حين يصبح الطعام أكثر فتكًا من القنابل... غزة تحت الحصار والتجويع

حین یصبح الطعام أکثر فتکًا من القنابل... غزة تحت الحصار والتجویع

ليس نتنياهو وحده، بل كل من يدعمه متواطئ معه، ليس نتنياهو وحده من وضع غزة في قلب الجوع وتآكل الإنسان، بل كل من يقف ساكتاً ويصفق له هو شريك بجريمة الجوع في غزة...

 

.

أيها العالم، أيها الضمير الإنساني، الضمير المفقود...

في قلب الأرض، في قطاع غزة المحاصر، تدور اليوم حرب لا تقصف فيها الطائرات فقط، بل يُقصف فيها الإنسان نفسه، تُقتل فيه الأرواح بالجوع والمرض أكثر مما تُقتل بالقنابل والصواريخ...

منذ السابع من تشرين الأول عام 2023، دخل أهلنا في غزة مرحلة لم يعرفها التاريخ من قبل، مرحلة من المعاناة الإنسانية التي لا تقبل التأجيل أو التبرير.

إنها حرب التجويع، تلك السياسة التي تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي كأداة أساسية من أدوات القتل والتدمير، حيث تُغلق المعابر، وتُمنع المساعدات، وتُدمّر المستشفيات والمخابز، وتُقصف آبار المياه، بهدف قهر السكان المدنيين، دفعهم للانهيار النفسي والجسدي، لإجبارهم على الاستسلام، أو الهروب قسرًا من وطنهم.


في غزة، لا تُستخدم القنابل فقط، بل يُستخدم الجوع كسلاح يًفتك، يقتل ببطء، يهدم الأجساد لكنه لا يكسر العزائم.

المساعدات الإنسانية التي كان من المفترض أن تكون ملجأً للضعفاء، تحولت إلى أداة ضغط سياسية، تُمنع أو تُمنح بحسب المزاج والهدف العسكري، فتتحول من حق إلى منّة، ومن خلاص إلى ابتزاز.

سياسة التجويع هذه ليست حادثة عابرة، بل هي جزء من استراتيجية ممنهجة، سياسات جائرة ومجرمة تخالف كل القوانين الدولية والإنسانية، تنتهك حق الإنسان في الحياة، وتطعن في كرامته، وتدمّر كل مقومات الحياة الكريمة.

هل تصدقون أن ما يحدث يُمارس بإرادة وتصميم، ويُعتبر تكتيكًا عسكريًا مشروعًا؟!

ومع كل هذا الظلم، نجد دعماً داخلياً لهذه السياسة، حيث يؤيد الأغلبية في الكيان منع المساعدات عن غزة، ويرون معاناة الفلسطينيين شيئًا لا يستحق الاهتمام

ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية، بل هو جريمة حرب بكل المقاييس، جريمة تستوجب المحاسبة الدولية، وتطالب بفتح تحقيق فوري، ومحاسبة المسؤولين عن هذه السياسة الوحشية، وإزالة الحصار فورًا، وإيصال المساعدات والدواء والغذاء دون عوائق...

أيها الإنسان في كل مكان

لنقف جميعًا صفًا واحدًا مع غزة، مع أطفالها مع نسائها ومرضاها  مع كل من يكابد الجوع والقهر يومياً

غزة تنادي، وشعبها صامد، والأمل في قلب كل إنسان حر أن تُرفع هذه الجريمة عن شعبها...

لنرفع أصواتنا عالياً، لا للألم ولا للصمت، بل للحق والكرامة والإنسانية...
غزة ليست مجرد مكان على الخريطة، إنها قصة بشر، أحلام تتهاوى، وقلوب تنبض بالأمل رغم كل الجراح....

غزة تنادي، فلنلبي النداء، ونثبت أن الإنسانية أقوى من كل السيوف والقنابل...
وأن صوت العدالة لن يُكتم مهما حاولوا، لأننا معاً... مع الحياة، مع الحق، مع غزة....

/إنتهى/

المواضيع ذات الصلة
المواضيع ذات الصلة
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة