عراقجي: على الوكالة الدولية ان تعلم بأن ظروفا جديدة قد اصبحت سائدة


عراقجی: على الوکالة الدولیة ان تعلم بأن ظروفا جدیدة قد اصبحت سائدة

تحدث وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي مساء اليوم الاربعاء في مقابلة تلفزيونية حول تطورات السياسة الخارجية الإيرانية قائلاً: "يجب أن تعرف الوكالة أن ظروفاً جديدة قد اصبحت سائدة."

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان عراقجي اشار في مستهل هذه المقابلة الى موضوع  تصويت البرلمان الايراني على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسفر وفد الوكالة إلى طهران قائلا: "أقر البرلمان قانوناً مهماً جداً. في الواقع، جعلوا التعاون مع الوكالة مرهوناً بقرارات المجلس الأعلى للأمن القومي. خلال الأشهر القليلة الماضية، ليس للوكالة سجل جيد فيما يتعلق بنا. قبل الحرب، أصدروا قراراً مهد لكثير من الأمور السيئة. الأسوأ من ذلك، عندما وقع الاعتداء غير القانوني والهمجي على منشآتنا النووية، امتنع المدير العام للوكالة -التي مهمتها حماية المنشآت السلمية- عن إدانة الهجمات."

وأضاف: "يجب على الوكالة الآن أن تعرف أن ظروفاً جديدة سائدة، وأن منشآتنا النووية تعرضت لأضرار. من الطبيعي أن نبدأ عهداً جديداً مع الوكالة بسبب التغيرات على الأرض وكذلك قانون البرلمان، ونحتاج إلى إطار جديد. نحتاج إلى تنظيم التعاون مع الوكالة بناءً على هذا الإطار، وسيكون هذا الإطار وفقاً لقرار البرلمان. السؤال للوكالة الآن هو: كيف تريدين تفتيش منشأة تعرضت للقصف؟ لا يوجد قانون لهذه الظروف، لذلك يجب وضع إطار."

وأكد عراقجي أن نائب المدير العام سيأتي للمحادثة وليس القيام بتفتيش او تقييم، وقال: "هو لا يأتي للتفتيش، ويجب أن نرى كيف يتم ترتيب الأمور. إذا توصلنا إلى تفاهم، فمن الطبيعي أن يستمر التعاون. الموعد النهائي للسفر لم يُحدد بعد، لكن نطاقه محدد."

وحول زيارته لروسيا ومقابلته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال عراقجي: "روسيا والصين عضوين دائمين في مجلس الأمن وتربطنا بهما علاقات عميقة، ومجالات تعاوننا معهما واسعة. وقعنا اتفاقيات طويلة الأمد مع كلا البلدين.وفيما يخص روسيا، سافر الرئيس بزشكيان مرتين إلى روسيا وقابل بوتين مرتين. وانا قابلته مرتين أيضاً، مرة أثناء الحرب ومرة بعدها. مع الصين تمت زيارتان. وسيذهب الرئيس بزشكيان إلى الصين في سبتمبر لحضور قمة شنغهاي. قبل أسبوعين فقط، عُقدت القمة الثلاثية لإيران وروسيا والصين، ونحن في مشاورات مستمرة. وموقف البلدين كان قوياً جداً في مواجهة الهجمات ضد إيران."

اما فيما يتعلق بموضوع المفاوضات مع أمريكا قال عراقجي: "لا توجد مواعيد محددة، لكن كانت هناك محادثات وما زالت، ووصلتنا رسائل. فيما إذا ستجري مفاوضات في المستقبل، فإن ذلك يعتمد على ما تتطلبه الظروف. نحن نقاتل حيث يلزم، ونفاوض حيث يلزم. لن نضيع أي من الأدوات المتاحة لتحقيق المصالح الوطنية."

وتابع: "كنا مستعدين جيداً في المفاوضات السابقة ولم نقصر. أدت المفاوضات قبل الحرب إلى إثبات شرعية إيران ومشروعيتها في مواجهة الكيان الصهيوني وأمريكا. أدان كثيرون الهجمات ودافعوا عن إيران. جميع المنظمات الدولية تقريباً باستثناء مجلس الأمن أدانت هذه الهجمات."

