سفير إيران لـ"تسنيم": سيتم توقيع 11 مذكرة تفاهم مع باكستان خلال زيارة الرئيس بزشكيان

سفیر إیران لـ"تسنیم": سیتم توقیع 11 مذکرة تفاهم مع باکستان خلال زیارة الرئیس بزشکیان

قال رضا أميري مقدم، سفير إيران لدى باكستان، في مقابلة مع وكالة تسنيم، إن زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى باكستان ستشهد توقيع 11 مذكرة تفاهم، كما سيتم تدشين 4 رحلات جوية جديدة بين مدن باكستانية وإيران.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صباح اليوم إلى إسلام آباد، بهدف لقاء المسؤولين الباكستانيين وإجراء مشاورات وتوقيع وثائق التعاون بين البلدين.

وفي كلمة له قبل بدء الزيارة، أوضح الرئيس الإيراني أن هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة من السيد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، مشيرًا إلى العلاقات العميقة والمتواصلة بين البلدين منذ تأسيس باكستان، والتي تشهد تطورًا في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والصناعية والحدودية، فضلًا عن الروابط العقائدية المتينة بين الشعبين الإيراني والباكستاني.

وأضاف: "في ظل العدوان الجبان الأخير الذي شنّه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على أراضينا، والذي يتنافى مع كل القوانين والمبادئ الدولية، أدانت باكستان هذا الهجوم بشدة وأعربت عن استعدادها لتقديم أي دعم ممكن، وهو ما نُقدّره كثيرًا".

وأكد بزشكيان أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما في مجالات التجارة الحدودية والأسواق المشتركة ووسائل النقل البرية والجوية والبحرية، مشيرًا إلى إمكانية ربط طريق الحرير الإيراني بالطريق الرابط بين الصين وباكستان.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تُعد أول زيارة ثنائية للرئيس الإيراني منذ العدوان الذي استمر 12 يومًا على إيران من قِبل أمريكا والكيان الصهيوني، ما يمنحها أهمية بالغة. وفي هذا السياق، تحدّث السفير الإيراني لدى باكستان، رضا أميري مقدم، لوكالة تسنيم عن أبعاد الزيارة والموضوعات المطروحة بين الجانبين.

نص المقابلة:

سؤال: بالنظر إلى زيارة الدكتور بزشكيان إلى باكستان، هل تتوقعون انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين؟ وفي أي المجالات ستحدث هذه النقلة؟

رضا أميري مقدم: زيارة الدكتور بزشكيان تأتي ردًا على زيارة رئيس الوزراء الباكستاني السيد شهباز شريف إلى إيران في يونيو الماضي، والتي جاءت لشكر إيران على مواقفها خلال النزاع بين الهند وباكستان. أعقب ذلك العدوان الأمريكي-الصهيوني المخالف لكل الأعراف الدولية، حيث وقفت باكستان، حكومة وشعبًا ومؤسسات، موقفًا مشرفًا إلى جانب الجمهورية الإسلامية.

وقد سعت باكستان دومًا إلى إدانة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في المحافل الدولية. لذلك، تأتي زيارة الرئيس الإيراني تعبيرًا عن الشكر على المواقف الأخوية الباكستانية.

وتُعد هذه الزيارة بداية فصل جديد في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، لا سيما في ما يتعلق بالقضايا الكبرى التي تخص العالم الإسلامي. فكلا البلدين لم يعترفا بالكيان الصهيوني، ولا زالا يدعمان قضية فلسطين بقوة، خاصة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث وقفت باكستان إلى جانب إيران وغزة.

أما على صعيد العلاقات الثنائية، فقد شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا، خصوصًا في المجالين التجاري والاقتصادي، حيث ارتفعت التجارة السنوية بين البلدين بنحو 500 إلى 550 مليون دولار خلال العامين الماضيين، لتتجاوز حاليًا 3.1 مليار دولار، عدا عن حجم التجارة غير الرسمية.

وسيتم خلال الزيارة توقيع نحو 11 وثيقة تفاهم وبيان مشترك، إضافة إلى التفاهم على بدء التجارة الحرة قريبًا. كما سيتم تدشين 4 خطوط طيران جديدة بين مدن باكستانية وإيران، أبرزها بين إسلام آباد وطهران، وهو مسار لم يشهد رحلات مباشرة منذ عقدين.

كذلك، عقد اجتماعات بين المناطق الحرة والدوائر الجمركية في البلدين، ما سيُسهم في تعزيز العلاقات التجارية.

ومن المقرر أيضًا عقد لقاءات مع النخب السياسية، ورؤساء البرلمان، وعدد من النواب، بهدف الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى نوعي جديد.

