بقائي: طلب أمريكا التفاوض ومنح الضوء الأخضر لإسرائيل خيانة للدبلوماسية


بقائی: طلب أمریکا التفاوض ومنح الضوء الأخضر لإسرائیل خیانة للدبلوماسیة

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بأنّه "كان واضحاً منذ بداية المفاوضات أن أمريكا ليست جادّة"، مشدداً على أنّ "أن تقول إنك مستعد للتفاوض وفي الوقت نفسه تمنح الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي لشنّ هجوم، فهذا خيانة للدبلوماسية".

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، قال في حديثه مع قناة "خبر" التابعة للتلفزيون الإيراني، ردّاً على ماركو روبيو بشأن عدم جدّية إيران في المفاوضات: "هذا من أكثر التصريحات خديعة يمكن لوزير الخارجية الأمريكي أن يدلي بها. إيران دخلت المفاوضات دوماً بنهج مسؤول. فعندما بعث الأمريكيون برسالة واقترحوا التفاوض، ورغم سجلّهم السيء في الانسحاب من الاتفاقات، تعاملت إيران بمسؤولية وقبلت العرض. لقد أجرينا خمس جولات من المفاوضات، بل وقلنا إننا مستعدون رسمياً للبقاء في مسقط طوال الأسبوع إذا لزم الأمر للوصول إلى نتيجة".

وأضاف: "شاركنا بفريق كامل وفريق خبراء حسب الحاجة، فكيف نُظهر جديّتنا أكثر من ذلك؟ أوضحنا أن الوصول إلى نتيجة يتطلب وقتاً، ولا يمكن التفاوض مرة واحدة في الأسبوع والتعامل بسرعة مع هذا العدد الكبير من الملفات المهمة. ومنذ البداية، أدركنا أن أمريكا ليست جادّة".

وشدّد بقائي على أن "ما قامت به أمريكا وصمة عار، إذ منحت الضوء الأخضر لإسرائيل في وسط المفاوضات. الطرف المخادع كان الجانب الأمريكي. كان مطلبنا واضحاً: نحن كعضو في معاهدة عدم الانتشار النووي لدينا الحق القانوني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. هل كنا نبحث عن سلاح؟ برنامجنا كان سلمياً بالكامل، وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تثبت ذلك".

وتابع قائلاً: "كيف يمكنكم، استناداً إلى الظنون والتكهنات، ودون أي أساس قانوني أو أخلاقي، أن تستهدفوا منشآتنا النووية السلمية؟ هذا ضربة قاسية لميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة عدم الانتشار وللدول الضامنة للمعاهدة".

وفي معرض رده على أن واشنطن تسعى للضغط على إيران عبر الهجمات، قال بقائي: "نوايا الأمريكيين عليهم هم أن يوضحوها، لكن ما هو واضح هو أن ما حدث كان خيانة للحوار. وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، التفاعل بين الدول لحل المشكلات هو مبدأ. فأن تقول إنك مستعد للحوار وفي ذات الوقت تمنح الضوء الأخضر للهجوم، هذه خيانة للدبلوماسية".

وفيما يخص اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في تركيا، أوضح: "كان هذا الاجتماع مقرراً سابقاً على جدول أعمال المنظمة، لكن بناءً على طلب إيران، عُقد اجتماع خاص. كان اجتماعاً مهماً جداً. أصدرت الدول الإسلامية قراراً يدين العدوان الأمريكي والإسرائيلي على إيران، وشكّلت لجنة اتصال لمتابعة الموضوع. هم يدركون أن المسألة لا تخص إيران وحدها، بل تخص المنطقة بأكملها وتؤثر عليها. وفي نهاية الاجتماع صدر قرار يعلن أن العدوان الإسرائيلي والهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية غير قانوني".

أما عن جلسة مجلس الأمن التي عقدت الليلة الماضية، فقال: "كانت هذه الجلسة الثالثة خلال أيام. عُقدت جلستان بعد عدوان الكيان الصهيوني، وهذه الجلسة جاءت بطلب من إيران لبحث العدوان الأمريكي. قد يتساءل البعض: ما الجدوى؟ الجلسات السابقة أثبتت تباين المواقف ووجود عراقيل أمريكية ومن حلفائها. لكننا كعضو مؤسس في الأمم المتحدة من حقنا أن نطالب بذلك. وإذا لم نفعل، سيقال إننا لم نرغب. مطلب إيران من مجلس الأمن مشروع، ويجب أن يُلبى".

وتابع بقائي: "الأمين العام للأمم المتحدة صرّح بوضوح أن الهجوم الأمريكي يُعد تهديداً للسلم والأمن الدوليين. كل دولة عضو في المنظمة تتحمل مسؤولية. المواقف التي طُرحت خلال جلسة الليلة الماضية كانت متباينة. روسيا والصين وباكستان أدانت الهجوم، لكن بعض الدول الغربية تجاهلت الواقع وتحدثت كما لو أن إيران هي سبب العدوان".

وأردف: "هدفنا الرئيسي هو إيصال موقف إيران المحق ومحاسبة أمريكا والكيان المعتدي. سنستخدم كل المنصات الممكنة لذلك".

وأكّد بقائي أن "الحديث عن أن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يتحول إلى طابع عسكري هو كذبة كبرى. المشكلة التي تواجهها أمريكا والكيان هي مع العلم والتكنولوجيا. هم أعداء لرفاهية الشعب الإيراني".

وفيما يخص قرار مجلس الأمن رقم 487 الصادر ضد الكيان الصهيوني، قال: "صدر القرار عام 1981 بعد أن هاجم الكيان منشآت نووية في العراق. عقد مجلس الأمن جلسة وأصدر القرار. انظروا كم تراجع العالم منذ ذلك الحين. القرار اعتبر العراق طرفاً متضرراً يحق له المطالبة بتعويض، كما نصّ على وجوب انضمام الكيان إلى معاهدة عدم الانتشار، لكن لم يتحقق أي من ذلك".

وختم بقوله: "انظروا كم أن إيران متسامحة. نحن كورثة نبيلين، كان موقفنا تجاه أسلحة الدمار الشامل واضحاً منذ البداية. حتى خلال الحرب العراقية الإيرانية، لم ننجر إلى هذا المنحدر".

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة