اليد التي ستكبح الفجور الصهيوني: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تخترق أسرار "إسرائيل" النووية
"صُممت ونُفذت بطريقة تتجاوز تماماً حواجزه الأمنية العديدة والمعقدة" هكذا وصفت وزارة الأمن الإيرانية يوم الثلاثاء 10 حزيران/يونيو 2025، تفاصيل إضافية عن وصول الاستخبارات الإيرانية إلى وثائق للكيان الصهيوني.
إذاً، مرة جديدة وجّهت الإستخبارات الإيرانية ضربة قاسية للكيان الصهيوني، بل زلزالاً استراتيجياً مخترقاً أسراره النووية والعسكرية والأمنية وغيرها، فالكيان الذي طغى في لبنان وفلسطين، ولا يزال يطغى إلى حدّ لا مثيل له من الجرائم وقتل الأطفال وممارسة الفجور الإجرامي، دون أن ينردع أمام حركات المقاومة مختلفة، جاء لمن يلوي له يده التي إمتدت وتمتد الى كل دول المنطقة لممارسة المزيد من عهره اللامحدود، دون سقف ودون محاكمة وبدعم من حليفه الأميركي.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعمليتها التاريخية
أنجزت الجمهورية الإسلامية "عمليتها التاريخية" في عمق الكيان، وحصلت على وثائق حساسة وإستراتيجية مصنفة بأعلى مستوى من السرية، في بيئة عملياتية ديناميكية وتحت أشد التدابير الأمنية للكيان المهزوز، وإنتهت بنجاح وخرجت الى النور ومعها أكبر كمية ضخمة من الداتا الإسرائيلية بأمن وأمان الى داخل إيران.
هكذا تعرّى الكيان الإسرائيلي الذي تفاخر لعقود بسرية حياته الأمنية، وضرب بيد من إجرام دول المحور، لتأتي هزيمته الأمنية على يد "أسوأ أعداءه" كما يصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دون أن يعلم أن ما ينتظره أكثر بكثير، وأن الآتي سيكون الأعظم، رغم إلتزامه الصمت أمام هذه العملية، مقابل تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب اليوم بأن " إيران تتصرف بشكل مختلف تماما مقارنة بما كانت عليه قبل أيام قليلة" ، فماذا في جعبة الجمهورية الإسلامية القوية من معلومات؟.
الوثائق ذات محتوى عال: عسكري نووي وأمني...
أما عن الوثائق، فتتنوع من حيث المحتوى، بموضوعاتها ذات القيم الإستراتيجية والعملية والبحثية والعلمية، وتتضمن معلومات تتعلق بالبرامج غير القانونية والسرية للأسلحة النووية، والمنشآت والأبحاث والاتّصالات مع مؤسسات أميركية وأوروبية والبرامج النووية الحالية والمستقبلية للكيان الصهيوني، كما تشمل وثائق مرتبطة بالبرامج العسكرية والصاروخية، ووثائق فنية تتعلق بمشاريع استخدام مزدوج علمياً وفنياً، وأسماء ومواصفات وصور وعناوين مجموعة من المديرين والمسؤولين والعلماء المشاركين في هذه المشاريع، كما تتضمن الوثائق معلومات كاملة عن الباحثين الذين يستعين بهم الكيان من جنسيات مختلفة ودول أخرى الى جانب مستوطنيه، هذا واعلنت إيران أن بعضاً من هذه الوثائق والمعلومات سيتم تبادلها مع الدول الصديقة وتقديمها إلى المنظمات والمجموعات المناهضة للصهيونية.
"إسرائيل" ومن خلفها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية
تُظهر الوثائق دعم الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وتعزيز البرامج التسليحية للكيان الصهيوني المجرم، ما يؤكد إزدواجية المعايير المتبعة عند الدول الكبرى والتي تتهم إيران زوراً بأنها تسير "مساراً غير سلمي" رغم تأكيد إيران مراراً وتكراراً أن برنامجها النووي برنامج سلمي.
صورة "إسرائيل" العالمية سقطت مجدداً
الكشف عن المعلومات والوثائق تباعاً، سيقوّض صورة "إسرائيل" العالمية، التي تباهت بها لاسيما المتعلقة بعملياتها السرية من مؤامرات وإغتيالات للعلماء والشخصيات السياسية في مختلف الدول، وتجسسها على حلفاءها دون استثناء، وستكشف طرق التجسس الإسرائيلي على الدول الإسلامية والعربية ودول المنطقة كافة، وتلاعب الكيان الخبيث بالأنظمة السياسية الغربية منها والعربية.
وهكذا، أن تصبح البنية التحتية الحيوية للكيان وثغراته الامنية والعسكرية تحت العين الإيرانية، ضربة لا مثيل لها للقيط الغاصب، فالقواعد العسكرية الإسرائيلية ومواقع القبة الحديدة ومراكز القيادة والسيطرة والتحكم ومنشآت التخزين بقبضة إيرانية، كما أن معرفتها الدقيقة والتفصيلية بمنشآت الكيان النووية سيزيد من قوة وتصميم إيران بضربة قوية وستصيب أهدافها بدقة أكثر إذا ما نفّذ الكيان تهديداته لإيران.
إيران ودول المحور... خط واحد لمواجهة عدو واحد
اما فيما يخص الحلفاء في دول محور المقاومة، فمشاركة إيران معها الوثائق والمعلومات لا سيما المقاومة الفلسطينية في فلسطين المحتلة، والمقاومة الإسلامية في لبنان والقوات المسلحة في اليمن، سيعزز قدرة حركات المقاومة أكثر، وسيكون الإنتقام اكبر لكل العمليات الإجرامية من إغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الى عملية "البيجر" وما خلفته من آلاف الجرحى، وغيرها من العمليات والإغتيالات، كما ستعزز الوثائق المهمة طرق وأساليب مكافحة التجسس وتعطيل شبكاتها سواء في إيران او في دول المنطقة.
توقيت العملية: التخلي عن تخصيب اليورانيوم يتعارض تماماً مع مصالح البلاد وسيادتها
الإعلان عن العملية جاء في توقيت مهم وحساس بل أكثر من حساس، أي بعد أسبوعين من انتهاء جولة المفاوضات الخامسة بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي الإيراني ورفع "العقوبات"/ وتقديم واشنطن مقترحاً مكتوباً لطهران عبر الوسيط العماني، تضمّن وقف تخصيب اليورانيوم وإنشاء اتحاد إقليمي للتخصيب خارج الأراضي الإيرانية، ووُصف المقترح بالخيالي والأحادي وغير القابل للتطبيق، فيما حسم قائد الثورة السيد علي الخامنئي الموقف برفضه للمقترح الاميركي قائلاً: إن التخلي عن تخصيب اليورانيوم يتعارض تماماً مع مصالح البلاد وسيادتها"، رغم تصاعد التهديدات الإسرائيلية والأميركية باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشلت المفاوضات حول البرنامج النووي، وهو ما يشكل في جانب منه محاولة للضغط على طهران للقبول بالشروط والمقترحات الأميركية، وخاصة ما يتعلق منها بوقف التخصيب.
إيران القوية ستضعف الكيان ومن خلفه
ورغم كل التهديدات، ستشكل هذه الوثائق ورقة ضغط قوية بيد إيران سواء بوجه الأميركي أو الإسرائيلي، فإمتلاكها للكم الهائل من المعلومات يعطي الفرص الأقوى لإيران لإستهداف الكيان عسكرياً إذا ما أصرّت أميركا وحليفها الإسرائيلي على استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وهذا ما ستكشف الأيام القادمة والمفاضات القادمة.
لكن السؤال: كيف سيتعامل الكيان الإسرائيلي وداخله المهزوز و"أمنه" و"جيشه" و"الموساد" و"الشاباك" وكل المؤسسات العسكرية والأمنية وحتى مستوطنيه مع هذه العملية التاريخية؟ وكيف سيواجه الكيان تعريته أمام العالم بكشف أسراره وحقائقه وواقعه المزيّف؟ وكيف سيُعيد بناء "هيبته" العنكبوتيه التي تحطمت على أيدي رجال إيران العليا، وهي الأيدي التي ستنزل جبورت الكيان الى أسفل سافلين؟.
إنتهى/