عرب الجهالين.. رحيل خفي وسط حصار المستوطنات وتهديد الطرد القسري
في قرية عرب الجهالين قرب دير عمار، يعيش حوالي 150 فلسطينيًا، نصفهم من الأطفال، وسط ظروف مأساوية من الحصار والترهيب المستمر على يد المستوطنين وقوات الاحتلال.
يعيش هؤلاء السكان في حالة ترقب وخوف دائم، حيث تتلقى العائلات إنذارات متكررة بإخلاء منازلها، كان آخرها قبل ساعات فقط، وأعطيت مهلة لا تتجاوز 24 ساعة لمغادرة المكان.
رهف، طفلة فلسطينية من القرية، تجمع متاعها على عجل استعدادًا لرحيل خفي عن بيتها ومدرستها، تاركة أصدقاءها دون وداع.
لا تعرف رهف كيف ستكمل عامها الدراسي، ولا متى ستعود إلى مقاعد الدراسة بعد هذا التهجير القسري، لكنها تعلم يقينًا أن بيتها هو الأمان الوحيد في حياتها، وفقدانه يعني فقدان طفولتها ذاتها.
على مدار أسابيع، كانت الجرافات تحفر الأرض من تحت ومن فوق، يرافقها بناء طرق التفافية وحصار شامل على القرية. مستوطنون يفرضون واقعًا جديدًا، يمنعون الأهالي من التنقل بحرية، ويمنعون حتى إخراج أغنامهم من المرعى، في محاولة مستمرة لتهجير السكان وفرض سيطرة على الأرض.
يعيش السكان في عرب الجهالين منذ نحو 40 عامًا، موزعين على 19 عائلة يبلغ عدد أفرادها حوالي 130 شخصًا منهم 80 طفلًا، يواجهون اليوم خطرًا كبيرًا بفقدان منازلهم وتهجيرهم قسرًا. أغلقت قوات الاحتلال معظم الطرق المؤدية إلى القرية، ووضعت نقاط تفتيش صارمة تمنع السكان من الحركة بحرية.
في ظل هذه الأوضاع، تعيش العائلات في حالة من الحصار والتوتر المستمر، وسط تهديدات متكررة من إخلاء قسري لا يترك لهم خيارًا سوى الرحيل. هذه المعاناة اليومية تسلب من الأطفال أبسط حقوقهم في الأمان والطفولة والتعليم، وتفرض عليهم واقعًا مؤلمًا من الخوف وعدم الاستقرار.
رهف، كغيرها من أطفال عرب الجهالين، تقف أمام مستقبل مجهول، تواجه مصيرًا غامضًا بين خيارين صعبين: الترحيل القسري عن الأرض التي نشأت عليها أو البقاء في منازلها وسط تهديد مستمر يخطف منها طفولتها ويقض مضجع أهلها.
/انتهى/