وأضاف عراقجي: "رأى الناس أن إيران لم تفقد الدبلوماسية، وتم القاء الحجة، وهذا أثبت شرعية دفاع إيران عن نفسها."

واشار إلى دور القيادة الحكيمة للجمهورية الاسلامية الايرانية قائلا: "لا ينبغي أن نغفل عن حنكة ودور سماحة قائد الثورة الاسلامية . لقد فتح الطريق بالمفاوضات والدفاع بحكمة وشجاعة قيادية، وبعصا موسى تلك، ولم يسمح للأعداء بتحقيق أهدافهم، وأعادوا كل شيء خلال فترة قصيرة، ورأيت كيف كانت قيادته تفتح الطريق امامنا."

وحول تعيين علي لاريجاني أميناً جديداً للمجلس الأعلى للأمن القومي في ايران ودوره في استمرار المفاوضات قال الوزير عراقجي: "سيكون بالتأكيد معيناً في العمل. فهو من اعمدة السياسة الإيرانية ويمتلك خبرة كبيرة. أعتقد أنه يتمتع برؤية استثنائية، ولديه رؤية عميقة وحقيقية في السياسة الخارجية، وأنا واثق من أننا سنعمل بشكل أفضل في السياسة الخارجية خلال فترة ولايته، رغم أننا كنا نتحرك مع السيد أحمديان أيضاً. أؤكد أن جهاز السياسة الخارجية سيكون على تنسيق وثيق معه."

وتابع: "موضوع كيف نتفاوض وحول ماذا ، كل ذلك سيُناقش في المجلس الأعلى، ونحن نتبع القرارات. تصوري أنه بوجود السيد لاريجاني سنستمر كما في السابق."

وحول علاقات إيران مع مصر والأردن: "كلا البلدين يلعبان دوراً مهماً جداً في غرب آسيا. مع مصر، قفزت علاقاتنا قفزة هائلة خلال العام الماضي، قابلت الرئيس المصري أربع مرات، ولم ألتقِ بأي رئيس بهذا القدر. تجاوزت لقاءاتي مع وزير خارجية مصر العشر مرات. مصر بلد مهم في العالم الإسلامي، ونحن نستشير بانتظام في العديد من القضايا. تقدمت العلاقات الثنائية بشكل جيد، وأزيلت بعض العقبات. تغير اسم شارع في طهران، وهم أيضاً قاموا بإجراءات."

وأضاف: "علاقاتنا مع مصر تتجاوز التوقعات بكثير، لكن إعادة فتح السفارة ستتم عندما يحين وقتها، وربما تتطور علاقاتنا في الأشهر المقبلة."

وتابع: "علاقاتنا مع الأردن على مستوى القائم بالأعمال. خلال العام الماضي، ربما اختبرنا كل شيء في تاريخ السياسة الخارجية الإيرانية. من الحرب والمفاوضات إلى التطورات المختلفة في المنطقة وما يحدث في غزة. مررنا حقاً بعام ثقيل ومليء بالتوتر. الامر ا بارز خلال العام الماضي كان النمو الجيد جداً في العلاقات مع الجيران. هذا تم ببذل الجهود ونحن سنوسعه. هذه سياسة الجمهورية الإسلامية وقد زار الرئيس بزشكيان دول الجوار: العراق، باكستان، أذربيجان، قطر، عُمان، وسيزور أرمينيا خلال الأسبوعين المقبلين. أنا شخصياً قمت بالعديد من الزيارات."

وأضاف: "ان هذه الدول كانت معنا في التوترات الإقليمية الأخيرة. البيانات التي أصدرتها دول منظمة التعاون الإسلامي واحدة تلو الأخرى شكلت هالة جيدة حول إيران. حافظت علاقاتنا من الناحية الإقليمية على سياستنا الخارجية في مرتبة جيدة."

وتعليقا على تصريحاته بشأن شروط إيران لاستئناف المفاوضات، صرح عراقجي: "لا يمكن الوثوق بتعهدات أمريكا، لكن أن يتمكنوا من طمأنتنا بأن الحرب لن تتكرر إذا دخلنا في مفاوضات، وأن يدخلوا في مفاوضات حقيقية. هذا لم يضمن لنا بعد. إذا كانوا يعتقدون أننا سندخل مفاوضات ليحصلوا على ما لم يحصلوا عليه في الحرب، فهذا غير صحيح أبداً. موقفنا أصبح أقوى، وسبق أن قلت إن منشآتنا تضررت لكن إرادتنا لم تتضرر."

وأكد: "هل يمكن محو العلم؟ أرى في تصريحات المسؤولين الأمريكيين تكراراً أن العمل العسكري ضد إيران لم ينجح. نعم، المباني دُمرت لكن معرفتنا باقية. وسنواصل هذا الطريق، وإذا دخلوا المفاوضات بهذا الفهم، فنحن مستعدون للمفاوضات."

وقال عراقجي: "نحن مستعدون لبناء الثقة، لكن يجب احترام حقوقنا، ورفع العقوبات، واستمرار التخصيب."

وحول موضوع "سناب باك" (آلية الزناد) والتهديدات الأوروبية قال عراقجي: "لقد بالغوا في تضخيم "سناب باك" في المجتمع، لكنهم جعلوها أكبر مما هي عليه وحولوها إلى أمر يتساءل الجميع عما سيحدث، بينما الأمر ليس كذلك. في الاتفاق النووي كان هناك سؤال: ما هو الضمان التنفيذي للاتفاق؟ كان السؤال لدينا: إذا لم تُنفذ الالتزامات، أين نذهب؟! كان لديهم نفس السؤال. في النهاية توصلنا إلى وضع آلية في الاتفاق تقضي بأنه إذا لم يلتزم طرف بالتزاماته، يعود الطرف الآخر إلى ما قبل الاتفاق. "سناب باك" آلية ثنائية. أمريكا خرجت ولا شيء، لكن إيران استخدمت "سناب باك" حتى الآن، وبعد عدم تنفيذ الالتزامات، عدنا وفقاً للبند 36 من الاتفاق إلى ما قبل الاتفاق وأعدنا التشغيل، وبرنامجنا النووي متقدم. الأوروبيون لم ينفذوا بعد."

وأضاف: "صمموا هذا بطريقة لا تسمح لدولة مثل روسيا أو الصين باستخدام الفيتو. بالإضافة إلى ذلك، القرار 2231 الذي يخولهم إعادة العقوبات تنتهي مدته في 19 أكتوبر 2025 . إذا لم يفعلوا حتى ذلك التاريخ،  يفقدون الحق. نحن ندعي أنهم لم ينفذوا التزاماتهم، والدول الأوروبية الأخرى ليست أعضاء في الاتفاق وليس لها حق "سناب باك". إذا تم تفعيل "سناب باك"، لن تتم إضافة عقوبات كثيرة. اقتصادياً، "سناب باك" لا تغير وضع إيران، لكن سياسياً نعم."

وأكد عراقجي: "موقفنا من الدول الأوروبية واضح، وإذا فعلوا "سناب باك" فسنتخذ رد فعل، وسنقرر لاحقاً في حينه. إذا فعلوا ذلك، سيفقدون دورهم في المسار النووي الإيراني."

وحول الجهود لنزع سلاح حزب الله قال : "ليست هذه المرة الأولى التي يحاولون فيها نزع سلاح حزب الله. لقد رأوا عملياً ما يمكن أن يفعله سلاح المقاومة. الآن يعتقدون أنهم يستطيعون نزع سلاح حزب الله، لكن موقف الامين العام لحزب الله أظهر أنهم وقفوا بقوة ولديهم موقف قوي، وحتى حركة أمل لديها موقف قوي. الشيعة في لبنان ما زالوا في ذروة قوتهم. لقد أعاد حزب الله تنظيمه ويتمتع بالقوة للدفاع عن نفسه. نحن ندعم قراراتهم لكننا لا نتدخل."

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة