توماس فريدمان: حرب نتنياهو في غزة تدفع إسرائيل نحو الانتحار

توماس فریدمان: حرب نتنیاهو فی غزة تدفع إسرائیل نحو الانتحار

قال الكاتب والمنظر الأمريكي البارز توماس فريدمان، بأن نتنياهو يطيل أمد حرب غزة فقط لتحقيق أهدافه الشخصية، واضاف إن اليهود يدفعون ثمناً باهظاً بسبب سياسات نتنياهو الخاطئة وإنه يدفع إسرائيل نحو الانتحار.

  وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان، توماس فريدمان، الكاتب والمنظر الأمريكي البارز، رسم في إحدى أقسى مقالاته منذ بداية حرب الإبادة الجماعية للنظام الصهيوني ضد قطاع غزة،  صورة قاتمة لمستقبل إسرائيل تحت قيادة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية لهذا الكيان.

الحرب أصبحت وسيلة لبقاء نتنياهو في السلطة

وكتب فريدمان في مقاله هذا: الحرب الجارية ضد غزة، لم تعد "دفاع" إسرائيل عن نفسها ضد حركة حماس؛ بل أصبحت وسيلة لنتنياهو ليبقى في السلطة على حساب أرواح المدنيين الفلسطينيين، وتدمير السمعة الدولية لإسرائيل، وضياع وحدة المجتمع اليهودي.

وأضاف هذا المنظر الأمريكي: الأخطاء الفظيعة التي يرتكبها نتنياهو، مثل قصف مستشفى الناصر في جنوب قطاع غزة الذي أدى إلى مذبحة ما لا يقل عن 20 شخصاً بينهم 5 صحفيين يعملون في وسائل إعلام دولية وكذلك أطباء، ليست مجرد حادثة؛ بل هي نتيجة حتمية لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي تهدف إلى إطالة أمد الحرب للهروب من الملاحقة القانونية وترسيخ تحالفه مع وزراء اليمين المتطرف.

وورد في المقال: هؤلاء الوزراء بقيادة بزاليل سموتريتش، وزير مالية حكومة نتنياهو، يسعون لملء الضفة الغربية بالمستوطنات لمنع قيام دولة فلسطينية. سموتريتش يعمل في نفس الوقت على تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة إلى جانب بناء المستوطنات لتمهيد الطريق لضم هذه المناطق إلى إسرائيل.

وحول ادعاءات جيش وحكومة النظام الصهيوني بأن الهجمات ضد غزة تهدف إلى القضاء على قوات حماس، قال توماس فريدمان: هناك فرق كبير بين تبرير الخسائر الجانبية عند استهداف كبار القادة، وبين ذبح عشرات المدنيين لاغتيال قائد من الرتب الثانية.

إسرائيل منبوذة في العالم

وحسب مقال هذا الكاتب الأمريكي، فإن إجراءات الجيش الإسرائيلي في تهجير مئات الآلاف من المدنيين من منطقة إلى أخرى في غزة تحت ذريعة إبعادهم عن المناطق الحربية، مصحوبة بتدمير المنازل والحد عمداً من دخول المساعدات الغذائية إلى هذه القطعة، هي سياسات خبيثة ومخزية تهدف إلى التهجير القسري لاهالي غزة.

وحذر فريدمان من أن هذه العملية تحول إسرائيل إلى طرف منبوذ على الساحة العالمية. وهنا يجب الإشارة إلى حالات مثل منع دخول أطفال إسرائيليين إلى حديقة في فرنسا، والتوترات الدبلوماسية العلنية بين إسرائيل وأستراليا، ومنع رسو سفينة سياحية إسرائيلية في إحدى جزر اليونان.

وتم التأكيد في المقال: كل هذه علامات على الانهيار الواسع لصورة إسرائيل في الرأي العام العالمي؛ إلى درجة أن الإسرائيليين قد يشكون في ما إذا كانوا سيتحدثون اللغة العبرية أثناء سفرهم إلى الخارج أم لا.

وعلى الرغم من أن الكيان الصهيوني يحاول أن يذكّر العالم باستمرار بعملية 7 أكتوبر لحماس ومقتل حوالي 1200 شخص وأسر 250 إسرائيلياً لا يزال بعضهم في الأسر، إلا أن توماس فريدمان أكد: العالم يميز الآن بين الحرب التي بدأت من أجل بقاء "دولة" والحرب التي تواصلها حكومة نتنياهو للحفاظ على مكانتها السياسية. لم يعد العالم يستطيع أن يغض الطرف عن الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين الفلسطينيين في غزة كما في الأشهر الماضية؛ وذلك تحت ذريعة حرب بدأت ظاهراً بهدف إخراج حماس من هذه القطعة واستبدالها بقوة عربية تحت إشراف السلطة الفلسطينية.

ويضيف المقال، ولكن عندما قال نتنياهو صراحةً إنه لا يقبل لا حماس ولا السلطة الفلسطينية لحكم غزة، أصبح الهدف الحقيقي من هذه الحرب واضحاً: توسيع الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية إلى غزة وإبقاء إسرائيل في وضع لا يوجد فيه شريك فلسطيني للتفاوض.

نتنياهو يدفع إسرائيل نحو الانتحار

وأوضح توماس فريدمان في المتابعة: إسرائيل الآن لم تفقد فقط "شرعيتها الأخلاقية"، بل هي في طريقها إلى فقدان حلفائها الإقليميين والدوليين أيضاً. ومن ناحية أخرى، تشكل هذه الحرب تهديداً لانهيار وحدة المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم خاصة في ظل العطلات والأعياد المقبلة؛ لأن بعض اليهود ما زالوا يعتقدون أن دعم إسرائيل هو واجب دائم، ولكن آخرين لا يستطيعون تبرير سلوك إسرائيل ضد اهالي غزة.

وأشار هذا المنظر الأمريكي في المتابعة إلى الانقسام والخلاف في الحزب الديمقراطي الأمريكي؛ حيث أنه من ناحية، يخشى بعضهم في هذا الحزب من تحدي جماعات الضغط الداعمة لإسرائيل مثل AIPAC، ومن ناحية أخرى، لا يتحمل البعض الآخر السياسات التي تجعل أمريكا تخجل أمام الرأي العام العالمي.

وفي نهاية المقال، تم التحذير من أن ما يحدث الآن هو انتحار جيوسياسي لإسرائيل وأن الشخص الوحيد الذي يمكنه وقف هذه العملية هو دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة. ولكن قد يكون ترامب أيضاً قد انخدع بنتنياهو وسيتجنب أي حل واقعي.

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة