إسرائيل تحوّل بيت لا يضم سوى النساء والأطفال إلى قبرٍ جماعي
محمد أبو عيسى، الذي طالما لفّ الشهداءَ بالكفنِ بعيونٍ دامعةٍ وقلبٍ مثقل، وجدَ نفسَه هذه المرةَ يُكفّنَ أمُه، وأربعةً من شقيقاتِه، وأطفالَ عائلتِه.
البيتُ الذي لم يضمْ سوى النساءِ والأطفالِ، تحوّل إلى قبرٍ جماعي بفعل جريمة إسرائيلية تم خلالها استهدافه بحيث انه لم يكن في هذا البيت لا سلاح ولا مقاومين ليكون ذريعة للاستهداف.
بيوتٌ تملؤها الأمهاتُ والأطفالُ، صارت أهدافًا لصواريخَ لا تميّزُ ولا ترحم، محمد الذي بقي على قيد الحياة.. نجا بجسدِه فقط، أما قلبُه فدُفن مع أحبّته.
بيديه ضمّ أمَه وشقيقاتِه، ووضع أبناءَ إخوتِه جنباً إلى جنب كما في نومٍ أخير، لم يبكِ.. فقد صار الوجعُ عادتَه، والموتُ رفيقَه.
وبهذه الجريمة الإسرائيلية الجديدة بحق عدد أخر من المدنيين في غزة فقد صار محمد اليوم لا يكتفي بتكفينِ الشهداءِ بل يحملُ مقبرةً كاملةً في قلبه.
/انتهى/