سؤال: ما هي الترتيبات الأمنية على الحدود لمكافحة الإرهاب والتهريب؟ وهل الجانبان راضيان عن مستوى التعاون في هذا المجال؟

رضا أميري مقدم: لم تكن مصالحنا المشتركة في أي وقت مضى قريبة بهذا القدر كما هي الآن. الجماعات الانفصالية، التي تمثل أقلية ضئيلة جدًا من سكان بلوشستان، تقوم بأعمال تخريبية باسم البلوش، وتحظى بدعم من الكيان الصهيوني وقوى خارجية.

في العامين الماضيين، تم تحقيق تعاون غير مسبوق بين الجانبين في هذا الشأن. تعمل القوات العسكرية والأمنية والشرطية للبلدين بشكل مشترك، وتم إنشاء قنوات اتصال بين الأجهزة الأمنية.

كما أن تحويل الحدود من مناطق أمنية إلى مناطق اقتصادية وتجارية يُعد أحد أفضل السبل لمكافحة الإرهاب، حيث يؤدي ذلك إلى إشغال الشباب في الجانبين بفرص عمل ويمنعهم من الوقوع في فخ الجماعات المعادية.

سؤال: فيما يخص الزيارة البرية لزوار الأربعين، هل تم التوصل إلى تفاهمات لتسهيل هذه الزيارات في ظل إعلان باكستان عن بعض القيود؟

رضا أميري مقدم: خلال زيارات وزيري الداخلية في كل من باكستان والعراق إلى إيران، تم التوصل إلى تفاهمات بشأن هذه القضية. العراق يعاني من بعض التحديات، مثل بقاء بعض الزوار بعد انتهاء الزيارة، وبعضهم ربما يعمل هناك بشكل غير قانوني.

كما أن الأعداد الهائلة من الزوار، لا سيما من باكستان، تُشكّل عبئًا على البنية التحتية. ولتفادي المشاكل، نُصحت باكستان بتسيير رحلات جوية مباشرة إلى العراق أو إلى إيران ثم العراق، لكن العراق فرض بعض الشروط، منها ضرورة سفر الزوار ضمن شركات سياحية، أو أن لا تقل أعمارهم عن 50 عامًا في حال عدم الانضمام لشركات.

لقد شهدنا في الأعوام الماضية ازدحامًا كبيرًا في زاهدان وتشابهار، واضطررنا للاستعانة بالقوات المسلحة لنقل الزوار إلى الحدود. كما أن عدم إلمام السائقين الباكستانيين بقوانين القيادة في إيران أدى إلى وقوع حوادث.

باكستان تفكر هذه السنة في استخدام الطيران بدلًا من البر، ونحن من جانبنا أبدينا استعدادنا لتقديم كل التسهيلات الممكنة.

سؤال: لقد شهدنا موقف باكستان من العدوان الصهيوني-الأمريكي الذي استمر 12 يومًا ضد إيران، حيث اتخذت إسلام آباد مواقف واضحة، كما أدلت بتصريحات بشأن التهديدات المحتملة المتكررة من قبل الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى تصريحاتها حول تخصيب إيران لليورانيوم واستخدامها للطاقة النووية السلمية. كيف تقيّمون موقف باكستان من هذين الموضوعين؟ وهل ترونه مناسبًا؟

رضا أميري مقدم: نعم، باكستان دعمتنا في مجلس الأمن الدولي، وكانت إلى جانب سفيرنا في جميع القرارات ذات الصلة، وصوّتت لصالحنا وأدانت تلك الاعتداءات. وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك في مجلس المحافظين، كانت دائمًا تؤيدنا وتؤكد أن إيران عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ويجب أن تتمتع بكافة الحقوق والمزايا التي يضمنها لها هذا الانضمام.

جهود باكستان لمنع أي عدوان جديد على إيران

كانت باكستان أول دولة من بين الدول الصديقة والمجاورة التي وقفت إلى جانبنا، وما تزال ثابتة على هذا الموقف. ومن جهة أخرى، تبذل جهودًا حثيثة لمنع تكرار أي هجوم أو اندلاع حرب جديدة، وهذا من أبرز الأمور التي تحاول باكستان القيام بها بجدية وبكل ما أوتيت من إمكانات، بهدف الحيلولة دون أي عدوان أو صراع محتمل.

نعم، من هذه الناحية، يمكن القول إن باكستان قد أدّت حق الجوار والأخوّة تجاه إيران، حكومة وشعبًا، على أكمل وجه، ونأمل أن يستمر هذا النهج في المستقبل أيضًا.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة