ملاجئ محظورة .. تمييز عنصري في اسرائيل حتى في لحظة الموت !
خلال الحرب والهجمات الصاروخية الإيرانية على الأراضي المحتلة، نشأت أزمات داخل المجتمع الصهيوني، والتي أصبحت الآن تظهر وتبرز مع انتهاء الحرب وانخفاض أخبار الاشتباكات.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، انه خلال الحرب الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني، شهد الوضع الداخلي في الأراضي المحتلة فوضى واضطرابات واسعة وغير مسبوقة لم تكن واضحة خلال أخبار الحرب.
قضية كانت متوقعة دائماً وتعود إلى جذور المجتمع الصهيوني، مجتمع لا يمتلك أي أصالة تاريخية أو ثقافية، بل هو مستعمرة مكونة من مجتمعات غربية وشرقية مختلفة هاجرت إلى الأراضي المحتلة برؤى وتوجهات متنوعة، وبالتالي لا يوجد أي ارتباط أو تماسك اجتماعي بين أفراد هذا المجتمع الذي لا يتجاوز عمره ثمانين عاماً.
وبالتالي، تؤدي هذه القضية إلى ظاهرة سياسية واجتماعية في الأراضي المحتلة تُظهر عمق المشاكل الناتجة عن المجتمع الصناعي التابع للكيان الصهيوني من داخله. مشاكل لم تنخفض حتى مع اندلاع الحرب مع إيران، بل ظهرت بطريقة جديدة.
العنصرية والتمييز ضد المهاجرين في الوصول إلى الملاجئ
إحدى تجليات هذه القضية هو إغلاق أبواب الملاجئ أمام المهاجرين وغير الصهاينة. فخلال الهجمات الصاروخية الإيرانية على الأراضي المحتلة، حُرِم بعض المهاجرين (مثل العمال الصينيين) في مناطق مختلفة من الوصول إلى الملاجئ. وقد تم طرح هذا الأمر كدليل على العنصرية المتأصلة في المجتمع الصهيوني. هذا التمييز أثار استياء الكثير من المهاجرين وأدى إلى تقليل تعاطفهم مع المجتمع الصهيوني.
من الجدير بالذكر أن المهاجرين موجودون كقوة عمل في الأراضي المحتلة لكنهم لا يتمتعون بحقوق متساوية.
لذلك، حتى الهجمات الشديدة لإيران على الأراضي المحتلة لم تمنع بعض المهاجرين والصهاينة من التوقف عن ممارسة العنصرية ضد غير اليهود والمهاجرين إلى الأراضي المحتلة. في الواقع، حتى ظاهرة الحرب لم تُحدث تماسكاً في المجتمع الصهيوني، على عكس المشاعر المتزايدة من التعاطف والتضامن في المجتمع الإيراني التي كانت واضحة وجلية في جميع الجوانب.
الضغوط الاقتصادية ونقص الموارد:
الحروب الأخيرة، خاصة الهجمات الصاروخية الإيرانية وردود إسرائيل، تسببت في اضطرابات في البنية التحتية والاقتصاد. وتشير التقارير إلى نقص صواريخ اعتراض نظام "سهم" والضغط على الاقتصاد بسبب إغلاق المدارس، ومنع التجمعات العامة، وإلغاء الرحلات الجوية على نطاق واسع في المطارات الرئيسية.
هذه الضغوط زادت من السخط العام في الأراضي المحتلة وأثرت بشكل أكبر على المجموعات المهمشة مثل المهاجرين والأقليات العرقية، لأنهم غالباً ما يكون لديهم إمكانية أقل للوصول إلى الموارد.
الكثير من هؤلاء الأشخاص، حتى أثناء الحرب، كانوا يعانون من إمكانيات محدودة، وبالإضافة إلى منع الصهاينة لهم من دخول الملاجئ، واجهوا صعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية.
بجانب المهاجرين في الأراضي المحتلة، العرب والمجتمعات العربية المقيمة في صحراء النقب، رغم طلباتهم المتكررة، محرومون من الوصول إلى العديد من الخدمات.
من الجدير بالذكر أن منطقة النقب، بسبب وجود المجتمعات العربية، لا تحظى باهتمام كبير من قادة الكيان الصهيوني من حيث الخدمات، حيث أوضاع المجتمعات العربية في هذه المنطقة في أدنى مستويات الرفاهية الممكنة.
استمرار الخلافات السياسية والاحتجاجات الداخلية:
منذ بداية الحرب في عام 2023، خاصة تصاعد التوتر والهجوم على إيران في عام 2025 وبدء الاشتباكات بين إيران والكيان الصهيوني، تصاعدت الخلافات السياسية داخل الكيان الصهيوني.
واجهت حكومة الحرب بقيادة بنيامين نتنياهو انتقادات شديدة من الأحزاب المعارضة وحتى بعض حلفائها بسبب إدارتها للحرب وفشلها في حماية المدنيين.
في هذا السياق، تصاعدت الاحتجاجات العامة في تل أبيب ومدن أخرى ضد السياسات الحربية وعجز الحكومة الصهيونية عن توفير الأمن، خاصة بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية التي أدت إلى مقتل وإصابة آلاف الصهاينة.
ينطبق هذا الأمر أيضاً على الآراء والرؤى المختلفة حول الحرب مع إيران وما يصفه نتنياهو بإنجازات هذه الحرب لهذا النظام. يعتبر الكثير من الصهاينة أن نتيجة هذه الحرب هي فشل تام في تحقيق الأهداف ويرون ذلك أمراً خطيراً، لأنها دفعت إيران نحو تعزيز استراتيجيتها الهجومية ضد هذا النظام أكثر من أي وقت مضى.
/انتهى/