من قلب البحر الأحمر إلى غزة… نصرٌ لا يُقفل
منذ بداية معركة طوفان الأقصى، أخذ اليمن قراره بنصرة غزة بكل الوسائل المتاحة له، من اسهداف عمق الكيان، الى الحصار البحري واستهداف السفن الداعمة للكيان، حتى أخذ الكيان الإسرائيلي قراره بإغلاق ميناء "إيلات"... وهكذا كتب اليمن معادلة الصراع الإقليمي الجديدة...
في العشرين من تموز/يوليو 2025، كُتب سطرٌ جديدٌ في معادلة الصراع الإقليمي…
سطرٌ لم يُكتب بالحبر، بل بخَتم النار، من سواحل اليمن حتى شواطئ البحر الأحمر.
اليوم، لم يعد ميناء إيلات الإسرائيلي مجرد مرفأ لوجستياً على البحر الأحمر… بل صار شاهدًا على هزيمة استراتيجية، فرضتها المقاومة اليمنية نصرةً لغزة وأهلها
ما حدث ليس تفصيلاً عابراً في خريطة النزاعات، بل تحوّلٌ نوعيٌّ في ميزان الردع
حين أُعلن رسمياً إغلاق ميناء إيلات نهائياً، كان ذلك تتويجاً لحملة عسكرية أطلقتها القوات المسلحة اليمنية منذ أواخر العام 2023 دعماً للمقاومة الفلسطينية
عمليات نوعية استهدفت عمقَ الاقتصاد الإسرائيلي، عرّت هشاشته، وأغلقت شرياناً بحرياً طالما اعتبرته “تل أبيب” بوابة آسيا وأفريقيا نحو أوروبا
ديونٌ متراكمة، مشاريعٌ متوقفة، انهيارٌ في الإيرادات، وخسائرٌ تقدّر بمئات الملايين…
هذا ما حصدته “إسرائيل” من تحديها للحق الفلسطيني
من أشعل شرارة هذا التحول؟ إنها صنعاء.
إنها القوات المسلحة اليمنية التي تمكّنت من فرض حصار بحري فعّال، ونجحت في غرق سفن، وتعطيل خط النفط الإماراتي عبر عسقلان، وتجميد مشروع السكك الحديدية بين حيفا وإيلات
ولأن غزة كانت البوصلة، فإن كل هذا الضغط لم يكن عبثاً، بل موقفاً
موقفٌ يقول: من البحر الأحمر إلى النقب، لا ممرّ آمنٌ للاحتلال ما دامت دماءُ الأطفالُ تُسفك في الشجاعية وخان يونس
اليوم، البحرُ الأحمر لم يعد ساحةً مفتوحة للهيمنة. بل أصبح ساحةَ اشتباكٍ إقليمي…
فيه المقاومةُ اليمنية، ومعها محورٌ لا يساوم، ولا يترددُ في إعلان أن كلفةَ العدوان على غزة، ستُدفع مضاعفة، في كل مرفأٍ ومطارٍ وشارعٍ تظنّه "إسرائيل" محصّناَ
نعم، لقد أُقفل إيلات… لكن في الحقيقة ما فُتح هو أفقٌ جديدٌ للمقاومة، أفق يُعيد رسمَ خريطة الردع، ويؤكد أن زمن الهزائم قد ولّى، وأن فلسطين لم تعد وحدها
هذا هو زمن الوفاء… زمن الردّ من خارج الحدود
إنتهى/