مطالبات نزع سلاح حزب الله خيانة للبنان... استسلام أم انتحار وطني؟
لو دققنا بالواقع الذي تمرّ به المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً، لوجدنا ان السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: ماذا سيبقى من لبنان إذا نُزع سلاح المقاومة؟.
وكالة تسنيم الدولية للانباء- أمل شبيب- عاصفة التحديات الأمنية والسياسية تجتاح المنطقة بأكملها، وفي ظلّها يطفو على السطح بين الحين والآخر سؤال خطير يُطرح بإلحاح من قبل بعض الأطراف المحلية والدولية: لماذا لا يتم نزع سلاح حزب الله؟.
لكن لو دققنا بالواقع الذي تمرّ به المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً، لوجدنا ان السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: ماذا سيبقى من لبنان إذا نُزع سلاح المقاومة؟.
فلبنان ليس دولة عادية تعيش في ظلّ استقرارٍ إقليمي، بل هو في قلب ساحة صراع تتجاذبه مخاطر الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يتهدّد حدوده، والإرهاب التكفيري الذي يتربص بأمنه، وفي هذا المشهد الدموي، يبرز حزب الله ليس كـ"حزب طائفي" بل كقوة ردعٍ استراتيجية منعت الكيان الإسرائيلي من ابتلاع ما تبقى من لبنان، ودافعت عن لبنان منذ نشاته في أوائل الثمانينات، وحررت أرضه عام 2000، وواجهت الكيان الإسرائيلي خلال حرب تموز 2006 ومعركة أولي البأس عام 2024، وساهمت في كسر شوكة التنظيمات الإرهابية التي أرادت تحويله إلى ساحة للفوضى.
فهل يُعقل أن تتم المطالبة بنزع سلاح القوة الوحيدة التي أثبتت عملياً قدرتها على حماية لبنان؟.
بات واضح للجميع أن هذه الدعوات لنزع سلاح حزب الله في لبنان مطالب عربية وأجنبية تخفي وراءها أجندات إقليمية ودولية تريد إضعاف لبنان لصالح الكيان الصهيوني ومشاريع الهيمنة الأمريكية.
حزب الله خط دفاع أساسي ضد العدوان الإسرائيلي
لم يتوقف كيان الإحتلال الإسرائيلي عن انتهاك سيادة لبنان، سواء عبر الغارات الجوية أو التهديدات المستمرة. حزب الله، بقوته العسكرية، أصبح رادعاً رئيسياً ضد أي عدوان إسرائيلي، وقد أثبت ذلك في حرب تموز 2006 عندما أوقف آلة الحرب الإسرائيلية وحمى لبنان من احتلال واسع، لذا، فإن نزع سلاحه سيفتح الباب أمام الكيان الإسرائيلي لفرض هيمنته على لبنان من دون أي قوة ردع قادرة على مواجهتها.
مواجهة الإرهاب وحماية لبنان من تنظيمات مثل داعش
ولا تكتفي التهديدات التي تحاصر لبنان من جانب العدو الإسرائيلي، فبعد ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، لعب حزب الله دوراً محورياً في القضاء على هذه التنظيمات، سواء في لبنان أو سوريا، وأدرك بعدها الجميع أنه لو لم يكن لحزب الله سلاحه وقدراته العسكرية، لكانت هذه الجماعات الإرهابية قد توسعت وهددت استقرار لبنان بشكل أكبر، مما يعني أن نزع هذا السلاح يعني إضعاف خط الدفاع الأول ضد التطرف والعنف الذي ينتشر في المنطقة.
حزب الله جزء من معادلة التوازن الداخلي في لبنان
اما فيما يخص التوازن الداخلي والطوائف المتعددة، فلبنان كما هو معروف بلد يعتمد على توازنات طائفية وسياسية دقيقة، وحزب الله منذ العام 1982 يمثل قوة شعبية وعسكرية كبيرة تحفظ هذا التوازن، وبات هذا السلاح جزء من الهوية الثقافية للجزء الأكبر من الشعب اللبناني، الذي قدّم الشهداء على طريق تحرير لبنان منذ بداية نشاة حزب الله، وهنا من المؤكد بأن أي محاولة لنزع سلاحه بالقوة ستؤدي إلى فراغ أمني وصراعات داخلية، خاصة أن القوى الأخرى غير قادرة على ملء هذا الفراغ أو حماية لبنان من الأخطار الخارجية، كما ان هذا السلاح هو رمز وصون لدماء آلاف شهداء المقاومة الذين سقطوا في خطوط الدفاع الأولى دفاعاً وحماية للبنان وشعبه وأرضه وكرامته.
الدعوات لنزع السلاح تخدم أجندات خارجية
أصوات مختلفة تطالب بنزع سلاح حزب الله، وبات معلوماً أن هذه الأصوات مدعومة من قوى خارجية، خاصة تلك التي تريد إضعاف لبنان لصالح الكيان الإسرائيلي أو لفرض هيمنة سياسية معينة. هذه الدعوات لا تأخذ في الاعتبار مصلحة الشعب اللبناني، بل تهدف إلى تحييد القوة الوحيدة التي أثبتت فاعليتها في الدفاع عن لبنان.
السلاح ضرورة وليس رفاهية
في ظل الظروف الإقليمية الخطيرة والتهديدات المستمرة، فإن نزع سلاح حزب الله يعتبر خطوة غير مسؤولة تهدد أمن لبنان واستقراره. فهذا السلاح ليس ملكاً لفئة معينة، بل هو أمان للوطن كله في مواجهة الأعداء، ونزع سلاح حزب الله يعني تفكيك آخر خط دفاع حقيقي عن لبنان، وتسليم البلاد لقمة سائغة لأعدائه، فحزب الله، بسلاحه ومقاومته، يبقى ضمانة لأمن لبنان.. ولا يجب التفريط به.
ويبقى السؤال: إذا اختفى سلاح المقاومة من سيحمي لبنان والشعب؟، هل المجتمع الدولي او الأمم المتحدة ستتحرك لحماية لبنان، عندما يتم الإعتداء عليه، أم سيصمتان كالصمت على مجازر غزة؟، من سيواجه داعش وأخواتها؟، أليس من التناقض أن نطالب بنزع سلاح من يحمينا بينما لا نستطيع ضمان أمننا بدونه؟، ألم يحن الوقت ليعلم الجميع أن دعوات نزع السلاح هي أجندات مشبوهة وخيانة وطنية؟.
تعزيز السيادة بدلاً من نزع السلاح
امام كل ما تقدّم، وبدل المطالبة بنزع سلاح المقاومة، من الأجدى العمل على تعزيز التعاون بين الجيش والمقاومة لمواجهة الأخطار المشتركة، ورفض أي ضغط خارجي يهدف إلى إضعاف لبنان، وبناء استراتيجية وطنية موحدة للدفاع عن لبنان في مواجهة الكيان الإسرائيلي الغاصب والإرهاب.
السلاح ليس تفاخراً.. بل ضمانة للبقاء
نزع سلاح حزب الله ليس "خطوة ديمقراطية" كما يدعي البعض، بل هو انتحار وطني، لأن لبنان لا يستطيع تحمل مخاطر العيش بلا حماية في منطقة تعج بالأعداء، و المقاومة ليست سلاح طائفة، بل هي سلاح كل لبناني يرفض الذل والاحتلال.
الخيار واضح: إما لبنان قوياً بمقاومته، أو لبنان ضعيفاً تحت رحمة أعدائه!!!.
إنتهى/