إعلامية عراقية: اغتيال النخب العلمية نابع من عقيدة صهيونية ترى أن جهل الشعوب يسهل السيطرة عليها
اعتبرت بتول الحسن، الإعلامية العراقية ومقدمة برامج سياسية، إن الهدف من اغتيالات الكيان الصهيوني هو سلب أدوات المقاومة من القوى المعارضة له. وفي رأيها، فإن محاولات اغتيال النخب العلمية تنبع من قناعة صهيونية-أمريكية راسخة بأن جهل الشعوب يُسهل السيطرة عليها.
تعتقد هذه الإعلامية العراقية أن استهداف المدنيين من قبل الكيان الصهيوني كان دائماً جزءاً من استراتيجية حربية خبيثة تهدف إلى تحقيق مكاسب سريعة لصرف المعتدي. وتضيف الحسن أن معظم وسائل الإعلام العراقية تقف في هذه الحرب إلى جانب إيران. وفيما يلي نص الحوار الخاص الذي أجراه معها موقع "هابيليان" الإخباري.
في هذه الأيام، يشهد العالم عدوانًا صريحًا من قبل الكيان الصهيوني ضد إيران وشعبها. برأيكم، لماذا يرتكب هذا الكيان مثل هذه الجرائم ضد المدنيين العزل في غزة ولبنان وإيران؟ وما هو العامل الذي يدفعه إلى مواصلة هذه الاعتداءات بما في ذلك الاغتيالات؟
بتول الحسن: جميعنا يعلم أن الحرب بين إيران وإسرائيل كانت حتمية الوقوع.. وقد كانت مسألة وقت لا أكثر.. هذان القطبان يمثلان قوى الخير التي تسعى للسلام وقوى الشر التي تسعى للظلام وتدمير كل شيء لإثبات وجودها المصطنع.. والإجابة الجوهرية على سؤالكم.. ما العامل الذي يدفع إسرائيل لمواصلة هذه الاعتداءات بما فيها الاغتيالات.. فالإجابة واضحة جداً.. وهي أنك إن كنت لا تعترف بالأعراف الدولية وتضرب بها عرض الجدار فقط لأنك محمي من أكبر جهة ساندة (واقصد هنا أمريكا) فيمكنك أن تصنع ما شئت ... وعلى أية حال.. هذا هو نهج العصابات الصهيونية منذ أن غرست أقدامها في الشرق الأوسط برعاية أمريكية.
أما مسألة الاغتيالات.. فهو لتجريد أي قوى مضادة من أدواتها التي تمتلكها ..وما محاولات اغتيال العقول إلا لقناعة صهيوأمريكية أن تجهيل الشعوب يسهِّل كثيراً السيطرة عليها.
غالبًا ما تظهر وسائل الإعلام الغربية الكيان الصهيوني على أنه "يدافع عن نفسه"، بينما تتجاهل مذابح المدنيين في غزة ولبنان وإيران وعمليات الاغتيال التي ينفذها هذا الكيان. كيف تحللون هذا الانحياز الإعلامي وما هي وسيلة مواجهته؟
بتول الحسن: نعم .. وذلك واضح جداً.. لأن الغرب في قبال الشرق هي معادلة تحكمها الهيمنة والأفضلية... أنا غربي فهذا يعني أنني أحق منك بالعيش وممارسة حق التعبير كيفما يحلو لي.. وما وسائل الإعلام الغربية إلا واجهة كبرى لتكريس هذا المفهوم بعناوين شتّى. وتجاهل مجازر غزة ولبنان وإيران خير شاهدٍ على ذلك.. أنه في الواقع ليس انحيازاً إعلامياً فحسب.. بل هو مشاركة فاعلة في المشروع الاسرائيلي الذي يتخذ منهجاً جنكيزياً بالمعنى الحرفي.. (سحق كل شيء في طريقك.. ما دمت تستطيع ذلك).
