بزشكيان: الهجوم على المنشآت النووية كشف أن أمريكا هي المحرّك الرئيسي لإجراءات إسرائيل
أدان رئيس الجمهورية بشدة الهجوم الذي شنّته أمريكا الليلة الماضية على بعض المنشآت النووية في البلاد، مؤكداً أن هذا العدوان أظهر أن أمريكا هي المحرّك الرئيسي للأعمال العدائية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية، أشاد خلال اجتماع الحكومة اليوم، بالتنسيق والتكامل والجهود المتواصلة من قبل الأجهزة التنفيذية في البلاد لضمان استمرار تقديم الخدمات للشعب الإيراني النبيل في ظل هذه الظروف الحساسة، مشدداً على ضرورة تفويض الصلاحيات اللازمة للوزراء والمحافظين والمديرين كي يتمكنوا من إدارة شؤون البلاد بكفاءة وابتكار، بعقل منفتح وأيدٍ مطلقة.
وفي توصية منه للمسؤولين التنفيذيين، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة الإدارة الرشيدة للموارد، وترشيد الإنفاق بشكل هادف، واتخاذ القرارات برؤية مستقبلية، مضيفاً: في وقتٍ ظن فيه الأعداء أن شنّ الهجمات واستشهاد عدد من القادة العسكريين والعلماء سيؤدي إلى إرباك الجمهورية الإسلامية الإيرانية، جاء الرد الحاسم والرادع في أقصر وقت ممكن، بفضل حكمة سماحة قائد الثورة الإسلامية وكفاءة الكوادر البديلة. ينبغي ترسيخ هذا النهج وهذه الروح في جميع الأجهزة والوزارات، حتى لا يقف أي عائق أمام استمرار تقديم الخدمات للشعب.
وأكد بزشكيان على أهمية المبادرة الميدانية من قبل المسؤولين في المحافظات، قائلاً: في الأزمات، يمكن للإبداع والابتكار والشجاعة الإدارية أن تحلّ المشاكل وتزيل الأزمات في أقصر وقت ممكن.
وفي إشارة إلى العدوان الصهيوني الأخير على البلاد وما خلّفه من استشهاد عدد من القادة والعلماء والمواطنين الأعزاء، قال رئيس الجمهورية: حان الآن وقت تجاوز الخلافات وتفعيل الطاقات الشعبية الكبرى. لقد أثبت الشعب الإيراني مراراً استعداده للتضحية بكل ما يملك من أجل حماية تراب هذا الوطن.
وفي جانب آخر من كلمته، أشار بزشكيان إلى الهجوم الأمريكي على بعض المنشآت النووية الليلة الماضية، مديناً هذا التصرف بشدة، ومؤكداً: هذا العدوان كشف أن أمريكا هي اللاعب الأساسي وراء الأعمال العدائية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية. فرغم محاولاتهم الأولى لإنكار دورهم، إلا أنهم، بعد الرد الحاسم والرادع من قواتنا المسلحة، وعجز الكيان الصهيوني عن المواجهة، اضطروا للدخول إلى الساحة بأنفسهم.
وشدد رئيس الجمهورية قائلاً: الهجمات القوية التي شنتها قواتنا المسلحة صباح اليوم على الأراضي المحتلة، كانت في الحقيقة رداً على السياسات العدوانية لأمريكا، لأن الكيان الصهيوني، من حيث الحجم والمكانة، ليس قادراً ولا يملك الجرأة على مواجهة الجمهورية الإسلامية منفرداً.
وفي تقييمه للأبعاد السياسية والقانونية لهذه التطورات، أوضح بزشكيان أن الأحداث الأخيرة أثبتت مدى خواء مفاهيم كـ "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" و"القوانين الدولية" في العالم المعاصر. وفي مثل هذا العالم، السبيل الوحيد لحماية الاستقلال والعزة والأمن الوطني هو التمسك بالقوة الحقيقية. وأهم وأول مصدر لهذه القوة هو وحدة وتماسك الجبهة الداخلية، يليها الدعم الشامل للنخب والمفكرين والنشطاء الاقتصاديين ومختلف فئات الشعب. فالأعداء يخشون وعي ووحدة واقتدار الشعب الإيراني، وإذا ما تم الحفاظ على هذه الثروة الثمينة، فإن النصر مؤكد بلا شك.
كما شدد رئيس الجمهورية على أهمية إشراك الشعب بشكل واسع في إدارة البلاد وتفويض المسؤوليات إلى مختلف فئاته، مضيفاً: على الحكومة أن تضمن طمأنة الناس وتيسير طريق الخدمة المتواصلة لهم. فلا ينبغي لأي عقبة أن تعرقل أداء هذا الواجب العظيم.
وفي ختام كلمته، أشار بزشكيان إلى تسريع عملية تخليص البضائع من الموانئ، مؤكداً على ضرورة الرقابة الدقيقة والمستمرة من قبل وزارات الداخلية، والاقتصاد والمالية، والجهاد الزراعي، قائلاً: يجب تحديد وجهة البضائع وأماكن تخزينها بشكل شفاف، وينبغي أن يكون المحافظون على اطلاع دائم بتلك الإجراءات، للحيلولة دون وقوع أي خلل في نظام التوزيع.
/انتهى/