتمبر من العام الجاري.
/انتهى/