غالبًا ما يستهدف الكيان الصهيوني أهدافًا مدنية تحت ذريعة استهداف مواقع عسكرية. هذا الأمر واضح تمامًا في غزة وقد اعترف به العالم. العدد الكبير من الأطفال الضحايا والمصابين يثبت ذلك. في الهجمات الحالية على إيران أيضًا، يشكل النساء والأطفال والمدنيون غالبية الضحايا. ما هو الهدف الحقيقي للإسرائيليين من هذه الجرائم ضد المدنيين؟
بتول الحسن: نعم.. استهداف المدنيين كان وما زال تجربة حربية قذرة يبتغي بها الطرف المعادي الحصول على نتائج لصالحه.. وهذا السؤال فيه إجابة تستمد من الإجابة السابقة.. فإسرائيل والغرب عموماً لا يرون المدنيين العزل سوى أهداف سهلة يمكنهم بها إضعاف الحكومات التي هي بالضدِّ منهم... وسياسات التجويع والتشريد وارتكاب المجازر ليست إلا الوجه البشع لتجار الحروب.. هذه السياسة يمكننا أن نصفها بنحوٍ ما أنها سياسة دوغمائية لا يمكن حتى النقاش فيها.
يعتقد الكثيرون أن قادة الكيان الصهيوني يجب أن يحاكموا أمام المحاكم الدولية بسبب جرائم الحرب والاغتيالات التي ارتكبوها. لماذا لم يتم اتخاذ أي إجراء جاد في هذا الصدد حتى الآن؟
بتول الحسن: أقول ومع شديد الأسف أن المؤسسات الدولية لم تكن على قدر المسؤولية في الحرب الدائرة الآن... وحتى المحكمة الجنائية الدولية لم تكن قرارتها بالشجاعة المطلوبة.. يبدو أن هذه المؤسسات تعلم جيداً أن قراراتها ليست الا حبراً على ورق.. فيما يتعلق بمجرمي الحرب الذين يرتكبون المجازر دون رادع.. ولعل الإجراءات التي اتخذتها أمريكا (الراعي الرسمي للكيان) ضد المحكمة الجنائية الدولية تدل دلالة واضحة من هو المتحكم في القرار العالمي.. إنها مجرد مؤسسات كارتونية فارغة من محتواها.
ما هو موقفكم وموقف الشعب العراقي وخصوصا الإعلاميين العراقيين على هجمات الكيان الصهيوني ضد إيران وقتل المدنيين؟ ما هي رسالتكم؟
بتول الحسن: موقف العراق واضح بالنسبة للجارة إيران...لأن العلاقات التي تربط العراق بإيران لا تحكمها ظروف الحرب الآنية وما يحدث على الساحة السياسية في الوقت الراهن ... إنها علاقة متأصلة ولها جذور مشتركة ...ويمكنك أن تطلع على مواقع التواصل الاجتماعي (ولعله يشكّل استبياناً مهماً يمكن التعويل عليه) لترى حجم المؤازرة للجمهورية الإسلامية وهي تخوض حرباً نيابةً عن جميع الشعوب المضطهدة التي ذاقت من ويلات الحروب العبثية التي قامت بها أمريكا وربيبتها إسرائيل على مدى عقود طويلة... لذا.. فإن هذه المؤازرة لم تعد خياراً بل هي واجب يتحتم على شرفاء العالم أجمع التمسك به والعمل بموجبه.
أما موقف الإعلام العراقي كما هو شأنه دائماً.. ستجد فيه التأييد المطلق لحق الجمهورية الإسلامية في الدفاع عن نفسها.. وستجد أيضاً من يراقب المشهد ليصفه فقط متخذاً منهج المتفرج على الأحداث الدائرة.. وهذا ليس بغريب.. فالجميع يعرف أن المجتمع العراقي فيه ما فيه تبعاً لعوامل الاختلافات السياسية والعقائدية... ولكن هذا في حقيقته يشكل نسبة ضئيلة من الإعلام العراقي.. لكن النسبة الأعم... فهي مع أيران قلباً وقالباً.
/انتهى/