تخت روانجي: الأمريكيون لم يقدموا بعد رداً على سؤال إيران بشأن الضمانات


تخت روانجی: الأمریکیون لم یقدموا بعد رداً على سؤال إیران بشأن الضمانات

أكد نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية في إيران، مجيد تخت روانجي، أنه "لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن موعد استئناف المفاوضات مع أمريكا بعد"، مشيراً إلى أن إيران تبحث حالياً عن إجابة لهذا السؤال: "عندما نشارك في الحوار، هل سنشهد تكراراً للعمل العدواني؟"

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه في مقابلة له مع شبكة "بي بي سي" العالمية، قال تخت روانجي: "لم نتفق على أي موعد، ولا على شكل المفاوضات. نحن ننتظر إجابة على سؤال جوهري: هل ستتكرر الأعمال العدوانية إذا شاركنا في الحوار؟ على الأميركيين أن يكونوا واضحين تماماً في هذا الصدد، لكنهم حتى الآن لم يوضحوا موقفهم".

وفي ما يلي نص المقابلة:

سؤال: إيران تقول إن الدبلوماسية تبدأ حين تتوقف الهجمات، فهل الوقت مناسب الآن للحوار مع الأميركيين؟

جواب: نحن دائماً كنا مؤيدين للحوار والتفاعل، لكن لا ينبغي أن ننسى أننا كنا في خضم مفاوضات وننتظر الجولة السادسة من الحوار مع الأميركيين في عمان، لكن قبل يومين من ذلك، هاجمنا الإسرائيليون، وبفضل الأميركيين! اليوم نسمع أنهم يعترفون بأنهم كانوا جزءاً من هذا العدوان. لقد خانوا الثقة الأساسية لأي حوار. عندما يكون الطرف الآخر غير جدير بالثقة، لا يمكنك التأكد من أن ذلك لن يتكرر. الأميركيون يقولون إنهم مستعدون للحوار، لكن عليهم أن يجيبوا على هذا السؤال: ما هو الضمان أن لا يكرروا ما فعلوه؟

سؤال: ما هو مطلبكم؟

جواب: نحن نريد ضمانات.

سؤال: ما نوع هذه الضمانات؟

جواب: عليهم أن يقنعونا بأنهم جادون. في المرة السابقة، لم يكونوا كذلك، بل خانوا الحوار وخذلوا الدبلوماسية. عليهم أن يبذلوا جهداً كبيراً لإقناعنا، وإقناع المجتمع الدولي بأنهم لن يشاركوا مجدداً في أي عدوان ضد إيران.

سؤال: لكن الرئيس ترامب هو من رتّب وقف إطلاق النار وطلب من إسرائيل وإيران التوقف. أليس هذا كافياً لإظهار رغبته في السلام؟

جواب: وقف إطلاق النار شيء، واستئناف الحوار شيء آخر. نحن بحاجة لضمانات بألّا يُستخدم العنف ضدنا إذا لم نقبل بما يطرحه الأميركيون. هذا ما حدث في المرة السابقة في 13 يونيو، ويجب ألّا يتكرر.

سؤال: من خلال الوسطاء والقنوات الخلفية، ما الرسائل التي وصلتك من واشنطن؟

جواب: أولاً، التصريحات العلنية للرئيس ترامب تخالف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. لا يمكن اللجوء إلى القوة فقط لأن أحدهم لا يسمع لك، هذا مبدأ مرفوض.

سؤال: هل تشعر أن الدول الأخرى لم تدن الهجوم على بلدكم؟ بعض الدول الأوروبية، وحتى بريطانيا، قالت إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.

جواب: هذا غريب. كثير من الدول أدانت عدوان إسرائيل وأميركا. قبل أسبوع تقريباً، عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً في إسطنبول وأصدرت بالإجماع قراراً قوياً ضد هذا العدوان. نعم، بعض الدول الأوروبية وقفت إلى جانب المعتدي، وهذا أمر مخجل ومنافٍ لدعواهم المتكررة حول دعم القانون الدولي. لكننا نعتمد على أنفسنا، وقد أثبتت المرحلة الأخيرة من الحرب أن علينا الاعتماد على قدراتنا.

سؤال: البعض يقول إن الهجمات على منشآتكم النووية قد تدفع إيران نحو السعي لامتلاك قنبلة نووية. هل هذا مطروح؟

جواب: هناك تيارات عديدة داخل إيران، لكن موقف الحكومة بشأن معاهدة "إن‌ بي‌ تي" لم يتغير.

سؤال: لكنكم هددتم بالانسحاب من "إن‌ بي‌ تي"؟

جواب: الانسحاب شيء، والسعي وراء قنبلة شيء آخر. البرلمان أقر قانوناً لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويجب احترام هذا القانون.

سؤال: هل تفكرون بالانسحاب من "إن‌ بي‌ تي"؟

جواب: كما قلت، هناك تيارات مختلفة داخل إيران. لكن الحكومة لم تغيّر موقفها من البرنامج النووي.

سؤال: ما الرسالة التي وصلتك من واشنطن حول الخطوة التالية؟

جواب: يقولون إنهم يريدون التفاوض، لكن لا يوجد موعد أو اتفاق بشأن شكل الحوار. نريد إجابة واضحة: هل سيُعاد ارتكاب العدوان؟ الأميركيون لم يقدموا رداً واضحاً بعد.

سؤال: هل لديكم تصور حول ما يريده ترامب؟ هو قال سابقاً إنه لا يهتم باتفاق لأن الضرر قد وقع بالفعل.

جواب: لا نعلم حتى الآن ماهية جدول الأعمال المحتمل للمفاوضات. يجب أن نعرف بوضوح ما الذي سيُطرح علينا لبناء الثقة، وهذه الثقة قد تضررت كثيراً بسبب العدوان الأميركي.

سؤال: وزير الخارجية، السيد عراقجي، قال إن الدبلوماسية الإيرانية يجب أن تتغير. ماذا يعني ذلك؟

جواب: نحن دائماً دعمنا الدبلوماسية. نتحاور مع الأوروبيين رغم انتقاداتنا لهم، ومع جيراننا، ومع من يمكننا تبادل وجهات النظر معهم. هذا يدل على أننا نؤمن بالحوار. لكن مع أميركا الأمر مختلف، فالمشكلة هي انعدام الثقة، ويجب معالجته بموقف أميركي واضح.

سؤال: أليس الوقت مناسباً لإعادة التفكير في البرنامج النووي؟ أحد المقترحات يتضمن رفع العقوبات واستثماراً مقابل التخلي عن التخصيب داخل إيران. هل هذا ممكن؟

جواب: ولماذا نوافق على مثل هذا الاقتراح؟ دفعنا ثمناً باهظاً للتخصيب، لأنه حقنا كعضو في "إن‌ بي‌ تي"، كما أننا حُرمنا من مواد نحتاجها لأغراض بحثية وطبية. لذا، يجب أن نعتمد على أنفسنا. يمكن التفاوض على النسبة والقدرة، لكن القول بمنعنا تماماً من التخصيب وتخييرنا بين ذلك أو القصف، فهذا منطق الغاب!

سؤال: ما هو وضع البرنامج النووي حالياً؟ وزير الخارجية قال إن الأضرار "جسيمة".

جواب: لا أستطيع تقديم تقييم دقيق، لكن كما قال الوزير، الأضرار قيد التقييم حالياً، وسنعرف المزيد قريباً.

سؤال: مدير الوكالة الدولية، رافائيل غروسي، قال إن إيران قد تستأنف التخصيب خلال أشهر. هل توافق؟

جواب: لا أعلم. يجب سؤال خبراء الطاقة الذرية لدينا. لا أظن أن تصريحات غروسي دقيقة، فالمسألة تحتاج وقتاً.

سؤال: ترامب قال إن القصف الأميركي محا البرنامج النووي الإيراني...

جواب: هذا تقييمه، نتركه له.

سؤال: ويقال إنه غضب من تصريحات قائد الثورة، التي انتقدت ترامب مباشرة...

جواب: من المؤسف أننا نبدّل بين المعتدي والضحية. نحن ضحايا هذا العدوان، ومن حقنا أن نشكو. الأميركيون شاركوا في العدوان قبل يومين من جولة المفاوضات، وهذا يدل على عدم صدقهم. فهل يحق لهم الآن أن يشكوا من أسلوب تعاملنا معهم؟ كفى!

سؤال: إذا أدى "عصيان" إيران إلى إيذاء الدبلوماسية...

جواب: ما المقصود بـ"العصيان"؟

سؤال: مثل إصدار بيانات تنتقد ترامب، فيرد هو بالغضب ويتراجع عن رفع العقوبات.

جواب: لا نصدق هذا التبرير، أن رفع العقوبات كان وشيكاً ثم أُلغي بسبب خطاب. هذه ليست طريقة لرفع العقوبات. ثم، ترامب أساء إلى قائد الثورة، الذي ليس فقط قائد سياسي بل أيضاً زعيم ديني لملايين الناس. هذا إهانة لكل هؤلاء.

سؤال: ماذا تريد إسرائيل؟

جواب: مما فعلوه، يتضح أنهم يريدون إضعاف الجمهورية الإسلامية بأي وسيلة. لكنهم فشلوا. ربما لاحظتم الناس في شوارع طهران، كيف خرجوا رغم الحر، ليظهروا دعمهم.

/انتهى/

 
 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة