سلاح حزب الله المقاوم: قوة الأرض وحصن الحرية
دخلت هذه المقاومة بعقيدتها وفكرها وصلابيتها كل المنازل والبيوت، وخرج معها الآلاف من المقاومين المجاهدين حاملين معهم رسالة العزم والإيمان، مجاهدين لم تلههم زخارف الدنيا عن واجبهم في الدفاع عن الأرض والشعب.
تسنيم/ أمل شبيب
في قلب جنوب لبنان، هناك، حيث الأرض تنبض بذكريات الشهداء والأبطال، وتهتز الجبال من صرخات الحرية والمقاومة، نشأت بذرة صامدة لم تستسلم للاحتلال. هنا، بين القرى والبيوت المهددة بالقصف، ظهرت روح المقاومة الشعبية التي حملت على أكتافها أمل شعب بأسره، إيمانًا بأن الحرية لا تُعطى بل تُنتزع، وأن الأرض والوطن خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه. هذه الروح، التي تحولت إلى تنظيم منظم، وسلاح يحمي الأرض والشعب، أصبحت رمزًا للشجاعة والتضحية، ودرعًا يحمي لبنان من كل معتدٍ.
بعد نشوءها، دخلت هذه المقاومة بعقيدتها وفكرها وصلابيتها كل المنازل والبيوت، وخرج معها الآلاف من المقاومين المجاهدين حاملين معهم رسالة العزم والإيمان، مجاهدين لم تلههم زخارف الدنيا عن واجبهم في الدفاع عن الأرض والشعب.
كان هؤلاء الأبطال جسوراً بين المجتمع المحلي والمقاومة المسلحة، ينقلون الإيمان بالقضية من بيت إلى بيت، ويزرعون في كل زاوية شعلة الأمل والتصميم على استعادة الحرية والكرامة. أصبح كل منزل يمر به المقاومون جزءا من شبكة الصمود، وكل ساكن يشارك بشكل مباشر في حماية الأرض والهوية الوطنية.
المقاومة الشعبية في جنوب لبنان: البذرة الأولى
قبل نشوء حزب الله، ظهرت المقاومة الشعبية في جنوب لبنان كرد فعل على الاجتياح الإسرائيلي منذ ما قبل العام 1978، كان الأهالي يواجهون القصف والتهجير والملاحقات العسكرية، فشكلوا مجموعات صغيرة لمواجهة الاحتلال وحماية قراهم.
كانت المقاومة المحلية والشعبية بأدواتها وأسلحتها البسيطة هي خط الدفاع الأول للمدنيين، إذ ساهمت بشكل مباشر في تنظيم صفوف الأهالي وحمايتهم من الاعتداءات. ومع مرور الوقت، تحولت هذه الجهود إلى البذور الأولى للمقاومة المنظمة التي شكلت الأساس لتكوين حزب الله، فجاء حزب الله وإلتف حوله الشرفاء من أبناء الوطن.
نساء الجنوب.. صوت المقاومة وسندها الخفي وإرادة من حديد في وجه الاحتلال
لم يكن الرجال وحدهم في ميدان المواجهة، فالنساء في جنوب لبنان لعبن دورًا محوريًا في مقاومة الاحتلال. نساء القرى كنّ في الصفوف الأمامية، يقدمن الدعم اللوجستي للمقاومين، ويحمين بيوتهن وأسرهن. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل شاركن في المواجهة المباشرة مع الجنود الإسرائيليين.
ففي جبشيت والنبطية وقرى منطقة الليطاني وبنت جبيل ومارون الراس، وصور وغيرها من البلدات، كانت النساء يرمين الزيت المغلي والمياه الساخنة من نوافذ البيوت على جنود الاحتلال أثناء مداهماتهم، في مشهد يعكس شجاعة نادرة. هذه الأفعال لم تكن رمزية فقط، بل أربكت العدو وأعاقت تحركاته في الأزقة الضيقة. كما وفّرت النساء المأوى للمطاردين من المقاومين، وحفظن سر السلاح والذخائر داخل منازلهن، ليصبحن شريكات كاملات في صناعة النصر. وهكذا، منذ بداية الإحتلال واعماله الإجرامية في لبنان، أثبتت المرأة الجنوبية أن المقاومة ليست حكرًا على الرجال، بل هي قضية شعب كامل، نساءً ورجالاً، يقفون كتفًا إلى كتف في وجه الاحتلال، والشواهد على هؤلاء النساء كثيرة، ولا يمكن أن نكتب القليل من تاريخ لبنان المقاوم دون أن نتوقف ولو قليلاً عند والدة شيخ الشهداء الشهيد الشيخ راغب حرب الحاجة سكنة، تلك المرأة التي جسّدت هذا المعنى العميق، إذ قدّمت ابنها شهيدًا رافضة كل إغراءات الاحتلال وكل تهديداته.
لم تهتز عزيمتها أمام فقدان فلذة كبدها، بل تحولت كلماتها ومواقفها إلى مدرسة في الصبر والثبات. كانت ترى في استشهاد ابنها انتصاراً أكبر من أي مكسب دنيوي، مؤكدة أن دماء الشهداء هي التي تحفظ الأرض وتصون الكرامة. وبإيمانها العميق زرعت في قلوب النساء والرجال على حد سواء قناعة بأن المقاومة قدر وواجب، وأن التضحية هي الطريق إلى الحرية والسيادة.
الأخضر العربي: الشهيد أمين سعد.. أيقونة بنت جبيل
يحتضن التاريخ في جنوب لبنان أسماء الكثير من الأبطال الذين مشوا على خطى المقاومة حتى قبل تأسيس حزب الله والمقاومة الإسلامية، فالمقاومة كإسم وفعل وُلد من رحم القهر والإعتداءات المتكررة والتسلّط، ووحده من ولد وعاش وعايش الإحتلال الإسرائيلي واجرامه يدرك معنى أن يكون المقاوم مقاوماً، معنى أن يقف رجل أو إمراة أو طفل أمام جندي اسرائيلي يريد أن يستولي على أرض وكرامة جنوبي بنى أرضه وبيته بعرق جبينه، فيأتي محتل غاصب ليحتل تراب وطن، و من بين هؤلاء الشهداء الذين سطروا أسماءهم في ذاكرة المقاومة، يبرز اسم "الأخضر العربي" الشهيد أمين سعد من مدينة بنت جبيل.
كان أمين نموذجاً للشاب المقاوم الذي اختار طريق التضحية دفاعاً عن أرضه وهويته. انطلق من بلدته الجنوبية التي عانت مرارة الاحتلال، حاملاً في قلبه إيماناً راسخاً بأن الحرية تستحق الدماء الزكية. سقط شهيدًا وهو يدافع عن تراب الجنوب، ليصبح رمزًا خالدًا في تاريخ بنت جبيل ولبنان كله.
أمين سعد لم يكن مجرد مقاوم حمل السلاح، بل كان تعبيراً عن روح الجيل الذي آمن بأن التضحية هي السبيل إلى النصر، وأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن وتصون كرامته، صورته بقيت محفورة في ذاكرة الناس، ليكون شاهداً على أن المقاومة ليست فكرة عابرة، بل مسار حياة متجذر في الأرض والإنسان.
شعب المقاومة.. السند والدرع
لم تولد المقاومة من فراغ، بل نهضت من حضن بيئة شعبية صلبة صنعتها القرى الجنوبية وأهلها البسطاء. هؤلاء الناس، الذين عانوا الاحتلال والحرمان، كانوا السور الأول والدرع الأمتن الذي حمى المقاومين وسلاحهم. ففي البيوت الصغيرة خُبّئت البنادق، وفي الحقول والبساتين مرّت رسائل المجاهدين، وعلى أكتاف الأمهات حملت وصايا الشهداء. لم تكن البيئة الحاضنة مجرد داعم خلفي، بل كانت شريكاً كاملاً في صناعة النصر، تمنح المقاومة معناها الحقيقي وقوتها المتجذرة في الأرض والناس، وهنا يمكن أن نقدّم كيف لعبت البيئة الحاضنة للمقاومة دورها الأساسي في دعم وحماية سلاح المقاومة:
- المجتمع المحلي: قدّم الأهالي الدعم اللوجستي والمعنوي، وشاركوا في حماية مقرات المقاومة وأماكن تخزين الأسلحة.
- التعاون الاجتماعي والسياسي: ساهمت شبكات الدعم المدني والسياسي في تعزيز قدرة المقاومة على الصمود والتوسع.
- الإسناد الشعبي: دعم المواطنين أعطى شرعية وقوة إضافية لسلاح المقاومة، وجعل أي تهديد خارجي أكثر صعوبة.
لماذا حزب الله؟
لم يكن تأسيس حزب الله والمقاومة في لبنان أمراً عابراً، بل هو نتاج إرادة شعبية وخبرة نضالية متراكمة على مدى سنوات من الاحتلال والمعاناة. فقد جمعت قيادة الحزب بين الحكمة الاستراتيجية، والإيمان الراسخ بفكرة المقاومة، والقدرة على تنظيم المجاهدين وربطهم بالمجتمع المحلي. حزب الله لم يكن مجرد قوة مسلحة، بل مشروعًا متكاملًا صاغته الحاجة إلى حماية الأرض، وصون الكرامة، والرد على العدوان. إن فهم سبب قوة حزب الله يقودنا إلى إدراك كيف استطاعت فكرة المقاومة أن تتحول من أمل شعبي إلى نموذج عالمي للصمود، حيث تصبح الإرادة الحقة للسكان درعاً لا يُقهر أمام أقوى الجيوش، ويمكن هنا تقديم اهمية نشأة حزب الله في تلك الفترة ورؤيته المستقبلية:
- القيادة الحكيمة والاستراتيجية: قدم الحزب قيادة عميقة الفهم، قادرة على إدارة العمليات العسكرية والسياسية بفعالية.
- التنظيم والانضباط العسكري: حزب الله يمتلك هيكلًا تنظيمياً متيناً، مما سمح بتنسيق المقاومة بشكل متقن وفعال.
- الارتباط بالمجتمع المحلي: الحزب يرتبط بالبيئة الحاضنة، مستمدًا قوته من دعم الأهالي وحمايتهم.
- الإيمان بفكرة المقاومة: الحزب جعل فكرة الدفاع عن لبنان وسيادته مبدأ لا تفاوض عليه، مما أكسبه ثقة الشعب والشعوب الأخرى التي تتابع تجربته.
إذاً، تأسس حزب الله (المقاومة الإسلامية في لبنان) كتنظيم مقاوم منظم، مسلح، وذو قيادة استراتيجية ليصبح القوة الأساسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، وتجسدت أدواره كالتالي:
- صد الهجمات الإسرائيلية على القرى والمواقع العسكرية.
- حماية المدنيين والحد من الخسائر البشرية.
- تضحيات الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لأجل تحرير الأرض.
تحرير الجنوب عام 2000 وحرب تموز 2006
ظلّ نضال وجهاد ومقاومة حزب الله منذ العام 1982 مستمراً، ونفّذ العمليات وقدّم الشهداء حتى كتب التحرير عام 2000، وإندحر الكيان الإسرائيلي مهزوماً من جنوب لبنان عبر بوابة فاطمة في بلدة كفركلا، وترك وذلّ ما كان يسمى "جيش لبنان الجنوبي" أو "جيش لحد" الذي عمل لسنوات كعملاء مع "|الجيش" الإسرائيلي بقيادة انطون لحد، حتى تمكنت المقاومة من تحرير كامل الجنوب اللبناني بعد احتلال دام 18 عاماً، مؤكدة أن سلاحها كان العامل الحاسم في استعادة الأراضي والسيادة الوطنية. وبعد ست سنوات، في يوليو 2006، خاضت المقاومة مواجهتها الكبرى مع الكيان الإسرائيلي في حرب تموز، حيث اختبرت قدراتها على الردع وتنفيذ استراتيجياتها العسكرية المعقدة للحفاظ على الأرض وحماية المدنيين، وخرجت المقاومة منتصرة من الحرب وشكّل انتصارها شرفاً لكل العرب، ووقفت معظم شعوب العالم الى جانب المقاومة في لبنان بعدما لقّنت العدو الإسرائيلي درساً آخر في الهزيمة والإنتصار.
وهكذا أثبت سلاح المقاومة دوره مرة ثانية في الحرب مع الكيان الإسرائيلي من صدّ الغارات الإسرائيلية وإيقاف تقدم "الجيش الإسرائيلي"، وحماية المدنيين قدر الإمكان رغم القصف والهجمات الجوية، وفرض معادلة ردع جديدة أجبرت الكيان الإسرائيلي مرة ثانية على التراجع.
وكان من نتائح الحرب هذه أن زادت شعبية المقاومة داخلياً وإقليمياً، وعزّزت مفهوم المقاومة كخيار استراتيجي لحماية السيادة.
القيادة الحكيمة: منهجية السيد حسن نصرالله وبناء قوة المقاومة
منذ توليه قيادة حزب الله، لعب السيد حسن نصرالله دوراً محورياً في تعزيز المقاومة على جميع الأصعدة، عمل على تقوية تنظيم المقاومة وسلاحها، محوّلاً الجهود المتفرقة إلى قوة متماسكة ومنظمة، قادرة على مواجهة التحديات الكبرى. كما عمل على تعزيز فكرة المقاومة على المستوى العالمي، مظهراً للعالم أن إرادة الشعوب وتصميمها يمكن أن تواجه أقوى الجيوش وأعنف العدوانات. وبفضل قيادته، ألهم العديد من الشعوب الأخرى التي تواجه الاحتلال أو الاضطهاد، مشجعاً الجميع على الصمود والاعتماد على قدراتهم الداخلية.
لقد حول السيد نصرالله المقاومة إلى قوة استراتيجية حقيقية، تحمي لبنان وتضعه كرمز عالمي للصمود، مُثبتاً أن القيادة الواعية والمثابرة يمكن أن تصنع فرقاً كبيراً في مسار التاريخ والمواجهة.
السلاح والاستقرار: حماية لبنان في مواجهة المخاطر
منذ العام 2006، عمل كيان الإحتلال بالضغط على حزب الله، حتى جاءت معركة طوفان الأقصى، وادرك واستوعب حزب الله هدف الكيان من الحرب على غزة، فقدّم خطوة استباقية في الحرب، وأدخل الكيان لبنان في حرب جديدة اغتال فيها قادة المقاومة في الصف الأول، ونفّذ جرائم مختلفة منها جريمة تفجير "البيجر"، وارتكب الجرائم بحق المدنيين في مختلف المناطق اللبنانية، واغتال أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في سبتمبر/ أيلول 2024، ودخل لبنان موجة جديدة من التحديات الكبيرة على صعيد السيادة والاقتصاد، أبرزها الأطماع الإسرائيلية والأميركية التي تهدف إلى فرض سيطرة على مناطق الجنوب وموارده الطبيعية، بما في ذلك محاولة إنشاء منطقة اقتصادية على الحدود الجنوبية. هذه التهديدات تمثل خطراً حقيقيًا على القدرة الوطنية للبنان في إدارة موارده واستقلال قراره، بعدما برز بشكل واضح أهداف الكيان وأميركا بنزع سلاح حزب الله بالقوة رغم الإنتهاكات والإعتداءات اليومية التي يشهدها لبنان وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى بشكل يومي في جنوب لبنان.
هكذا وبكل بساطة، يضغط الطرفان الأميركي والإسرائيلي على لبنان لنزع سلاح حزب الله دون ضمانات من الطرف المعتدي، لكن حزب الله قال كلمته بصراحة بأنه لن يسلّم هذا السلاح ولو كلّفه هذا الموضوع دماء.
وهنا، وامام هذه الضغوطات، يبرز سلاح المقاومة كدرع استراتيجي يحمي الوطن من أي تدخل خارجي أو فرض شروط اقتصادية وسياسية مجحفة. فهو يضمن قدرة لبنان على حماية حدوده ومواطنيه، ويشكل خط الدفاع الأول أمام أي محاولات لتقييد سيادته، مؤكدًا أن القوة الحقيقية للوطن لا تُقاس بالخطابات السياسية وحدها، بل بالقدرة على الدفاع عن الأرض والحقوق الوطنية.
صوت لبنان المقاوم: إلهام للأمم المحتلة
تعتبر تجربة المقاومة في لبنان نموذجاً عالمياً يُحتذى به للشعوب التي تواجه الاحتلال أو الظلم. فقد أظهرت هذه التجربة أن الإرادة الشعبية المنظمة والإيمان بفكرة المقاومة يمكن أن يغير موازين القوى حتى أمام أقوى الجيوش وأشرس التحديات، وهكذا أثبت لبنان للعالم أن القوة لا تقاس فقط بالعتاد العسكري، بل بالتصميم على الدفاع عن الأرض والكرامة، وبالقدرة على توحيد الجهود الشعبية والميدانية لتحقيق أهداف استراتيجية. هذه التجربة ألهمت العديد من الحركات والشعوب حول العالم، مظهرة أن الصمود والتخطيط الجيد يمكن أن يصنع فرقًا حقيقيًا ويعيد الأمل للشعوب المحتلة والمقهورة.
شهداء المقاومة: صمود وعزة الوطن
يمثّل شهداء المقاومة منذ عام 1982 وحتى اليوم رمزاً خالداً للتضحية والفداء من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية وحماية الأرض. لقد قدم هؤلاء الأبطال أرواحهم الطاهرة ليؤكدوا أن الحرية والكرامة تستحقان أعلى درجات الفداء. إن قوة لبنان الحقيقية لا تُقاس فقط بالحدود أو الموارد، بل بوجود قدرة دفاعية فعالة، تمتلك العزيمة والإرادة لحماية الوطن وشعبه من أي تهديد، إضافة الى البيئة الحاضنة للمقاومة بدورها الحيوي في دعم هذه القوة، فوفرت الدعم المستمر والملاذ الآمن للمقاومين، مما زاد من فعالية المقاومة ومكنها من الصمود أمام التحديات والاعتداءات المتكررة، فأظهرت المقاومة وبيئتها أن التضحية والإسناد الشعبي هما ركيزتا صمود لبنان.
الختام:
منذ بدايات المقاومة الشعبية في الجنوب، مروراً بتشكيل حزب الله، وصولًا إلى تحرير الجنوب عام 2000، وإنتصار تموز 2006، وحتى مواجهة الحرب عام 2024 وتحديات العام 2025، يظل سلاح المقاومة العمود الفقري لأمن لبنان وحماية شعبه. لقد أثبتت التجربة أن إرادة الشعب وتنظيمه يمكن أن يحقق نصراً رغم كل الظروف الصعبة، وأن القيادة الحكيمة تصنع الفرق في مواجهة العدوان. السيد حسن نصرالله لعب دورًا محوريًا في تعزيز قدرات المقاومة وتوجيهها نحو تحقيق أهداف استراتيجية واضحة، بينما استمرت البيئة الحاضنة في دعم السلاح وحمايته، مما أكسبه قوة إضافية وعزيمة لا تلين.
اليوم، المقاومة ليست مجرد قوة دفاعية، بل هي رمز للصمود والكرامة، ودليل حي على أن الشعب اللبناني قادر على مواجهة أي تهديد مهما كانت قوته.
يبقى سلاح المقاومة درع الوطن وحامي الأرض، وتجسيداً حياً لتضحيات الشهداء، ونموذجاً عالمياً في الصمود والإرادة الحرة، رسالة للعالم أجمع بأن الحق لا يُنتزع إلا بالإيمان والعزيمة والتضحية.
/إنتهى/